فضل سورة ال عمران

فضل سورة ال عمران

فضل سورة ال عمران من التساؤلات التي تُثير أذهان المحافظين على قراءة كتاب الله -عز وجل-، والمداومة على حفظه، وذلك لأن معرفة فضل السورة القرآنية يدفع القارئ على الاستمرارية في قراءتها، وهذا يُمثل له دافعًا قويًّا في التفكّر في آياتها، والنظر في التفسيرات المختلفة فيها، فالقرآن الكريم هو الماء العذب الذي يرتوي به كلّ ظمآن، فهيّا معًا نتعرف على فضل سورة آل عمران، وأهم الدروس المستفادة منها.

سورة ال عمران

اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن، وهل هذا الترتيب توقيفيّ من عند ربّ العالمين، أم أنه توفيقيّ من صُنع الصحابة، والرأي الراجح في ذلك أنه توقيفيّ من عند ربّ العزة -سُبحانه-.

وتحتلّ سورة آل عمران المرتبة الثالثة في ترتيب المُصحف الشريف بعد سورة الفاتحة وسورة البقرة، والمرتبة الثانية من حيث الطول بعد سورة البقرة؛ فتبلغ عدد آياتها مائتي آية، وهي من السبع المثاني الذي قال الله -عز وجل- فيهم مخاطبًا نبيّه:” ولقد ءاتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم” .

وسورة آل عمران من السورة المدنيّة، والسورةُ المدنية -في أصحّ الآراء التي قيلت فيها- هي التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة ولو في غير المدينة.

ومن المعلوم أن السور المدنية تختلف ماهيتها عن ماهية السور المكيّة، وذلك لاختلاف الوقائع والأحداث التي حدثت قبل الهجرة وبعد الهجرة؛ فنزلت الآيات المكية؛ تُناسب الوقائع المكيّة، وكذلك المدنية؛ لتُناسب الوقائع المدنيّة.

وسورة آل عمران من السّور التي ابتدأت بالحروف المقطّعة” آلم” التي استودعها الله -عز وجل- الكثير من الحكم التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، فهي من الغيْبيّات التي استأثر الله بعلمها، وذُكِر في السورة هذا المعنى، حيث يقول-تعالى-:” وما يعلمُ تأويلَه إلا الله..”، وبيّن دور الراسخين في العلم، فقال:” والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به…”

شاهد أيضًا: فضل سورة الدخان قبل النوم

مضامين سورة ال عمران

تختلف مضامين السور القرآنية؛ نظرًا لاختلاف أسباب نزولها، بل إن السورة الواحدة تجدها تتضمّن عدة وقائع متفرقة، وذلك لأن القرآن الكريم نزل منجّمًا حسب الوقائع، ولكن الهدف الرئيس التي تدعو إليه كلّ السُّور القرآنية هو التوحيد.

والمبدأ الذي دعت إليه السورة الكريمة هو الثبات على التوحيد بدايةً من أول السورة التي قال -تعالى- فيها:” الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم” مرورًا بقوله -تعالى-:” إنّ الدين عند الله الإسلام..”، ختامًا بالآية مائة وعشرين من السورة التي يدعوا الله عباده فيها بالتزام التقوى، والثبات على الدين، فيقول-تعالى-:” “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”

ومن الآية مائة وواحد وعشرون دعوةٌ من الله -عز وجل- بالصبر على ما يعتري الإنسان من ضغوطٍ خارجيّة وداخلية مهما كانت قسوتها، فيقول-تعالى-: ” وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”، إلى أن تنتهيَ السّورة بقوله-تعالى-:” يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلّكم تُفلحون”

شاهد أيضًا: قصص سورة الكهف

فضل سورة ال عمران

سورة آل عمران لها فضلان، فضلٌ عامّ تشترك معها فيه كل السّور القرآنية، وهذا ما رُوي في أن المرء يُثاب على كلّ حرفٍ من القرآن حسنةٍ، والحسنة بعشر أمثالها، والله يُضاعفُ لمن يشاء، فلا تقُل:” آلم” حرف، بل ألف حرفٌ، ولامٌ حرف، وميم حرفٌ.

وأما الفضل الخاص فيشترك معها سورة البقرة فيه، فهما يُسميان” الزهروان”، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلّم- في فضلهما:”  “اقرؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ”، ولا أدلّ من هذا الحديث على فضل سورة آل عمران، وسورة البقرة.

اقرا ايضًا: كم عدد صفحات القران الكريم

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على فضل سورة ال عمران ، وأهم المضامين التي تناولتها تلك السّورة، وإلى أي السور تنتمي للمكيّة أم للمدنيّة، وما المصامين التي تتناولها السور المدنية، والتي تختلف عن مضامين السّور المكيّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *