فضل سورة الفاتحة

فضل سورة الفاتحة
فضل سورة الفاتحة

فضل سورة الفاتحة من أكثر التساؤلات الشائعة التي يتساءل عنها أهل الدّين، والمُداومون على دراسة علوم القرآن الكريم، والمتقنين لحفظه؛ وذلك لأهمية سورة الفاتحة، وفضلها العظيم الذي إذا حظى به الإنسان؛ نال الثواب الجزيل من عند رب العالمين؛ فقراءة القرآن الكريم عمومًا، وسورة الفاتحة بالأخص من أعظم القُرُبات التي بها يتقرّب العبدُ من ربه؛ فهيَّا معًا نتعرف على فضل سورة الفاتحة.

سورة الفاتحة

سُور القرآن الكريم لها منزلةٌ كبيرةٌ عند ربّ العزّة -سُبحانه- ولكن سورة الفاتحة تحتلّ مرتبة سامية بين سُور القرآن الكريم؛ وذلك لأن بعض العُلماء قالوا: “إن سورة الفاتحة أجملت ما فصّله القرآن الكريم، فقد اشتملت الفاتحة على كل ما في القرآن الكريم، ولكنه عن طريق الإجمال”. وتقع سورة الفاتحة في بدابة المصحف الشريف، قبل سُورة البقرة.

وقد قيل في نُزُولها أقوالًا عديدة منها: إنها سورةٌ مكيّة، أي نزلت قبل الهجرة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ولو بغير مكّة، والبعض قال أنها سورةٌ مدنيّةٌ، أي نزلت بعد الهجرة، ولو في غير المدينة، والبعض قال: إن نصفَها نزل في مكّة، والنصف الآخر نزل بالمدينة، وفريقٌ آخر قال: إنها نزلت مرة قبل الهجرة، ونزلت مرة بالمدينة وقت تحويل القبلة، وكلُّ فريقٍ من هذه الفرق له حججه وبراهينه التي تُثبت صحّة كلامه.

اقرأ ايضًا: كم عدد اجزاء القران الكريم

سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم

ذكر كثير من العُلماء آراءً مُتعدّدة في سبب وصف سورة الفاتحة بهذا الاسم، وخلُصت الآراء إلى أن سبب تسميتها بهذا الاسم؛ أنها افتُتح بها كتاب الله عز وجلّ، كما أنها فاتحة الصلاة، ولا تصحّ الصلاة بدُونها.

وإذا كانت الصلاة عماد الدّين، فمن أقامها؛ فقد أقام الدّين، ومن هدمها؛ فقد هدم الدّين؛ فالفاتحة من أركان صحة الصلاة؛ لأن الصلاة بدُونها فاسدة؛ فيجب على المُسلم أن يُتقن قراءة تلك السّورة، وأحكامها؛ حتى يتقبّل الله -عز وجل- منه.

سبب نزول سورة الفاتحة

ولعلّ السبب في نُزول سورة الفاتحة ما رُوي عن أبي ميسرة -رضي الله عنه-: أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسَلَّمَ -كانَ إذا برَزَ سَمِعَ منادِيًا ينادي: “يا مُحمَّدُ” فإذا سَمعَ الصَّوتَ، انطلَق هارِبًا، فقال له ورَقَةُ بنُ نَوفَلٍ: “إذا سَمِعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تَسمَعَ ما يقولُ لكَ فلمَّا برزَ سمِعَ النِّداءَ” فقالَ: “لبَّيكَ” قال: “قُلْ أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ ثُمَّ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتَّى فرغَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ.”

شاهد أيضًا: فضل سورة ال عمران

عدد أسماء سورة الفاتحة ومعانيها

كثُرت الأسماء التي أطلقها العُلماء على سورة الفاتحة، ومن أهم تلك الأسماء:-

  • فاتحة الكتاب؛ لأن القُرآن الكريم يُفتتح بها، رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي: «أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد.
  • السبع المثاني: لأنها سبع آيات، وذلك لقول الله -تعالى-: “ولَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ”
  • أم القرآن أو أم الكتاب: فقد روى أبو هريرة عن النبي قال: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – ثلاثاً – غير تمام».
  • القرآن العظيم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلّم:” هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته”
  • سورة الحمد؛ لأنها تفتتح بالحمد لله رب العالمين.

للمزيد حول الاسماء التي تم إطلاقها على صورة الفاتحة، يمكن قراءة هذا المقال: عدد اسماء سورة الفاتحة

فضل سورة الفاتحة

ذُكر الكثير من الأحاديث التي تدُل على فضل سورة الفاتحة، ومن هذه الأحاديث:-

ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى أنه قال: “كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجب حتى صليت، ثم أتيته فقال: ما منعك أن تأتي، فقلت يا رسول الله: إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: يا أَيها الَذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إِذا دعاكم لما يحيِيكم، ثم قال: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له يا رسول الله: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”. فهذا الحديث يُثبت أن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القُرآن الكريم.

كما أنها أخير سور القُرآن، والدليل على ذلك عن جابر بن عبد الله أن النبي قال: “ألا أخبرك يا جابر بن عبد الله بأخير سورة في القرآن، قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها”.

شاهد أيضًا: فضل سورة البقرة

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

لسورة الفاتحة فضلٌ عظيمٌ في استجابة الدعاء؛ فإذا كان الله -تعالى- قد افتتح بها القرآن العظيم، وجعلها فاتحة للصلاة، لا تصحّ بدونها؛ فإن الداعي إذا صدّر دعاءه قراءة سورة الفاتحة؛ فهذا يعني أنه يستعين بالله عللى قضاء حوائجه؛ وبالتالي ستكون سببًا في الاستجابة بفضل الله-تعالى-.

فضل سورة الفاتحة في الشفاء

ذُكر في القُرآن الكريم الكثير من الآيات التي تدُل على أن شفاء الإنسان يكمُن في المداومة على قراءة القرآن، والتحصُّن به في جميع الشؤون، كما ذُكر في السنة النبوية أن سورة الفاتحة دواءٌ لمن أراد أن يُشفى، أو أن يُرقى بها، والدليل على ذلك ما رواه  البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: “كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيب فهل منكم راقٍ، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنًا؛ فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو ترقي، قال: لا، ما رقيتُ إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئًا حتى نأتي ونسأل رسول الله فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي -صلى الله عليه وسلم -فقال: وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم”.

شاهد ايضًا: فضل سورة آل عمران

فضل سورة الفاتحة في الزواج

الزواج هو بداية حياة الإنسان الحقيقية التي يستطيع من خلالها أن يُكوّن أُسرةٍ تعيش في سلامٍ دائمٍ يحفّها راية الطمأنينة، ولا شك في أن القرآن إذا دخل في شيء نال هذا الشيئ البركة والخير كلّه، فما بالُك لو كانت بدايته هو القرآن العظيم، وأم الكتاب!، فيُستحبّ أن تُقرأ سورة الفاتحة؛ بطلب نيل البركة والتوفيق في هذا الزواج.

فضل سورة الفاتحة للاطفال

يجب على أولياء الأمور أن يُحفّظوا أبناءهم هذه السُّورة، ويجعلونهم يُتقنونها؛ لأن إتقان تلك السّورة يترتب عليه قبول الصلاة، وقبول الكثير من الأعمال، كما أن الله -عز وجل- قد استودع تلك السّورة الكثير من المضامين التي يجب عليهم أن يُعلّموها إياهم.

شاهد أيضًا: فضل سورة التكاثر

فضل سورة الفاتحة 100 مرة

قراءة سورة الفاتحة 100 مرة من أهم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لقضاء حاجته؛ فإذا تعسّر على الإنسان أمرٌ؛ قرأها مائة مرة؛ قضى الله -عز وجل- حاجته، مهما بلغت صعوبتها، ويُفضّل أن تُقرأ يومي الإثنين والخميس بعد صلاة العصر.

احاديث عن فضل سورة الفاتحة

ذخرت السنة النبوية بالكثير من الأحاديث التي تدُل على فضل سورة الفاتحة، ومن تلك الأحاديث:-

مارواه أبو هريرة قال: “سمعت رسول الله يقول: قال الله -عز وجل-: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله -تعالى-: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين قال الله -تعالى-: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله -تعالى-: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”.

شاهد أيضًا: فضل سورة الدخان قبل النوم

تفسير سورة الفاتحة

ذكر المفسّرون الكثير من التفسيرات لسورة الفاتحة، ولعل التفسير الموجز لتلك السورة:

الحمد لله خالق العالمين، الذي وسعت رحمته وعفوه كل شيء، المتصرف في أمور يوم القيامة وحده، الرب المعبود بحقّ، والمُستعان بحقّ؛ ارزقنا اللهم الطريق المستقيم؛ طريق الذين رضيت عنهم، لا طريق اليهود والنصارى.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على فضل سورة الفاتحة ، وأهم التسميات التي سُميت بها هذه السّورة، وفضلها عن غيرها من السور، وأهم الأحاديث التي ذُكرت في وصفها، وتفسيرها، وفضلها في الزواج وللأطفال وغيرهما