فضل سورة البقرة وال عمران

فضل سورة البقرة وال عمران من أهمّ المواضيع بحثًا؛ لأنّ سورة البقرة مشتملة على الكثير من الأحكام؛ كالأحكام المنظمة للأسرة وغيرها، كما أنّها اشتملت على الكثير من العبر والمواعظ، ففيها آية الكرسي التي تُقرأ لتحصين النفس البشريّة، كما فيها أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الدّيْن، وأمّا بالنّسبة لسورة آل عمران، فقد تناولت أمور العقيدة والتّوحيد والجهاد وغيرها من المواضيع المهمة، لذلك كان لهاتيْن السّورتيْن فضل عظيم، وفي هذا المقال سيتمّ بيان ذلك.

فضل سورة البقرة وال عمران

لسورتي البقرة وآل عمران فضائل عديدة واضحة في السّنة النبوية، وفيما ياتي بيان تفصيل هذه الفضائل:[1]

• تساعد هذه السور على درء الفتن وأوهام الشيطان، لذا فإن الحرص على قراءة سورة البقرة وال عمران في البيوت من أسباب منع الشيطان من الدخول إليها، ويأسه من بلوغ غايته وهدفه، الذي هو إفساد العبيد، قال الرّسول -عليه السلام-: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ”.[2]
• قراءة سورة البقرة وآل عمران من أسباب النعمة التي يحصل عليها المسلم بالإضافة إلى الحسنات، ولا سيّما عند حفظ آياتها والاستماع إليها، لذلك فإن الابتعاد عن هذه السور هو إهدار لكثير من الفضائل في الدنيا والآخرة.
• شفاعة سورتي البقرة وآل عمران لأصحابهما يوم القيامة؛ لِما ثبت في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل النّواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: “يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما”.[3]
• من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه، ومن قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة.
• الحسنات المضاعفة لمن قرأ سورتي البقرة وآل عمران، فقد ورد في السّنّة النّبويّة: أنّ من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

فوائد سورة البقرة وال عمران

وبعد أن تم التعرف على فضل سورة البقرة وال عمران ، من الجدير بالذكر أنّ رسول الله طلب من عباده أن يقرأوا سورة البقرة مبينًا أن فوائدها عظيمة، ممّا يعني أنّ من تركها فقد خاب وخسر، وكذلك سورة آل عمران، وفيما يأتي بيان فوائدهما:[4]

• من يريد الخير في حياته ويريد أن ينعم في كل شيء فعليه أن يقرأ سورة البقرة باستمرار كل يوم، وأن يقرأ سورة آل عمران.
• ومن عجائب قراءة هاتين السورتين: أن البيت الذي تتم قراءتهما فيه تبعد الشياطين عنه ويحمي القارئ من الحسد والسحر.
• من قرأهما بتأمل، وفهم معانيهما وتأكد منهما، شافاه الله من كل العلل الرّوحية؛ كالقلق أو المرض الروحاني أو الاكتئاب أو السحر، ممّا يعني أنّ قراءتهما تبعث على نفس القارئ شعورًا بالرضا والاطمئنان والسعادة.
• ومن فضل سورة البقرة وال عمران ، أنّ من قرأهما في الصباح بعد صلاة الفجر فإنهما حفظ من الشياطين إلى المساء، ومن قرأهما في المساء فإنهما حفظ حتى الصباح.

معلومات عن سورة البقرة وال عمران

وبعد أن تمّ التّعرّف على فضل سورة البقرة وال عمران ، لا بُدّ من بيان بعض المعلومات المتعلقة بهاتين السورتين، فسورة البقرة هي أطول سورة في كتاب الله، وهي الثانية في ترتيب القرآن بعد سورة الفاتحة، وآياتها مدنية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى قصة بقرة بني إسرائيل التي وجدت هناك، والتي أمرهم نبي الله موسى -عليه السلام- بذبحها، وعدد آياتها مائتان وستة وثمانون، وفيها آية الدّيْن: وهي أعظم آية في كتاب الله وأطول آية فيه، وأمّا بالنّسبة لسورة آل عمران: هي سورة مدنية وعدد آياتها مائتي آية، وهي من سور القرآن الطوال، وبحسب ترتيب سور القرآن فهي السورة الثالثة من الجزء الرابع، وأما الترتيب من حيث النزول، فقد نزلت بعد سورة الأنفال، وبدأت السورة بالأحرف المقطعة: “الم”.[5]

إلى هنا نكون قد بينا فضل سورة البقرة وال عمران ، كما بينا فوائدهما العظيمة، بالإضافة إلى المعلومات المتعلقة فيهما، من حيث عدد الآيات وسبب التسمية والترتيب من حيث النزول ونحوه.