لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم ؟، فمن المعلوم أنَّ صلاة التراويح تعدُّ من شعائر الإسلام التي شرعها الله -عزَّ وجلَّ- في رمضان،[1] وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن صلاة التراويح حيث سيتمُّ فيه بيان حكمها وسبب تسميتها بهذا الاسم، كما سيتم ذكر عدد ركعاتها ووقتها وكيفية أدائها، كما سيتمُّ الحديث عن فضلها، وفيما يأتي ذلك:

حكم صلاة التراويح

قبال الإجابة على سؤال لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم، سيتمُّ الحديث عن حكم صلاة التراويح، حيث أننَّ في حكم صلاة التراويح عدة آراء، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان حكم صلاة التراويح عند الأئمة الأربعة، وفيما يأتي ذلك:

• الأحناف: ذهب الحنفية إلى أنَّ صلاة التراويح تعدُ سنةً مؤكدة، ودليلهم في ذلك محافظة الخلفاء الراشدين عليها.[2]
• المالكية: ذهب المالكية إلى أن صلاة التراويح مندوبة ندبا مؤكدا،[3] ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[4]
• الشافعية: ذهب الشافعية إلى سنية صلاة التراويح.[5]
• الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أن صلاة التراويح تعد من السنن المؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[6] ودليلهم في ذلك ما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنه- حيث قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ”،[7] وفي رواية أخرى ذهب إلى سنيتها.[8]

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

يرجع تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم إلى ما كان يفعله الصحابة في مكة المكرمة، حيث كانوا يُؤدّون أربع ركعاتٍ من صلاة القيام في رمضان، ثمّ يأخذون قِسطاً من الراحة، ويطوفون بالكعبة المُشرَّفة، ثمّ يُؤدّون أربع ركعاتٍ أُخرى، ثمّ يطوفون مرّةً أخرى بالبيت،[9] وقد قال ابن حجر العسقلاني أنَّ سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم يرجع إلى فعل الصحابة رضي الله عنهم إذ أنَهم كانوا يستريحون في قيام رمضان.[10]

عدد ركعات صلاة التراويح

بعد الإجابة على سؤال لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم سيتمُّ بان عدد ركعات صلاة التروايح، يجوز للمسلم أن يصلي ما شاء من ركعاتٍ لصلاة التراويح، وله أجر ما صلَّى سواء جاء بالعدد الكامل أم أنقص منه،[11] وفي عدد ركعات صلاة التراويح عدة أقوال، فيما يأتي بيانها:[12]

• القول الأول: إنَّ عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة، وإلى ذلك ذهب الأحناف والشافعية والحنابلة.
• القول الثاني: إنَّ عدد ركعات صلاة التراويح ستة وثلاثون ركعة، وهذا مذهب المالكية.

كيفية أداء صلاة التراويح

ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ صلاة التراويح تُصلى ركعتين ركعتين، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى”،[13] لكنَّهم اختلفوا في جواز صلاتها دون السلام بين كلِّ ركعتين، على عدة أقوال، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[14][15]

• ذهب الأحناف إلى جواز صلاة التراويح دون التسليم بين كلِّ ركعتين.
• ذهب الشافعية بعدم جواز صلاة أربع ركعات من التراويح بتسليمة واحدة؛ حيث قالوا ببطلان صلاة من تعمَّد ذلك.
• ذهب المالكية إلى استحباب التسليم بين كلِّ ركعتين، وكراهة صلاة أربع ركعات من التراويح بتسليمة واحدة.
• ذهب الحنابلة إلى عدم جواز صلاة أربع ركعات من التراويح بتسليمة واحدة، وعلى من قام إلى الركعة الثالة وجب عليه العودة للتسليم، فمن لم يفعل ذلك بطلت صلاته.

شاهد أيضًا: كم تسليمة في صلاة التراويح.

وقت صلاة التراويح

يبدأ وقت صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة سُنّة العِشاء وقبل الوتر، ويمتدُّ وقتها إلى أذان الفجر الثاني، ومن صلّاها قبل العِشاء لزمته الإعادة؛ لأنّها من السُّنَن التابعة للفريضة، فلا تُؤدّى إلّا بَعدها، كما لا تصحُّ صلاتها بَعد الفجر؛ لِفوات وقتها، وهي من الصلوات التي لا تُقضى بعد خُروج وقتها، وصلاتها بعد فرض العِشاء وقبل السنّة جائز، إلّا أنّ الأفضل القيام بها بعد السنّة.[16]

شاهد أيضًا: كيف أصلي صلاة الوتر.. وما هو فضل صلاة الوتر.

فضل صلاة التراويح

إنَّ لصلاة التراويح في شهر رمضان فضلٌ عظيم، وسيتمُّ في هذه الفقرة ذكر بعضًا من فضلها مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي ذلك:[17]

• مغفرة الذنوب ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[18]
• قيام الجماعة كقيام ليلة كاملة ودليل ذلك إنه مَن قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ.[19]
• الشهادة لمن مات عليها ودليل ذلك ما رُوي عن عمر بن مرة الجهني حيث قال: “جاء رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- رجلٌ من قضاعةَ فقال: يا رسولَ اللهِ! أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنك رسولُ اللهِ وصليتُ الصلواتِ الخمسَ وصمتُ الشهرَ وقمتُ رمضان وآتيتُ الزكاةَ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: من مات على هذا كان من الصديقينَ والشهداءِ”.[20]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة ليلة القدر في المنزل.

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم، مقال تمَّ الحديث فيه عن صلاة التراويح، حيث تمَّ بيان حكمها عند الأئمة الأربعة وتمَّ فيه الإجابة عبى سؤال لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم، كما تمَّ بيان عدد ركعتها في المذاهب الإسلامية الأربعة، وكيفية أدائها بالتفصيل كما تمَّ الحديث عن وقتها، وأخيرًا تمَّ الإشارة إلى فضلها مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرة.