لماذا الشيطان لا يتوب

لماذا الشيطان لا يتوب

لماذا الشيطان لا يتوب سؤال محير للجميع حيث أن التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل واستغفار العبد عن ما وقع فيه معصية وعن ما ارتكبه من ذنب، والندم علي ذلك والعزم على تركه، وخير الخطائين عند الله عز وجل التوابين، وباب التوبة دومًا مفتوح لعباد الله تعالى.

لماذا الشيطان لا يتوب

لن يستطيع الشيطان التوبة إلى الله تعالى، لأنه يعلم ان الله عز وجل لن يقبل توبته، لأن الله تعالي يغفر كل الذنوب إلا الكفر به، بدليل قول الله تعالى: “إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”، بجانب أن توبة الشيطان سوف تتسبب في انهيار كل المنظومة الدينية، فلن يجدوا من يقوموا بنسب الشر إليه، حيث أنه حينها سوف يكون قد تاب لله تعالى وأناب، وسوف تصبح كل الأفكار مكشوفة أمام الجميع.

شاهد أيضًا: شروط التوبة النصوح

لماذا قبل الله توبة آدم ولم يقبل توبة إبليس

التوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل من العصيان والكفر إلى الطاعة الإيمان، وتوبة الله سبحانه وتعالى على العبد تعني تجاوزه عما اقترفه من ذنوب وعدم معاقبته على ما بَدْرَ منه من خطايا، والتوبة والرجوع إلى الله عز وجل لا تكون إلا بترك الذنب أو المعصية التي داوم الإنسان على فعلها، وبترك الكفر والعودة إلى الإيمان بالله تعالى، والندم على ما تم فعله والعزم على عدم العودة إلى ما يغضب الله عز وجل، وذلك لا يتم إلا بإرجاع كل الحقوق المغصوبة إلى أصحاب تلك الحقوق، أو بطلب التنازل عنها.

ولا تقبل التوبة إلا إذا كانت قبل الغرغرة التي تحدث ساعة الاحتضار، وقبل مطلع شمس يوم القيامة من المغرب، بدليل قول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر”، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها”، وقبل الله عز وجل توبة سيدنا آدم لأنه عليه السلام لم يقع في مفر الله تعالى ولم يقم برفض ما كُلف به كما فعل إبليس بعدم سجوده لآدم عليه السلام، ولكن ما وقع سيدنا ردم فيه هو الاقتراب من الشجرة التي حرمها الله عليهم، ولكن ذلك لم يكن بعزم من سيدنا آدم، ولكن إرادة الله عز وجل شاءت بإن يكون أول ضحايا إبليس هو سيدنا آدم وزوجته، لذلك قَبِلَ الله تعالى توبة سيدنا آدم.

بدليل قول الله تعالى في سورة البقرة: “فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم” وسبب التوبة هو رجوع سيدنا آدم عليه السلام لربه واستغفاره لذنبه وندمه عليه بدليل قول الله تعالى في سورة الأعراف: “قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ”.

لماذا لم يتب الله على إبليس

لم يتب إبليس ولم يندم علي ذنبه لو أصر على ذلك بجانب مخالفته لما كلفه به الله عز وجل ورفضه للسجود لآدم عليه السلام، لذلك لم يغفر الله له ذنبه، ويغفر الله تعالى كل الذنوب ما عدا الكفر به تعالى بدليل: “إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”.

عكس سيدنا آدم عليه السلام تاب لله وأناب واستغفر لذنبه، بدليل قول الله تعالى في سورة الأعراف: “قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ”، فالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل لا تكون إلا بترك الذنب أو المعصية التي داوم الإنسان على فعلها، وبترك الكفر والعودة إلى الإيمان بالله تعالى، والندم على ما تم فعله والعزم على عدم العودة إلى ما يغضب الله عز وجل، وذلك لا يتم إلا بإرجاع كل الحقوق المغصوبة إلى أصحاب تلك الحقوق، أو بطلب التنازل عنها.

وفي النهاية نكون قد عرفنا لماذا الشيطان لا يتوب حيث أن الرجوع إلى الله عز وجل من العصيان والكفر إلى الطاعة الإيمان، هي التوبة إلى الله تعالى، وتوبة الله سبحانه وتعالى على العبد تعني تجاوزه عما اقترفه ذلك العبد من ذنوب وعدم  معاقبته على ما بَدْرَ منه من خطايا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *