ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر
جدول المحتويات
ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر، كيف سوف تصبح أحوالهم في الأرض، وهل يمكن للإنسان العيش بدون الإحسان، فالإحسان إحدى الخصال الحميدة التي يتوجب على الإنسان التحلي بها، فهي ترفع المسلم درجات عند ربه، وهي من الأمور التي أمر الله عباده بها، ومن خلال السطور التالية التي سوف يقدمها لكم موقع محتويات سيتم التعرف إلى أهمية الإحسان في حياة البشر وفضله.
ما هو الإحسان في الإسلام
الإحسان في اللغة هو التصرف والفعل بشيء مستحسن مع الإتقان في صناعته، وفي الاصطلاح الشرعي يخبرنا به الحديث الشريف: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك}[1]، ويفهم منه أن الإحسان هو أن يقوم المسلم بما أمره الله به، وأن يؤدي ذلك بقلب محب لفعل الخير متطمئن للقيام به، وأن يفعل الخير بقلب دائم العطاء لا ينقطع، مندفع من رغبة داخلية، وهو من الفضائل التي يثاب عليه المسلم وتقربه من خالقه، وكلمة “حسن” ذكرت في القرآن الكريم بعدة أشكال عددًا من المرات يبلغ مئة وخمس وتسعين مرة، وقد ورد لفظ إحسان في القرآن اثنتا عشرة مرة، وهو ما يدل على علو مقام الإحسان والمحسنين لدى البارئ عز وجل، قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ}[2].[3]
ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر
لما كان الإحسان إحدى أهم الطرق التي تجمع شتات المجتمع وتوحده من خلال إحساس الإنسان بغيره والإحسان إليه وإجادة الأفعال والعبادات وحسن التعامل والسلوك، فإن فقدان الإحسان يؤدي إلى تقسم المجتمع وتهالك بنيته وضعفه، وإصابته بالعلل الاجتماعية وتأخر الحضارات وإعاقة نموها، وتفكك الروابط الاجتماعية بين الناس، وغدا المجتمع الإسلامي منقسمًا كارهًا بعضه لبعض وكان مصيره الهلاك لا محالة، وإن فقدان الإحسان يؤدي لانتشار المعاصي والكفر بين الناس وهي أمور مبغوضة تهلك الأمة وتجعل نار الجحيم مصيرها.
شاهد أيضًا: عدد درجات الإحسان
أهمية الإحسان في الإسلام
الإحسان دعامة من دعامات الإسلام الرئيسية إلى جانب الإيمان والإسلام، والإحسان جزء لا يتجرأ من عقيدة المسلم وإسلامه وإيمانه بخالقه عز وجل، ويمكن التأكد من ذلك من خلال الحديث الشريف عندما أجاب جبريل عليه السلام عن دعامات الإسلام الثلاثة الإيمان والإسلام والإحسان التي سئل عنها، فقد سمى عليه السلام تلك الأركان الأساسية دين المسلم وعقديته، وعندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك}[4]، وقد أوضح النبي عليه الصلاة والسلام أن الإحسان من الإسلام كالروح من الجسد، وأن المسلم يظهر الإحسان في كل أمر يقوم به وفي كل عبادة يؤديها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله كتب الإحسان على كل شيء}[5].
جوانب الإحسان
هنالك العديد من جوانب الإحسان سوف نذكر بعضًا منها:[3]
الإحسان في العبادات
يكون الإحسان في العبادات بإنجازها بقلب مؤمن متطلع إلى رضا الخالق عنه، ومن خلال الالتزام بأدائها وبكافة شروطها، وعدم الاستهتار بأي منها.
شاهد أيضًا: كم عدد اركان الاحسان
والإحسان في التعامل
الإحسان في باب التعامل يكون بعدة أشكال منها:
- ببر الوالدين: وعدم التأفف من طلباتهم، وزيارتهم والإحسان إليه بالقول الحسن وبالفعل، وحمايتهما وتقديم الدعم الجسدي والنفسي والمادي لهما بعد الكبر، وطلب المغفرة لهما دومًا من الخالق لإنزال الرحمة واللطف بهما، قال تعالى: {وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا}[6].
- الإحسان إلى العامل: يعتبر الإحسان إلى العامل أمرًا مفروضًا في الإسلام، ومن جوانب الإحسان إلى العامل إعطاؤه أجره مباشرة بدون أي تأخير، وألا يطلب منه المسلم أمورًا تفوق قدرته، والإحسان إليه بالمسكن وإطعامه وإعطائه اللباس المناسب له في حال كان عمله يتطلب النوم في منزل المسلم، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أتى أحدكم خادمه بطعام، فإن لم يجلسه معه، فليناوله لقمة أو لقمتين، أو أكلة أو أكلتين، فإنه وَلِى علاجه}[7].
شاهد أيضًا: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين
الإحسان في العلاقات الاجتماعية
يشمل الإحسان في العلاقات الاجتماعية العديد من الجوانب منها:
- الإحسان إلى الزوجة: بلين الكلام وحسنه، وإعطائها كل حقوقها دون أن تطلبها، وعدم هجرها إلا لسبب بيَّنه الدين الإسلامي، واحترامها أمام الناس، وكتم سرها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان” كما قال صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” [8].
- الإحسان لأفراد المجتمع الإسلامي: كما ذكر الخالق عز وجل في الآية الكريمة قال تعالى:{وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلْجَنۢبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ}[6] جميع الأشخاص في المجتمع الإسلامي الذين يعتبر الإحسان إليهم واجب مفروض على المسلم من باب التقوى.
- الإحسان إلى الحيوان: من خلال إطعامه، وتأمين مستلزماته الكافية للحياة كالطعام والدواء فقد جعل الله زمام أمور بيد المسلم، وأمر المسلم باللطف به، وعدم تعذيبه.
الإحسان في العمل
من خلال إنجازه على أكمل وجه بدون نقص، والالتزام بالوفاء بالأمانة التي أوكلت إليه في العمل، والابتعاد عن غش صاحب العمل في إنجازه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه}
وفي الختام تم التعرف إلى ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر، وقد تبين للمسلم أن الإحسان ركن مهم من أركان صحة الإسلام ودعامة أساسية لا يمكن فصلها عن الإسلام الصحيح، كما تم التعرف إلى جوانب الإحسان وأهمية الإحسان وفوائده للمجتمع.