قلق الانفصال عند الكبار

قلق الانفصال عند الكبار

قلق الانفصال عند الكبار وأهم أعراضه والأسباب المؤدية إليه، يعتبر قلق الانفصال من الاضطرابات النفسية الشائعة لدى الأطفال، ولكن يمكن ملاحظته أيضًا عند الكبار، ويعبّر عن حالة خاصة يخاف فيها الشخص من فقدان عزيز على قلبه، فيصبح شديد التعلق بالآخرين ودائم القلق من خسارتهم.

قلق الانفصال عند الكبار

يظهر قلق الانفصال عند فئة معينة من الأشخاص وخاصةً الذين يعانون من أوضاع نفسية خاصة أو ظروف اجتماعية غير معتادة، وقلق الانفصال عبارة عن اضطراب يجعل المريض قلق وخائف من الانفصال عن أهله أو أولاده، وبالتالي يتصرف بشكل مبالغ فيه وبحرص وحذر زائد، مما قد يزعج الأشخاص المقربين منه فيشعرون بأنهم محاصرون وغير قادرين على عيش حياتهم بحرية، ويؤدي قلق الانفصال إلى حدوث أعراض مزعجة لدى المريض إذ يمكن أن يؤثر على نوعية حياته وعلاقاته الاجتماعية والأسرية مما يزيد وضعه النفسي سوءًا.[1]

أعراض قلق الانفصال عند الكبار

يعاني مرضى قلق الانفصال من مجموعة من الأعراض المزعجة والوصفيّة للاضطراب السابق، ومنها:[2]

  • القلق والخوف الدائم من الانفصال عن شخص ما أو مكان ما ويكون المريض غير قادر على التحكم بتصرفاته ومشاعره.
  • شعور المريض بأنه في خطر دائم فيخاف من البقاء لوحده ويختلق الحجج والأسباب ليحافظ على تواجد الآخرين بجانبه.
  • الغيرة المبالغ فيها كغيره الزوجة على زوجها والأم على ولدها إذ يحاول المريض أن يكون مركز اهتمام المقربين منه ولا يرغب بأن يشاركه أحد ذلك.
  • الأوهام والكوابيس المتكررة بأن لحظة الانفصال قادمة لا محالة إذ يتخيل المريض نفسه وحيدًا وحزينًا وبعيدًا عن الأشخاص الذين يحبهم.
  • الحرص الزائد على الأطفال ومنعهم من اللعب مع أقرانهم حيث يشعر الآباء المصابون بالاضطراب السابق بأن الحياة عبارة عن غابة وعليهم حماية أولادهم منها.
  • الخوف من الهجران فيكون المريض سيئًا في علاقاته العاطفية بسبب تصرفاته الغريبة وغير المفهومة للطرف الآخر، كما يكون شديد الغيرة وكثير الشك بشكل غير مقبول.

أسباب قلق الانفصال عند الكبار

هناك العديد من الأسباب التي تؤثر على شخصية الفرد وتؤدي بالنتيجة إلى ظهور قلق الانفصال لديه، ومنها:[3]

  • الأسباب الأسرية كطلاق الوالدين أو وفاة الأب أو الأم أو كلاهما خلال مرحلة الطفولة وهذا ما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، فالطفل كائن حساس وشديد التأثر بالأحداث التي تعرض إليها فتبقى محفورة في ذاكرته طيلة حياته.
  • الأسباب الشخصية كوجود إعاقة جسدية عند المريض فيشعر بأنه أقل شأنًا من غيره، ويخاف من الانفصال عن أسرته التي يعتبرها الداعم الوحيد له، كما أن نسبة إصابة الإناث بهذا الاضطراب أعلى من الذكور.
  • الأسباب النفسية حيث يزداد احتمال ظهور قلق الانفصال عند المرضى النفسيين الذين يعانون من مشاكل أخرى كالوسواس القهري وانفصام الشخصية والزهايمر، كما أن الأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال أكثر عرضة للإصابة به بعد البلوغ.

عوامل الخطر للإصابة بقلق الانفصال عند الكبار

لا يتساوى احتمال حدوث قلق الانفصال بين جميع الأشخاص، فهناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على شخصية الفرد وتسبب إصابته بالاضطراب السابق، ومنها:

  • تعرض المريضة للاعتداء النفسي أو الجسدي خلال فترة الطفولة مما يترك في نفسها أثراً كبير ودائماً.
  • موت شخص مقرّب من المريض أو فقدان حيوان أليف.
  • وجود أمراض نفسية ضمن العائلة مما يجعل جميع الأفراد معرضين للإصابة بقلق الانفصال وغير ذلك من الاضطرابات النفسية.

تشخيص قلق الانفصال عند الكبار

يحتاج تشخيص قلق الانفصال لطبيب مختص، ويتم الاعتماد على ما يلي لتشخيص قلق الانفصال عند الكبار:

  • وجود الأعراض النوعية للاضطراب السابق التي تم ذكرها في الفقرة السابقة.
  • معاناة المريض من الأعراض ذاتها لمدة طويلة لا تقل عن 6 أشهر.
  • تأثير الأعراض على حياة المريض وعلاقاته الاجتماعية والأسرية، فقلق الانفصال اضطراب خطير على صحة المجتمع بشكل عام والفرد بشكل خاص.
  • نفي وجود أمراض نفسية أو جسدية أخرى لدى المريض فقلق الانفصال قد يكون تظاهر لاضطراب آخر، ومن مهمة الطبيب التفريق بين الحالتين السابقتين.
  • استجابة المريض للمعالجة المناسبة والنوعية لاضطراب قلق الانفصال.

علاج قلق الانفصال عند الكبار

يعد علاج قلق الانفصال من التحديات الصعبة بالنسبة للطبيب النفسي، ويعتمد العلاج على ما يلي:[4]

  • العلاج الدوائي: هناك بعض الأصناف الدوائية التي تساعد على تخفيف الأعراض المتعلقة بقلق الانفصال وتمكّن المريض من عيش حياة شبه طبيعة، وتعد مضادات القلق من أشهر هذه الأدوية وأكثرها استعمالًا، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المتعلقة بجرعة الدواء ووقته.
  • العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي مهم وضروري لتدبير قلق الانفصال، ويعتمد على مناقشة المريض ومحاولة فهم ما يدور في رأسه والإجابة عن جميع تساؤلاته واستفساراته، وقد أثبت العلاج النفسي السلوكي فعاليته في تخفيف أعراض الاضطراب السابق وحل المشاكل المتعلقة به.
  • سياسة الدعم والمشاركة: وهي سياسة ناجحة تقوم على جمع المرضى الذين يعانون من قلق الانفصال وتشجيعهم على مناقشة مخاوفهم ومشاركة مشاعرهم مع أشخاص يعانون من نفس مشكلتهم، ويميل المريض عادةً للتعبير عن مكنوناته في هذه الأجواء الداعمة له.

وهنا ينتهي المقال حيث تم التحدث عن قلق الانفصال عند الكبار، كما تم التطرق إلى أعراض قلق الانفصال وأسبابه وعوامل الخطر المتعلقة به، وأخيرًا تم ذكر طرق تشخيص قلق الانفصال والعلاجات الفعالة للحالة السابقة.

المراجع

  1. ^ healthline.com , What Is Separation Anxiety Disorder in Adults? , 12/03/2022
  2. ^ medicalnewstoday.com , What is separation anxiety disorder in adults? , 12/03/2022
  3. ^ mayoclinic.org , Separation anxiety disorder , 12/03/2022
  4. ^ calmclinic.com , How to Manage Adult Separation Anxiety , 12/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *