هل اسلم ابو سفيان

هل اسلم ابو سفيان هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال ويبيّنه للقارئ، حيث أنّ الإسلام بدأ يوم بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عندما نزل عليه بالوحي جبريل عليه السّلام، وقد نزل الوحي على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قبل هجرته للمدينة بثلاث عشرة سنة والله أعلم، وقد انتشر الإسلام بين الصّحابة الكرام من أهل مكّة والمدينة فهل اسلم ابو سفيان معهم.[1]

من هو ابو سفيان

بعد نزول الوحي على النبّي صلى الله عليه وسلّم وانتشار الإسلام بين النّاس قد يتسائل البعض هل اسلم ابو سفيان، بدايةً وجب التّعريف بهذا الرّجل فمن هو ابو سفيان، اسمه صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ويمتد نسبه حتّى مضر بن نزار بن عدنان ويلقّب أبو سفيان، وأمّه صفيّة بنت حزن بن بجير وهي عمّة أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وقد كان سيّد قومه بني عبد شمس ثمّ أصبح سيّد جميع بطون قريش ثمّ أصبح سيّد قبيلة كنانة، لدى أبي سفيان من الأولاد عشر بنات وسبعة أولادٍ ذكور أشهرهم يزيد ومعاوية، كما توفيّ في المدينة المنوّرة سنة اثنتين وثلاثين للهجرة عن عمرٍ يناهز ثمانٍ وثمانون أو بضعٍ وتسعون سنة ودفن في البقيع.[2]

هل اسلم ابو سفيان

إنّ التّساؤل الذي يطرح هل اسلم أبو سفيان تساؤلٌ طموح لمعرفة أخبار الماضي وأخبار الرّجال الكبار من النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه الكرام، ورغم أنّه كان سيّد من وقف في وجه الدّعوة الإسلاميّة إلّا أنّه أسلم يوم فتح مكة حيث تعدّ قصّة إسلامه من القصص التي تظهر حكمة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، حيث أنّه كان يكنّ العداء للإسلام والمسلمين لكن في السنة الثامنة للهجرة انطلق المسلمون بجيشٍ قوامه عشرة آلاف من الصّحابة والمسملين خارجين من المدينة المنوّرة وقاصدين مكّة المكرمة حيث لقي الجيش في طريقه العبّاس بن عبد المطّلب عمّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وكان آخر المهاجرين من مكة.

فعاد العبّاس إلى مكّة يخبر قريش أنّ المسلمون قد أتوا بجيشٍ لا طاقة لقريشٍ به ولقي ابو سفيان في طريقه فأخبره بقدوم رسول الله والصّحابة معه، فقدم إلى النّبيّ يطلب لنفسه الأمان وقد روي ذلك عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه حين قال: “فلمَّا رَآهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : يا أبا سُفْيانَ ، ويْحَكَ أَلمْ يَأْنِ لكَ أنْ تعلمَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ؟ فقال : بأبي أنتَ وأمِّي ما أَحْلَمَكَ ، وما أكرمَكَ وأوْصَلكَ ، وأَعْظَمَ عَفْوَكَ ، لقد كادَ أنْ يَقَعَ في نَفسي أنْ لَوْ كان إِلَهٌ غيرَهُ لقدْ أَغْنَى شيئًا بَعْدُ ، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ويْحَكَ يا أبا سُفْيانَ ، أَلمْ يَأْنِ لكَ أنْ تعلمَ أَنِّي رسولُ اللهِ ؟ فقال : ما أَحْلَمَكَ ، وما أكرمَكَ وأوْصَلكَ ، وأَعْظَمَ عَفْوَكَ ، أَمَّا هذه فإنَّ في النَّفْسِ مِنْها حتى الآنَ شيءٌ ، قال العباسُ رضيَ اللهُ عنهُ : فقُلْتُ :وَيْلكَ أَسْلِمْ ، واشْهَدْ، أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ قبلَ أنْ تضْرَبَ عُنُقُكَ فَشَهِدَ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ”،[3] وبذلك اسلم وأعطاه النّبيّ الأمان له ولقريش وأعزّه عندما أعطى الأمان لمن دخل دار أبي سفيان، وكانت قصّة إسلامه من القصص التي تحمل العبرة والدّروس من تعامل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام مع النّاس والنّفوس والله ورسوله أعلم.[4]

ابو سفيان بعد الاسلام

كان أبو سفيان شديد العداء للإسلام وكان قائد من حملوا العداء ضدّ الإسلام والمسلمين فقد قاد المشركين يوم أحد، حيث أنّه جمع عدداً كبيراً من المشركين فكان عددهم ثلاثة آلاف، ثمّ يوم فتح مكّة أسلم وشهد أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وقد تميّز بالدّهاء والحكمة وكان شجاعاً مقداماً وكان يحبّ الوجاهة والزّعامة، كانت لأبي سفيان مواقف مشرّفة بعد إسلامه فشهد غزوة حنين وكان من الذين ثبتوا ولم يفرّوا وشهد غزوة الطّائف وفقد فيها عينه في سبيل الله، وقد كان والي نجران عند وفاة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وكانت له مواقف عظيمة ومشرّفة مع الإسلام والمسلمين إلى أن وافته المنيّة رضوان الله عليه ودفن في البقيع والله ورسوله أعلم.[5]

هل اسلم ابو سفيان هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال حيث أجاب المقال عن سؤال من هو ابو سفيان فعرّف به وبنسبه، وأجاب المقال أيضاً عن السؤال حول إسلامه هل اسلم ابو سفيان، ثمّ تحدّث المقال عنه بعد الاسلام حياته ومواقفه المشرّفة إلى حين وفاته رضوان الله عليه.