كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم

كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم

كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم ؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الشرع الحنيف لم يميِّز بين ذكرٍ وأنثى، بل جعل التفاضل بين الناس هي التقوى وليس الجنس، ودليل ذلك أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- اصطفى امرأةً وجعلها سيدة من سيدات أهل الجنة، وذُكر اسمُها في كتاب الله -عزَّ وجلَّ-، بل وسُميت سورة من السور باسمها، فكم مرة ذُكر اسمها؟ ومن هي السيدة مريم؟ وما أهمُّ التفاصيل المتعلقة بسيرتها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ بيانها في هذا المقال.

كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم

ذُكرت السيدة مَريم في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- أربعًا وعشرون مرةً، إحدى عشرَ مرة ذَكرها الله في آيات كتابه الكريمِ وحدها، وثلاث عشرة مرة ذُكرت بنسب ابنها عيسى -عليه السلام- وقد أثنى الله -عزَّ وجلَّ- عليها في كتابه الكريمِ وأنزلها منزلتها التي تستحق من غيرِ غلوٍ ولا تفريط.[1]

شاهد أيضًا: هل سورة مريم مكية أم مدنية

نبذة عن السيدة مريم

هي مريم ابنة عمران بن ياشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أجريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إنشا بن أبيان بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام،[2] وسيتمُّ في الفقرة الثانية من مقال كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم من بيان سيرتها، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: أسماء الأنبياء المذكوري في سورة مريم

ولادة السيدة مريم

بعد وفاة عمران والد السيدة مريم، علمت أمُّ مريم بخبر حملها، واعتقد أنَّ هذا الجنين الذي في بطنها ذكرًا وليس أنثى، فنذرته حينها لله تعالى، وقد جاء ذكر ذلك في قوله تعالى: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}،[3][4] لكنَّها عندما وضعت مولودها، وضعتها أنثى، وعلمت حينها أنَّها لن تستطيع تنفيذ نذرها، إذ أنَّ الذكر ليس كالأنثى، لا بطبيعته الجسدية، ولا بقدرته على دخول دار العبادة آنذاك، وسمتها مريم من باب القربة لله تعالى والالتجاء إليه لكي يحفظها فتأخذ من اسمها نصيبًا وتكون أفعالها كالمعنى الذي يحمله الاسم؛ إذ أن اسم مريم معناه في لغتهم العابدة والخادمة لدينها، وأعاذتها وذريتها من الشيطان الرجيم.[5]

كفالة زكريا لمريم

ترعرت السيدة مريم العذراء في بيت العبادة وكفلها نبي الله زكريا -عليه السلام- ومعنى كفالته لها أي أنّه ضمها إليه وأصبحت في رعايته وكان زكريا هو من اختاره الله تعالى لذلك فقد حصل نزاع بين الصالحين في قومها لكفالتها فقاموا بإجراء قرعة بينهم وكان زكريا -عليه السلام- هو من فاز بالقرعة ولله تعالى حكمة وغاية في أن تنشأ في بيت نبي من أنبياءه وهذا ما اخبر به الله تعالى حيث قال: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.[6][7]

بشارة جبريل للسيدة مريم

اعتزلت السيدة مريم الناس وتفردت لعبادة الله تعالى وحده في محرابها وكان مكانه شرقي بيت المقدس، فخرجت مرة إلى جانب المحراب بسبب الحيض الذي أصابها، وحينها أرسل الله تعالى جبريل -عليه السلام- إلى مريم العذراء متمثلًا بصورة البشر، فكان رجلًا سوي الخلقة وفي أحسن صورة، فلما تفاجئت بروئيته استعاذت بالله ولجأت إليه وبدأت ترجوه أن يتقي الله تعالى ويخافه فيها، فأخبرها بأنّه رسول من عند الله تعالى، وبشرها بالمعجزة الكبيرة التي اصطفاها الله بها من دون البشر وهي ولادة ابن لها من غير وجود أب له، ما كان منها إلا أن تتعجب بعد هذه البشرى، واعتزلت الناس وابتعدت عنهم لئلا يعلم أحدٌ بأمر حملها.[8][9]

ولادة عيسى ابن مريم

عندما شعرت السيدة مريم بقرب ولادتها خرجت من المكان القصي الذي اتخذته تبحث عن مكان يعينها في ولادتها وبسبب ألم الولادة اتخذت جذع نخلة لتتكئ عليه وتتعلق به ليعينها على الولادة، وقد كانت تقاسي ألآم الولادة وتفكر في العار الذي سيصيبها بعد الولادة حتى إنها كانت تتمنى الموت بسبب الموقف الذي كانت تعيشه إلا أن الله تعالى سّهل عليها ولادتها، وأنجبت عيسى -عليه السلام- وقد كانت السيدة مريم تخشى لقاء قومها، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أمرها بالذهاب إليهم وعدم التحدث معهم، وعندما فعلت ذلك استنكر قومها حمل ابنها بين يديها واستعظموا أمرها ولاموها، وحينها أنطق الله -عزَّ وجلَّا ابنها عيسى -عليه السلام- فقال لهم بأنه عبد لله تعالى ونبي من عنده.[10]

شاهد أيضًا: معجزات عيسى عليه السلام

العبر المستفادة من قصة السيدة مريم

وفي الفقرة الأخيرة من مقال كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم سيتمُّ بيان العبر المستفادة من قصتها، حيث هناك عددًا من العبر التي يُمكن استنباطها من قصة السيدة مريم، ويُمكن إجمالها بالنقاط التالية:[11]

  • أن الله تعالى إذا قضى أمرًا هيّأ له الأسباب وحثّه بعنايته، فالله تعالى لما كتب على مريم بنت عمران أن تحمل من غير زوج أحاطها بالرعاية والألطاف الإلهية حتى كانت قريرة العين.
  • أن الله تعالى كتب لكل إنسان في هذه الدنيا رزقًا محتومًا ومع ذلك يجب على الإنسان أن يسعى ليصل إلى رزقه فالله تعالى يسر لمريم جذع النخلة إلا أنّه أمرها أن تهزه لتحصل على الثم، وتكليف الإنسان في كسب رزقه هو من السنن التي جعلها الله تعالى في هذه الأرض.
  • أن الله تعالى لا يرضى لعباده بالحزن والاستسلام فقد أمر مريم العذراء بأن تبقى قريرة العين مطمأنة النفس وهي في أصعب الأحوال فأمرها أن تأكل وتشرب وتبتعد عن جدال الناس ونقاشهم لكيلا تحزن نفسها ويكدّر عيشها، وفيه عبرة.

شاهد أيضًا: متى نزلت سورة مريم والدروس المستفادة منها

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت في الإجابة على سؤال كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم؟ ثمَّ تمَّ التعريف بالسيدة مَريم العذراء من حيث نسبها، وذِكر تفاصيل سيرتها العطرة.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , المرأة التي ذكرت باسمها في القرآن , 27/4/2021
  2. ^ altafsir.com , تفسير , 27/4/2021
  3. ^ آل عمران: 35
  4. ^ تفسير ابن المنذر، ابن المنذر، ص176 , https://al-maktaba.org/book/22549/161#p1 , 27/4/2021
  5. ^ تفسير ابن المنذر، ابن المنذر، ص176 , https://al-maktaba.org/book/22549/161#p1 , 27/4/2021
  6. ^ زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة، ص6615 , https://al-maktaba.org/book/32216/1493#p1 , 27/4/2021
  7. ^ آل عمران: 44
  8. ^ زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة، ص1200 , https://al-maktaba.org/book/32216/1496#p1 , 27/4/2021
  9. ^ تفسير الطبري، الطبري، ص483 , https://al-maktaba.org/book/7798/28173#p1 , 27/4/2021
  10. ^ زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة، ص4623-4625 , https://al-maktaba.org/book/32216/6749#p1 , 27/4/2021
  11. ^ زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة، ص4630-4632-4633 , https://al-maktaba.org/book/32216/6762#p1 , 27/4/2021
  12. ^ التفسير المنير، وهبة الزحيلي، ص78 , https://al-maktaba.org/book/22915/4746#p1 , 27/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *