لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة من أهم الأسئلة الدينية التي يسألها المسلمين، حيث كانت غزوة تبوك من أهم الغزوات التي واجهها المسلمين ضد عدوهم، حيث كان جيش تبوك يحارب مع أكبر وأعظم جيش في ذلك الوقت وهو الروم وكانت لغزوة تبوك الكثير من الأسباب ولها أثر كبير في التاريخ الإسلامي وتاريخ الدعوة الإسلامية ومن خلال المقال التالي سنتعرف على سبب تسمية غزوة تبوك بغزوة العسرة.

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة نظرًا لحال المسلمين آن ذاك الذي كان في ضيق وشدة تميزت هذه الفترة بالحر الشديد والجدب، وقال الله تعالى في محكم كتابه (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة)، وهنا المقصود بالعسرة هي الضيق والشدة حيث كان المسلمين في شدة حتى في توفير الشرب والأكل والدواب للركوب، حيث قيل أن الرجلان كانا يقتسمان التمرة، وروي أيضا أن الثلاث مجاهدين كانوا يركبون على بعير واحد، حيث قال عمر رضي الله عنه (أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستتقطع من شدة الحر).

مجريات غزوة تبوك

كانت لغزوة تبوك أثر واضح في نفوس المسلمين حيث واجهوا الكثير من الصعاب في ذلك الوقت ولما كانت غزوة تبوك من أهم الغزوات التي خاضها المسلمين ومن خلال النقاط التالية سنتعرف على مجريات غزوة تبوك:

  • كانت غزوة تبوك في شهر رجب وكانت أيضًا في العام التاسع للهجرة حيث كانت آخر غزوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • حيث كان السبب الرئيسي في حدوث هذه الغزوة هي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه خبر بأن الروم حشدوا حشدهم لملاقاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخول المدينة.
  • كان هذا الوقت وقت شدة وحر وجدب فتبرع المسلمين بما يملكون حتى النساء قدمت ما تملك من ذهب.
  • وعندما أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين وخرج للقاء العدو فاتجه حتى وصل إلى تبوك، ولكن لم يكن هناك أحد من جيش الروم فانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك عشرة أيام وفي رواية أخرى عشرين يومًا.[1]

شاهد أيضًا: كم كان عدد المسلمين والمشركين في غزوة بدر

أهمية غزوة تبوك

بالرغم من أن غزوة تبوك كانت بدون قتال إلا أنها كانت من أهم الغزوات التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنها كانت ضد أكبر عدو في ذلك الوقت ذاته كانوا يحاربون بكل شدة ضد الإسلام والمسلمين كما أنها كانت خارج المدينة لمواجهة عدو من الخارج.

سبب غزوة تبوك

كانت هناك الكثير من الأسباب التي دعت لغزوة تبوك هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي:

  • أولًا امتثالًا لأمر الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد، وبعدها قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش للجهاد.
  • وكانت غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة حيث كانت آخر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في شهر رجب.
  • كانت الغزوة استجابة لما قاله الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) صدق الله العظيم.
  • وقال كعب بن مالك رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد).
  • كان أيضًا من أسباب غزوة تبوك تجمع الروم لمواجهة المسلمين وغزو المدينة المنورة، وعندما وصل خبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجد أنه من اللازم أن يجهز الجيش كي يواجه العدو.
  • وذلك حتى لا يصل العدو إلى المدينة المنورة في أرض المسلمين، وخصوصًا أن الخبر الذي وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العدو تجمعوا مع هرقل في الشام.
  • وكان من أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يبدأ بغزو العدو من قبل أن يبدأ العدو بغزوه وهذا ما حدث بالنسبة لغزوة تبوك وخروج المسلمين من المدينة المنورة لملاقاة الروم.
  • كما كان أيضًا من حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يخبر عن مكان الغزو الذي يتجه المسلمين إليه حتى لا تتسرب أي أخبار، ولكن الوضع كان مختلف في هذه الغزوة حيث أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن مكان الغزو وما المقصود من الغزوة حتى يكونوا في أشد استعدادهم لأن مكان الغزو بعيد والعدو كثير.
  • وبالرغم أن كان وقت غزوة تبوك جاء مع وقت جني الثمار وكان يحب المسلمين المكوث بجوار ثمارهم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن يجمع عدد كبير من المسلمين لملاقاة العدو، حيث جمع مسلمين من المدينة المنورة وشبه الجزيرة العربية ومكة.
  • وأيضًا من الأسباب الأخرى لغزوة تبوك هي إظهار هيبة الإسلام والمسلمين في نفوس الأعداء، وحتى يقذف الرعب في قلوبهم، وذلك لأن هذه الغزوة كانت مع أكبر قوة في ذلك الوقت وهم الروم، حيث كان ملك الروم يحسب لملاقاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة المعركة.
  • إظهار عزة ومكانة الإسلام في نفوس القبائل التي لم تدخل الإسلام، كما أنها كانت إظهار لأهمية الإسلام والدين الإسلامي للذين لم يدخلوا الإسلام حتى تتيح لهم فرصة الدخول في الإسلام، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح) صدق الله العظيم.[2]

موقف المؤمنين والمنافقين من غزوة تبوك

عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش المسلمين وذلك عندما سمع أن الروم أعدوا العدة وتجهزوا لملاقاة المسلمين في المدينة المنورة، وكان هذا الوقت هو وقت جني الثمار وكان المسلمين يحبون أن الاستظلال تحت الأشجار، فهناك من لم يلبي دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتباطأ في تلبية الدعوة، وأنزل الله الله تعالى في كتابه العزيز عتابا لهم فقال تعالى(يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) صدق الله العظيم، وبالتالي وضحت ظروف الغزوة التي كانت تحمل الكثير من الصعاب والشدائد والجدب والحر الشديد المنافقين والمؤمنين حقًا.

شاهد أيضًا: متى وقعت غزوة بدر الكبرى

نتائج غزوة تبوك

توجد بعض النتائج الخاصة بغزوة تبوك بعد انتصار المسلمين بها، ومن هذه النتائج ما يلي:

  • كان لغزوة تبوك أثر واضح ونتائج واضحة تبينت في إسقاط هيبة الروم وهم كانوا من أعظم وأكبر الأعداء في ذلك الوقت.
  • إظهار هيبة المسلمين وقوتهم حيث وضحت للجميع أنهم قوة لا يمكن الاستهانة بها.
  • كان من نتائجها أيضًا دخول الكثير من القبائل العربية الدين الإسلامي، حتى أن العام الذي كان بعد غزوة تبوك سمي بعام الوفود نظرًا لكثرة توافد القبائل على رسول الله للدخول في الإسلام.[3]

بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال بعد أن تعرفنا على سبب تسمية غزوة تبوك بغزوة العسرة وتعرفنا أيضًا على الأسباب التي أدت لغزوة تبوك، وما هي النتائج التي حدثت بسبب غزوة تبوك، لكي يعلمها جميع المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *