كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة

كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من بيان حقّ الموت على كلّ مسلمٍ وغير مسلم، فالموت من الأمور الحتمية في وقوعها على من كان في الحياة الدّنيا من الإنس والجنّ والملائكة وغيرهم، قال تعالى في سورة القصص: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}،[1] وأمّا في موت الإنس تقام الجنائز على المسلمين بعد موتهم.[2]

صلاة الجنازة

قبل الخوض في بيان كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة لا بدّ من تعريف هذه الصلاة، فصلاة الجنازة في شريعة الدين الإسلاميّ هي ما كان من الصلاة التي تقام على الموتى من غير الشهداء عند المسلمين، فالجنازة في معاجم اللغة تشير في معناها إلى الموت والنعش، وفي فضلها روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَ حتَّى تُدْفَنَ كانَ له قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ”،[3] وهو ما يدلّ على عظيم فضل هذه الصلاة.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت

كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة

بعد بيان حقّ الموت على كلّ الخلائق وتعريف صلاة الجنازة لا بدّ من الخوض في بيان كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة ، وقد أشار أهل العلم والاختصاص أنّ أقل ما يجزئ في صلاة الجنازة من التكبيرات هي أربع تكبيرات، وكذلك روى أبو هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فيه خَرَجَ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ وكَبَّرَ أَرْبَعًا“،[5] وكذلك أجمع أهل العلم على عدم شرعيّة الزيادة على أربع تكبيرات باتفاق المذاهب الأربعة، وقد استدلّوا بذلك من مقاصد الحديث عن موت النجاشيّ، فعلى الرّغم من أنّ للنجاشيّ مزيّةٌ كبيرة إلّا أنّها كانت أربع تكبيراتٍ ليس إلّا، وهي ما ثبت عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتّى وفاته.[6]

شاهد أيضًا: رسم دفن الموتى بالسعودية

ما يقال بعد كل تكبيرة في صلاة الجنازة

إنّ الخوض في بيان كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة يقتضي بيان ما يقال بعد كل تكبيرة في هذه الصلاة، والتكبيرات هي أربع، ويقال بعدها:[7]

• بعد التكبيرة الأولى يقرأ المسلم سورة الفاتحة.
• وأمّا التكبيرة الثانية فيتبعها بما يعرف بالصلوت الإبراهيميّة: اللهم صلّي على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد، كما صلّيت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد، كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيد.
• وبعد التكبيرة الثالثة يدعو للميّت بما فتح الله له من الدعاء بالمغفرة وغيرها للميت.
• وكذلك التكبيرة الرابعة والأخيرة فيتبعها بدعاء: اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله، أو يسكت بعدها ويسلّم.

الأدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة

بعد بيان كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة وما يقال بعد كل تكبيرة في صلاة الجنازة، كان لا بدّ من الخوض في ذكر الأدعية المأثورة بعد التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة كما وردت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي فيما يأتي:[8]

• لا بدّ للمرء في صلاة الجنازة أن يخلص في دعائه للميّت، وذلك ما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال: “إذا صلَّيْتُم على الميِّتِ فأخلِصوا له الدُّعاءَ”.[9]
• كذلك من الأدعية المأثورة التي وردت في الجنائز ما رواه عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: “صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ. قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ”.[10]
• وكذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على جنازةٍ فقال : اللهُمَّ اغفرْ لِحيِّنا ومَيتِنا ، وصغيرِنَا وكبيرِنَا ، وذكرِنَا وأنثانَا ، وشاهدِنَا وغائبِنَا ، اللهمَّ مَنْ أحييتَهُ مِنَّا فأحيهِ على الإيمانِ ، ومَنْ توفيتَهُ منَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ ، اللهمَّ لا تحرمْنَا أجرَهُ ، ولا تُضلَّنَا بعدَهُ”.[11]
• كما روى واثلة بن الأسقع قال: “صلَّى بِنا رسولُ اللهِ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ – علَى رجُلٍ منَ المُسلمينَ فسمعتُهُ يقولُ اللَّهمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ في ذمَّتِكَ فقِهِ فتنةَ القبرِ . قال عبدُ الرَّحمنِ – أيْ الرَّاوي – : في ذمَّتِكَ وحَبلِ جِوارِكَ فقِهِ مِن فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ , وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ اللَّهمَّ فاغفِر لَه وارحَمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ“.[12]
• وقد روى يزيد بن ركانة: “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قامَ يُصَلِّي على الجِنَازَةِ قال اللهمَّ عبدُكَ وابنُ أمتِكَ احتَاجَ إلَى رحمَتِكَ وأنتَ غَنِيٌّ عنْ عَذَابِهِ إن كانَ مُحْسِنًا فزِدْ في إحسانِهِ وإن كان مُسِيئًا فاغْفِرْ له ولا تحْرِمنَا أجْرَهُ ولا تفتِنَّا بعدَهُ”.[13]

حكم صلاة الجنازة

كذلك بعد بيان كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة لا بدّ من الخوض في ذكر حكم صلاة الجنازة، وقد أجمع أهل العلم على أنّ صلاة الجنازة عبادةٌ مشروعةٌ للرجال والنساء دون تحديدٍ أو تقييد، وهي فرض كفاية، تكفي وتجزئ عمّن يقوم بها، ومن السنّة أن يصلّي بها الجموع الغفيرة، والله ورسوله أعلم.[14]

شاهد أيضًا: حكم الصلاة في المقابر

كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة مقالٌ فيه تمّ الحديث عن حقّ الموت، وبيان تعريف صلاة الجنازة، وبيان ما يسنّ قوله بعد التكبيرات الأربع، وذكر بعض من الأدعية المأثورة التي وردت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.