من الامور التي تقابل بها المصائب

من الامور التي تقابل بها المصائب

من الامور التي تقابل بها المصائب الكثير من الأمور فلقد جعل الله – سبحانه وتعالى-  الحياة الدنيا دارًا للعمل حيث ينزل الله الخير على عباده ويرزقهم من الطيبات وكذلك تأتي المصائب والابتلاءات، فالحياة دار اختبار للعباد وقد خص الله سبحانه وتعالى عباده الصابرين بالوعد بالجزاء الأكبر في كثير من المواضع في القرآن الكريم وكذلك على لسان سيدنا محمد ﷺ  لبيان فضل الصابرين من عباد الله على ما أصابهم من مرض أو سقم أو أي من المصائب.

من الامور التي تقابل بها المصائب

إن من أهم الامور التي تقابل بها المصائب هي الصبر والاحتساب حيث يختلف المؤمن عن غيره في استقبال قضاء الله وقدره فالمؤمن يعلم أن المصائب مقدرة ومكتوبة وأنها جزء من قدر الله في عباده وأنها امتحان في الدنيا ليلقى الجزاء عليه في الآخرة، والمصائب اختبار للعباد يبين الله بها الصادق من الكاذب فالصادق يقابل ما يصيبه بالصبر والرضا ويحتسب أجره على صبره من الله لا يريد رياء ولا شهرة أما الكاذب فيسخط على ما أصابه من ألم ومصائب.

وعلى المؤمن الحق أن يعلم أن المصائب ووقوعها قدر من الله في دار الدنيا لأنها دار الاختبار ووقوعها أمر حتمي والصبر عليها رزق ورضا بقضاء الله وقدره، والصبر يكون في القلب بالرضا والسكينة وفي اللسان باحتساب الأجر والثواب من الله وأن يحذر أن يقول حين تنزل عليه المصيبة ما يغضب الله، فكم من كلمات كانت سببا في غضب الله على أصحابها، والمؤمن الحق يعلم يقينا بأن أقدار الله كلها خير لما جاء في كتاب الله عز وجل: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } (البقرة:216).

ففي تلك الآية دعوة من الله لعباده المؤمنين للرضا واليقين بحكمة الله عز وجل بأن الشر الذي يكرهه الإنسان حين تصيبه مصيبه قد يكون بابا لخير لا يعلمه وما كان ليصل لذلك الخير إلا بحدوث ما أصابه، كذلك الأمر في الخير الذي يحبه الإنسان قد يكون سببا لشر يأتيه، فالمؤمن يتحلى بالصبر والرضا لكل ما يأتيه من الله فهو شاكرًا لنعم الله وفضله عند الخير وصابرًا محتسبًا عند المصائب.

جزاء الصبر والاحتساب

قال الله تعالى في كتابه الكريم: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (البقرة:  156-157) ، ففي تلك الآية الكريمة يبشر الله سبحانه وتعالى عباده الصابرين على المصائب بوافر الجزاء وتنزل الرحمات والصلوات عليهم لفضل صبرهم على ما أصابهم من كرب أو شدة أو مصائب.

وفي موضع آخر من القرآن الكريم قال الله تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10) ، أي أن الصابرين على المصائب في الدنيا لهم في الآخرة جزائهم من الثواب والدرجات العالية بغير حساب بمكيال أو ميزان لفضل ما صنعوا عندما نزلت عليهم المصائب في الدنيا حين قابلوها بالصبر والرضا والاحتساب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا: ابين اثر الصبر على أذى الجار في حسن العلاقه

الفرق بين الصبر والاحتساب

الصبر ليس فقط مقتصر على حالة وقوع البلاء على المؤمن ، فمن أنواع الصبر أن يلتزم الإنسان المؤمن بما كلفه الله به من صلاة وصيام وطاعات وكذلك بالصبر على البعد عن المعاصي واجتنابها فهذا صبر على ما ألزم الله به المؤمن من واجبات، وهناك الصبر على ما يصيب المرء من هم وكدر ومصائب ويتلقاها بالرضا بقضاء الله وقدره ويكون مؤمنا بأن الفرج بيد الله سبحانه وتعالى.

أما الاحتساب فهو في رضا المؤمن بالصبر على الطاعة وعلى البلاء واحتساب الأجر والثواب عند الله رغبة من المؤمن في رضا الله عز وجل، والاحتساب يكون في سائر أعمال المؤمن وطاعاته بأن يحتسب كافة أعماله التي يقوم بها لوجه الله وبهذا يكون له جزاء وثواب عمله وجزاء احتسابه من الحسنات والدرجات العالية عند الله.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من الامور التي تقابل بها المصائب هي الصبر والاحتساب حيث أنه يجب على المؤمن أن يكون لديه اليقين بقضاء الله وقدره وما عليه إلا الرضا والاحتساب عند مقابلة المصائب ليكون خيرًا له في دنياه وآخرته، وكذلك يكون على يقين بتدبير الله لشئونه ويستمر في الدعاء عند المصائب حتى يلهمه الله الصبر والسلوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *