كيف يستخرج الحرير من دودة القز .. طرق إنتاج الحرير

كيف يستخرج الحرير من دودة القز حيث يُعدُّ الحرير أحد أجود الأنسجة التي عرفتها البشرية، ويعود تاريخ هذه الصناعة إلى عام 2640 قبل الميلاد، حيث بدأ إنتاجه في الصين القديمة في عهد الإمبراطور تشين شيه هوانغ،[1] وتعد طرق إنتاج الحرير بحد ذاتها ثورة حقيقية في عالم صناعة النسيج، وتمر صناعة الحرير بمراحل عدة تبدؤها دودة القز ويكملُها الإنسان، وتتصف بالدقة والتشويق والغرابة، وفي هذا المقال سنتعرف كيف يستخرج الحرير من دودة القز.

كيف يستخرج الحرير من دودة القز

تمرُّ عملية إنتاج الحرير بمراحل عدَّة جميعها أساسيةٌ ومهمةٌ، ولا يمكن استبدال خطوة مكان أخرى، وتتسم عملية استخراج وصناعة الحرير بالدقة والغرابة، وتُعدُّ دودة القز المصدر الأساسي للحرير، وهي بمثابة المصنع الذي يصدّر المادة الخام للبشر، الذين يقومون بدورهم بتشكيل هذه المادة، وتبدأ عملية إنتاج الحرير بتربية دودة القز، التي تعمل بدورها على صنع الشرنقة المنسوجة من خيوط الحرير الخام، كما أن تغذية وتربية دودة القز تسهم في زيادة عملية التناسل وإنتاج البيض الذي تخرج من ديدان جديدة، تساهم في صنع شرانق جديدة لاستدامة الإنتاج.

وعندما تنتهي دودة القز من غزل شرنقتها الفريدة بالنوع والشكل، تكون قد حصرت بالكامل بداخلها، وتصبح خيوطها في هذه المرحلة جاهزة للاستخراج والبدء بالمراحل الأخرى من عملية الإنتاج.، وتوضع الشرانق في الماء المغلي لغايات تليين المواد التي تثبت أجزاء الشرنقة ببعضها وبجذوع الأشجار، وتُعدُّ هذه الخطوة في غاية الأهمية إذ بفضلها يبقى خيط الشرنقة متماسكًا ولا يتكسّر أو يفصل عن بعضه بعضًا، إذ إن تكسّر الخيط يعني عدم صلاحيته للدخول للمرحلة الأخرى من عملية إنتاج الحرير.[2]

تقرير عن الحرير وكيف يستخرج من دودة القز

تمر عملية إنتاج الحرير بعدة مرحل، تبدأ باستخراج الحرير من دودة القز عبر وضع الشرانق في الماء الساخن أو تعريضها لبخار ساخن، ويتم في هذه المرحلة قتل اليرقات كي لا تقوم بإتلاف الخيوط، وفي هذه المرحلة تبقى مادة السريسين الصمغية عالقة على خيوط الحرير، ويتم إزالتها بالماء والصابون، وبعد غسلها تصبح خيوط الحرير لامعة وملساء وجذّابة،[3] وتبدأ بعد ذلك المراحل الأخرى لعملية إنتاج الحرير، وهي:

صباغة الحرير

في القديم، كانت عملية صباغة الحرير، تتم باستخدام مواد طبيعية مستخرجة من البيئة المحيطة، كالفواكه وأوراق النباتات، إذ كان يتم نقع خيوط الحرير في العصارة الملونة للنباتات، ويتم تكرار هذه العملية عدة مرات إلى أن يصل لون الحرير للدرجة المطلوبة، وفي الوقت الراهن، أصبحت الصباغة التقليدية شبه منقرضة، ففي ظل التقدم التكنولوجي تستخدم الشركات المصنعة للحرير الأصباغ الحمضية والتفاعلية، مما يوفّر نطاقًا أوسع وخيارات أكثر للألوان ودرجاتها.[4]

غزل ونسج الحرير

في المرحلة الأخيرة من عملية إنتاج الحرير، تتم عملية غزل الحرير باستخدام عجلة غزل مخصصة، كانت قديمًا مصنوعة من الخشب، وفي وقتنا الحالي تستخدم الأجهزة الحديثة في عملية الغزل، لكنها تحاكي في طريقة عملها الآلية ذاتها لأداة الغزل التقليدية، وتتمثل عملية الغزل في ترتيب خيوط الحرير بحيث تصبح ملفوفة بشكل متسق ومتناسق على بَكَرة، كي تصبح جاهزة للنسج، ويُعدُّ النسيج العملية التي تتمُّ فيها تشكيل خيوط الحرير، من خلال تشبيكها بطرق معينة لتصبح نسيجًا واحدًا، وهو قطعة القماش التي سيتمُّ استخدامها لاحقًا في صناعات عدَّة كصناعة الملابس.[5]

تربية دودة القز

تتغذَّى ديدان القز على أوراق النباتات وتنتج اليرقات التي تتغذى على أوراق التوت أجود أنواع الحرير، وهي تحتاج إلى قرابة 6 أسابيع ليكتمل نموها، لتباشر بعد ذلك بغزل شرنقتها المصنوعة من خيوط الحرير التي تخرج من جسدها، وتَحتاج تربية دودة القز إلى كمية وفيرة من أشجار التوت، إذ تحتاج كل 20000 دودة قز إلى حوالي 550 كيلو جراما من أوراق التوت، وتتوفَّر هذه الكمية من الأوراق في حوالي 6 أشجار على أنْ يبلغ عمر كل شجرة 10 سنوات على الأقل، إذ يزداد عدد الأورق على شجرة التوت كلما كانت الشجرة أكبر في العمر.[6]

وتشكّل دودة القز خيوط الحرير من خلال عملية دوران مستمرة لجسدها في حركة على شكل رقم 8، وتحتاج عملية صنع الشرنقة ما بين 3 إلى 8 أيام، بواقع حوالي ثلاثين ألف دورة، وتنتج كل دودة قز خيطًا واحدًا فقط من الحرير، يبلغ طوله حوالي 100 متر.[7]

إلى هنا نكون قد أوفينا الحديث عن كيف يستخرج الحرير من دودة القز كما تحدَّثنا عن صباعة الحرير وغزل ونسج الحرير أيضًا وفي الختام تحدَّثنا عن تربية دودة القز.