كيف يتكون المطر الحمضي وما هي أشكال ترسيب المطر الحمضي

كيف يتكون المطر الحمضي

كيف يتكون المطر الحمضي الذي بعتبر من أخطر المشاكل البيئية الذي يواجهها العالم في القرن الحالي، وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية تكون المطر الحمضي، وأسباب تكونه، بحيث سنناقش كافة المفاهيم المتعلقة في هذا الموضوع بدقة وتفصيل.

كيف يتكون المطر الحمضي

يتكون المطر الحمضي عن طريق تفاعل كيميائي يبدأ عند إطلاق مركبات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين في الهواء، ويمكن أن ترتفع هذه المواد عالياً في الغلاف الجوي، حيث تختلط وتتفاعل مع الماء والأكسجين والمواد الكيميائية الأخرى لتشكيل المزيد من الملوثات الحمضية، والمعروفة باسم المطر الحمضي، ويذوب ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين بسهولة في الماء ويمكن أن تحمله الرياح بعيداً، ونتيجة لذلك يمكن للمركبين السفر لمسافات طويلة حيث يصبحان جزءاً من المطر والصقيع والثلج والضباب الذي نشهده في أيام معينة.[1]

أسباب تكون المطر الحمضي

إن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي للأمطار الحمضية، حيث أنه على مدى العقود القليلة الماضية، أطلق البشر العديد من المواد الكيميائية المختلفة في الهواء لدرجة أنهم غيروا مزيج الغازات في الغلاف الجوي، كما وتطلق محطات توليد الطاقة غالبية ثاني أكسيد الكبريت وكثير من أكاسيد النيتروجين عندما تحرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم، لإنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى ذلك يطلق عادم السيارات والشاحنات والحافلات أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت في الهواء.

وهذه الملوثات تسبب المطر الحمضي، كما إن الأمطار الحمضية ناتجة عن ردود الفعل في البيئة، بحيث تعتمد الطبيعة على التوازن، وعلى الرغم من أن بعض الأمطار حمضية يحدث بشكل طبيعي، حيث يبلغ مستوى الأس الهيدروجيني حوالي 5.0، إلا أن الأنشطة البشرية جعلت الأمر أسوأ، حيث يتفاعل الترسيب الطبيعي مثل المطر أو الصقيع أو الثلج، مع المواد الكيميائية القلوية، أو المواد غير الحمضية، والتي يمكن العثور عليها في الهواء والتربة والصخور والبحيرات والجداول، وهذه التفاعلات عادة ما تحيد الأحماض الطبيعية، ومع ذلك إذا أصبح الترسيب حمضياً جداً، فقد لا تتمكن هذه المواد من تحييد جميع الأحماض، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف المحاصيل والأشجار والبحيرات والأنهار والحيوانات.[2]

اضرار المطر الحمضي

هناك اضرار كثيرة للمطر الحمضي على البيئة، وهذه التأثيرات تتلخص في:[3]

اثار المطر الحمضي على الأسماك والحياة البرية

تظهر التأثيرات البيئية للأمطار الحمضية بشكل واضح في البيئات المائية، مثل الجداول والبحيرات والمستنقعات حيث يمكن أن تكون ضارة بالأسماك والحياة البرية الأخرى، حيث أثناء تدفقها عبر التربة، يمكن لمياه الأمطار الحمضية أن ترشح الألمنيوم من جزيئات الطين في التربة ثم تتدفق إلى الجداول والبحيرات، وكلما زاد عدد الأحماض التي يتم إدخالها إلى النظام البيئي، يتم إطلاق المزيد من الألومنيوم.

اثار المطر الحمضي على النباتات والأشجار:

تعتبر الأشجار الميتة أو المحتضرة مشهداً شائعاً في المناطق المتضررة من الأمطار الحمضية، والمطر الحمضي يرشح الألومنيوم من التربة، وقد يكون هذا الألمنيوم ضاراً بالنباتات وكذلك الحيوانات، بل ويزيل المطر الحمضي أيضاً المعادن والمواد المغذية من التربة التي تحتاجها الأشجار لتنمو، وفي المرتفعات العالية، قد يؤدي الضباب والغيوم الحمضية إلى تجريد أوراق الأشجار من العناصر الغذائية، مما يتركها بأوراق بنية ميتة، وبالتالي تصبح الأشجار أقل قدرة على امتصاص ضوء الشمس، مما يجعلها ضعيفة وأقل قدرة على تحمل درجات الحرارة المتجمدة.

أشكال ترسيب المطر الحمضي

إن أشكال ترسيب المطر الحمضي هي:[4]

  • الترسيب الرطب (بالإنجليزية: Wet Deposition): هو أكثر أشكال ترسيب المطر الحمضي، حيث تسقط أحماض الكبريتيك والنتريك المتكونة في الغلاف الجوي على الأرض ممزوجة بالمطر أو الثلج أو الضباب أو البرد.
  • الترسيب الرطب (بالإنجليزية: Dry Deposition): يمكن أيضاً أن تترسب الجسيمات والغازات الحمضية من الغلاف الجوي في حالة عدم وجود الرطوبة، وقد تترسب الجزيئات والغازات الحمضية على الأسطح مثل المسطحات المائية والنباتات والمباني، بسرعة أو قد تتفاعل أثناء النقل الجوي لتكوين جزيئات أكبر، ويمكن أن تكون ضارة بصحة الإنسان، وعندما يتم غسل الأحماض المتراكمة من على سطح بالمطر التالي، تتدفق هذه المياه الحمضية فوق الأرض وعبرها، ويمكن أن تضر بالنباتات والحياة البرية، مثل الحشرات والأسماك.

تعتمد كمية الحموضة في الغلاف الجوي التي تترسب على الأرض من خلال الترسب الجاف على كمية الأمطار التي تتلقاها المنطقة، وعلى سبيل المثال في المناطق الصحراوية، تكون نسبة الترسبات الجافة إلى الرطبة أعلى من المنطقة الممطرة بشكل عام.

وفي نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على كيفية تكون المطر الحمضي، وكما تعرفنا على أضرار الأمطار الحمضية على النظم البيئية المختلفة، ووضحنا أشكال الترسيب في المطر الحمضي.

المراجع

  1. ^ epa.gov , Sources of Acid Rain , 11/11/2020
  2. ^ epa.gov , What is Acid Rain , 11/11/2020
  3. ^ epa.gov , Effects of Acid Rain , 11/11/2020
  4. ^ epa.gov , Forms of Acid Deposition , 11/11/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *