لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة سؤال يراود الكثيرين، ويجعل من سورة التوبة سورة مميزة عن كافة سور القرآن فهي السورة الوحيدة التي لم تبدأ بالبسملة، كما إنَّ سورة التوبة من السور المعجزة التي تعددت أسمائها فقد سميت بالتوبة لإنَّ في نزولها توبة على المسلمين، وبراءة لإنَّها تتبرأ من المنافقين، والفاضحة والحافرة والمثيرة، وغيرها من الأسماء التي سميت بها، وفي مقالنا هذا سنتعرف على سورة التوبة، ولماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة، وفضل سورة التوبة.

سورة التوبة

سورة التوبة هي من السور المدنيّة، التي نزلت في المدينة المنورة كلها، عدا الآيتيتن مئة وثمان وعشرين ومئة وتسع وعشرين فقد نزلتا في مكة المكرمة، رقمها التاسع في ترتيب آيات القرآن الكريم، وعدد آياتها مئة وتسع وعشرون آية، تقع في الجزء العاشر من القرآن، وتمتد إلى الجزء الحادي عشر، ولها الكثير من الأسماء التي سميت بها ومنها براءة لإنّها تتبرء من المنافقين، والتوبة لإنَّ فيها توبة على المسلمين، والفاضحة لإنّها فضحت أسرارهم، والمقشقشة أي المتبرئة من المنافقين أيضًا، كما سميت بالمبعثرة ، والمشردة ، والمخزية ، والفاضحة ، والمثيرة ، والحافرة ، والمنكلة ، والمدمدمة ، وسورة العذاب، وقد وردنا عن رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- أنّه يقول في سورة التوبة:”قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قالَ: التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ، ومِنْهُمْ ومِنْهُمْ، حتَّى ظَنُّوا أنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا”.[1]

لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

إنّ لعدم ذكر البسملة في سورة التوبة العديد من الأسباب والاحتمالات التي افترضها أهل العلم، كما إنّ تبرير عدم ذكر البسملة يحمل العديد من الأوجه ومنها:[2]

• عند نزول سورة التوبة ظنَّ الصحابة رضي الله عنهم أنَّ سورة التوبة والأنفال هي سورة واحدة، لتشابههما في الموضوع، فلمّا تباينت الآراء بعد وفاة الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- في كونهما سورة واحدة أم سورتين ترك الصحابة بينهما فراغ دون بدأ سورة التوبة بالبسملة.
• الوجه الثاني هو أنّ في لفظ البسملة أمان ورحمة، وإنّ سورة التوبة نزلت في قتال المنافقين وعدم التهاون معهم أو مصالحتهم، فقد قال ابن عباس: سألت عليًا رضي الله عنه: لم لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم بينهما؟ قال: “لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وهذه السورة نزلت بالسيف ونبذ العهود وليس فيها أمان”.
• لعلّ في عدم ذكر البسملة في أول سورة التوبة حكمة من ربِّ العالمين، لإنه كثر التنازع في كون البسملة هي أول آية من كل سورة، فلم يذكر البسملة من أول سورة التوبة، توضيحًا لكون البسملة أول آية من كل سورة  عدا سورة التوبة.

شاهد أيضًا: اسماء سورة التوبة وعدد آياتها

فضل سورَة التوبة

بعد التحدّث عن عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، سنتحدث عن بعض فضائل سورة التوبة:[3]

• في سورة التوبة ذكرٌ لكثير من أسماء الله الحسنى، التي تذكّر قارئها بصفات خالقه، وكماله وعظمته وشديد عذابه، فتجعل المؤمن في حالة من الصحوة الدائمة والقلب المتيقّظ بنور أسماء الله الحسنى.
• تحث المؤمنين على تسليم ذمام أمرهم إلى الله تعالى، والتوكّل عليه في حياتهم، وذلك في قوله تعالى:”قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون“.[4]
• سورة التوبة هي من السور التي ساوت بين الرجل والمرأة، فهم أولياء لبعض في الدنيا، ودليل ذلك قوله تعالى:”والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض“[5]، كما ساوت بينهم في نعيم الآخرة أيضًا في قوله تعالى:”وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم“.[6]
• بيّنت سورة التوبة أنّ الإسلام يبيح إقامة المعاهدات والعقود مع أعدائهم، أو من حاربهم مشروعة، طالما كان هذا في مصلحة المسلمين.

إنَّ سورة التوبة من سور القرآن الكريم التي تظهر وتبيّن لنا مدى قوة المسلمين، ومدى كمال دين الإسلام، وهي من السور التي تبيّن حزْم دين الإسلام وموقفه تجاه أعداء الإسلام من المنافقين والكفار، وفي مقالنا هذا تعرّفنا على سورة التوبة، ولماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة، وفضل سورة التوبة.