كم عدد امهات المؤمنين
جدول المحتويات
كم عدد امهات المؤمنين هو سؤال لابدَّ من توضيح إجابته، فإنَّ سيرة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بما فيها من تفاصيل وأحداث وأشخاص هي أحد أهم الأمور التي تُشكِّل محط اهتمام لكلِّ المسلمين، بما في ذلك زوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمهات المؤمنين وحياتهنَّ، وفي هذا المقال سنبيِّن عدد أمهات المؤمنين كما سنعرِّف بكلًّ منهنَّ، كما سنذكر أعمارهنَّ، والحكمة من تعدد زوجات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
ما معنى أمهات المؤمنين
إنَّ أمهات المؤمنين هُنَّ النساء التي تزوجهنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُطلق لقب أم المؤمنين على كلِّ امرأة تزوجت من الرسول محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- ودخل بها، فإن طلَّقها قبل الدخول بها فهي ليست من أمهات المؤمنين ولا يُطلق عليها هذا اللقب، أمَّا إذا طلقها بعد الدخول بها فقد رجَّح أهل العلم أنَّ صفة أم المؤمنين تبقى مُلازمة لهذه المرأة، وفيما يلي سنذكر كم عدد امهات المؤمنين.[1]
كم عدد امهات المؤمنين
إنَّ عدد أمهات المؤمنين هو إحدى عشر امرأة، فقد تزوج الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بإحدى عشر امرأة ودخل بهنَّ، وقد ورد لقب أمهات المؤمنين في القرآن الكريم في قوله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ“[2]، وإنَّ تعدد الزوجات الذي يبلغ أربع نساء هو من الأمور التي أحلَّها الله تعالى لنبيِّه محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقط، فلا يجوز لغيره أن يجمع بين أكثر من أربع نساء، وكذلك فقد جعل الله تعالى نساء النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمّهات للمؤمنين.[3]
شاهد أيضًا: ما الواجب نحو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
أمهات المؤمنين
تزوج الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بإحدى عشر امرأة خلال حياته، وهنَّ حسب ترتيب زواجه بهنَّ: خديجة بن خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر الصديق، حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة الهلالية، أم سلمة وهي هند بنت أبي أمية، زينب بنت جحش الأسدية، جويرية بنت الحارث الخزاعية، أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، صفية بنت حيي بن أخطب النضيرية، ميمونة بنت الحارث.
خديجة بنت خويلد
هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، وهي أول زوجات الرسول -صلَّى لله عليه وسلَّم- تزوجها قبل البعثة النبوية وقد كان عمره حينها خمس وعشرون عامًا، بعد أن أُعجبت بحُسن خُلق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأمانته وصدقه، فعرضت نفسها للزواج منه، فتزوجها وأنجبت له خديجة -رضي الله عنها- جميع أولاده ما عدا ابنه ابراهيم، لم يتزوج النبي -صلَّى لله عليه وسلَّم- على خديجة أي امرأة حتى توفيت، وقد كانت من الداعمين للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمُصدّقين له حين نزل الوحي إليه،و هي أول آمن من الرجال والنساء على الإطلاق.[4]
سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بن قيس العامريَّة القرشيَّة، وهي ثاني زوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- تزوجها بعد وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، تزوجت من الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد وفاة زوجها السكران بن عمرو، وهي أول زوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لحاقًا به، فهي أول من توفي بعده من زوجاته، وقد أشار النبي إلى أنَّ أول زوجاته لحاقًا به هي أطولهنَّ ذراعًا، وإنَّ في ذلك إشارة لحُبها الشديد للصدقة، فقد كانت كثيرة التصدّق.[5]
عائشة بنت أبي بكر
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق ثالث زوجات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، واكثرهنَّ شهرة، تُكنّى بأم عبد الله، وقد ولدت عائشة -رضي الله عنها- في الإسلام، ولم تُدرك الجاهلية أبدًا، وقد نشأت في بيت مليء بالطاعة والإيمان وحب التقوى، ثم خُطبت للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أول نشأتها، تزوجها بعد غزوة بدر الكُبرى فكان للمُسلمين حينها فرحتان، فرحة النصر، وفرحة زواج النبي بعائشة بنت أبي بكر، وكانت عائشة شديدة العلم والمعرفة، وكذلك شديدة التأثير، وقد روى عنها الكثير من الصحابة.[6]
حفصة بنت عمر بن الخطاب
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي، ولدت قبل البعثة بخمس سنين، وشهدت الهجرة إلى المدينة المنورة، ولمّا توفي زوجها بدأ والدها بالبحث لها عن زوج وعرضها على عثمان وأبي بكر رضي الله عنهما، فلم يرجعا له بشيء، ثم خطبها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد اشتهرت حفصة ينت عمر بالغيرة الشديدة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكانت اشدُّ نسائه غيرة.[7]
زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليَّة، أشتهرت بلقب أم المساكين وذلك لشدَّة عطفها ورأفتها بالمساكين، وهي من النساء الذين شهدنَّ غزوة بدر وكان لها دورًا وأثرًا بارزًا فيها من خلال مُساعدة الجرحى وإسعافها لهم من خلال تضميد الجروح وسُقيا الماء، تزوج زوجها عبد الله بن جحش في واقعو أحد فتزوجها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد ترمّلها رأفة منه بحالها.[8]
أم سلمة
هي هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كان زوجها أبو سلمة أبن عمها وهو ابن عمَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو من خيرة الصحابة في الإسلام، شهدت أم سلمة الهجرة وقد عانت الكثير أثنائها فكنت من الصابرين في سبيل الله تعالى، تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد وفاة زوجها، وقد دعت الله تعالى أن يؤجرها بمصابها ويُبدلها خير منه، ثم قالت: “مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة”، فكان أن خطبها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم.[9]
زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، خطبها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لزيد بن الحارثة، وقد أَبَت ذلك في البداية إلَّا أنَّها امتثلت لأمر رسول الله، وبعد ذلك تطلقت من زيد بن الحارثة، وبيَّن الله تعالى لرسوله أنَّها ستكون أحد زوجاته، لكنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- خشي أقوال المنافقين؛ وذلك لأنَّها كانت زوجة ابنه بالتبني، لكن الله تعالى ثبَّت نبيَّه، فتزوج من زينب بنت جحش وأكَّد في زواجه منها بإسقاط كل أحكام التبني في الإسلام.[10]
جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، سباها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في العام الخامس من الهجرة وذلك في غزوة بني المصطلق بعد أن قُتل زوجها في هذه الغزوة، بدَّل لها اسمها من برة إلى جويرية، وقد تعلَّمت من الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- تعاليم الدين وأحكامه وشرائعه، وكانت كثيرة الصيام والذكر.[11]
أم حبيبة
هي أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان؛ صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويَّة، وهي ابنة عم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، هاجرت إلى الحبشة في الهجرة الثانية وهي حامل بابنتها حبيبة، وشهدت الكثير من العناء في إعلان إسلامها وهجرتها، وكان زوجها من الذين أصرّوا وماتوا على الكفر، وتزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- تكريمًا لها لثباتها على دين الإسلام وصبرها على ذلك.[12]
صفية بنت حيي
هي صفيَّة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام، وهي من بني إسرائيل، أُسرت حين قامت الحرب بين المُسلمين ويهود خيبر، وقد كانت سيدة من سيدات قريظة وبني النضير، عرض عليها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- الإسلام وأسلمت، وتزوجها بعد ذلك، وإنَّ في زواج النبي منها تأكيد على مكانة الإنسان في الدين الإسلامي، وإنَّ صفية كانت سيدة في قومها فزادها الله شرفًا بعد إسلامها.[13]
ميمونة بنت الحارث
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال، كان لأمها خير أصهار في الدنيا، فقد كان أصهارها الحمزة والعباس أولاد عبد المطلب، وجعفر وعلي أولاد أبي طالب، وكذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسبَّم- زوج ابنتها زينب بنت خزيمة ثم بعد وفاتها تزوج من اختها ميمونة بنت الحارث، عرضها العباس على الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فتزوج بها، وكانت آخر النساء التي تزوج بهنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم.[14]
أعمار زوجات الرسول
بعد أن بيَّنا كم عدد امهات المؤمنين سننتقل لذكر أعمارهنَّ، فإنَّ أعمار زوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما تزوَّج بكل منهنَّ هو كالتالي:[15]
- خديجة بت خويلد: كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أربعين عامًا.
- سودة بنت زمعة: ورد أنَّه كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ست وستين عامًا، لكن ذلك غير ثابت.
- عائشة بنت أبي بكر: كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- تسع سنين، وقد خطبها وهي ابنة السبع سنين.
- حفصة بنت عمر: لم يرد ذكر عمرها حين تزوجها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلَّا أنَّ عمره -صبَّى الله عليه وسلَّم- كان يُقارب الخمس وخمسين عامًا.
- أم سلمة: تزوجها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي في السابعة والعشرين من عمرها.
- جويرة بنت الحارث: كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُقارب الخمسة عشر عامًا.
- زينب بنت جحش: كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- خمسة وثلاثين عامًا.
- أم حبيبة: كان عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بضع وثلاثون عامًا.
- صفية بنت حيي: قيل أن صفية لم تبلغ السابعة عشر من عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلَّا أنَّ ذلك غير ثابت.
- ميمونة بنت الحارث: كان يتراوح عمرها حين تزوجها الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بين السادسة والسابعة والعشرين عامًا.
شاهد أيضًا: تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
فضل أمهات المؤمنين
بعد أن بيَّنا كم عدد امهات المؤمنين سننتقل لبيان فضل أمهان المُسلمين، فإنَّ لأمهات المؤمنين الكثير من الفضل العظيم الذي خصَّهم الله تعالى به وميَّزهم عن غيرهنَّ من نساء المؤمنين، فقد جعل لهم مكانة عظيمة وسمَّاهم أمهات المؤمنين، وجعل لهم مكانة رفيعة في الآخرة، فهنَّ زوجات النبي في الدُنيا والآخرة، يسكنَّ معه في منازله في العليين في الجنة، وكذلك فقد نزل الوحي في منازلهنَّ في الدنيا، وحرَّم الله تعالى زواجهنَّ بعد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان لهم أن نالوا شرف مُرافقة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في طريق نشر الدين الإسلامي والدعوة الإسلامية.[16]
سبب زواج الرسول من زوجاته
إنَّ الجمع بين أكثر من أربع نساء هو أمر خصَّ الله تعالى به رسوله الكريم، وليس لأحد غيره أن يجمع بين أكثر من أربع من نسائ، وبعد أن ذكرنا عدد أمهات المؤمنين والذي يبلغ أحد عشر امرأة، سننتقل لبيان الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، والذي يتفرَّع إلى أربعة أقسام وهي حكمة تعليمية، وحكمة تشريعية، وحكمة اجتماعية، وحكمة سياسية.
الحكمة التعليمية
فإنَّ في تعدد زوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- حكمة تعليمية تكمن في كون أمهات المؤمنين أصبحنَّ مُعلمات لنساء المسلمين، فقد كان يغلب الحياء على نساء المُسلمين عند سؤال الرسول عن الأحكام المُتعلقة بالنفاس والحيض وما شابه ذلك، وكانت أمهات المؤمنين تتولى هذه المهمة، وتعمل على تعليم وتثقيف النساء في المجتمع الإسلامي.
الحكمة التشريعية
أمَّا عن الحكمة التشريعية فتظهر في بعض زيجات النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والتي عملت على إبطال بعض العادات التي انتشرت في الجاهلية، ومن ذلك زواجه بزينب بنت جحش، فقد كانت زوجة زيد بن الحارثة وهو ابن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالتبني، وقد جاء زواحه منها ليُبطل عادات التبني التي كانت مُنتشرة في الجاهلية بشكل كبير.
الحكمة الاجتماعية
فقد تزوج النبي بابنة أعز صديق له وهو أبو بكر الصديق، وكذلك تزوج بابنة عمر بن الخطاب، وكان صهرًا لقريش، وكذلك تزوج بسيدة من سيدات بني قريظة بعد إسلامها، وعلى ذلك فقد جمع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بين الكثير من الأنساب والقبائل فجمعهم حوله على حب الإيمان والتقوى، والأخوة بين الأمم والقبائل.
الحكمة السياسية
وإنَّ ذلك يظهر في عدد من زيجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مثل زواجه من أم حيبة بنت أبي سفيان، وقد كان والدها حين تزوجها من أكبر الكفار والذين يدعمون لواء الكفر، وكذلك زواجه من صفية وهي سيدة من سيدت بنو قريظة وقد خيرها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بين الإسلام والزواج به، أو البقاء على اليهودية واللحاق بقومها، فكان لها أن اختارت الإسلام والزواج بالنبي.[17]
شاهد أيضًا: هو عم الرسول واخوه في نفس الوقت
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن كم عدد امهات المؤمنين، كما ذكر لمحة عن حياة كلّ واحدة منهنَّ، بالإضافة لذكر أعمارهنَّ حين تزوج بعنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وفضلهنَّ، بالإضافة لذكر الحكمة من تعدد زوجات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.