ماهي اعلى مراتب الدين

ماهي اعلى مراتب الدين

ماهي اعلى مراتب الدين هو السؤال المحوري لهذا الموضوع، فالدين الإسلامي الحنيف يتضمن عدد من المراتب، والفائز هو من يتبوأ أعلى مرتبة منها، وهي المرتبة التي تُقربه من الله سبحانه وتعالى وتجعله راضياً عنه، وتتمثل علامات هذا الرضا الرباني في الدنيا من حيث التوفيق والنجاح في الحياة، وفي الآخرة من حيث ارتفاع منزلته في الجنة.

ماهي اعلى مراتب الدين

تُعتبر مرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين، وقد ميز الله سبحانه وتعالى هذه الصفة بالتحديد بهذه المرتبة لأن المحسنون هم الأكثر عملاً للخير وحباً له، وهو من أركان الإسلام الباطنة الغير ظاهرة كالصلاة والصوم، فجميع هذه الأعمال يفعلها العبد تقرباً لوجه الله عز وجل، ونتيجة للمرتبة العظيمة للإحسان ورد ذكرها في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، ومنها قوله تعالى في سورة المائدة: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

وكذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحزنون}، وفي سورة لقمان: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، كما ورد الحديث عن الإحسان في الحديث النبوي الشريف الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب عن الرسول وهو:

” بينَما نحنُ ذاتَ يومٍ عندَ نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذ طلعَ علَينا رجلٌ شَديدُ بياضِ الثِّيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ لا يُرى قالَ للنبي الكريم: أخبرني عنِ الإيمانِ. قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ وملائِكَتِهِ وَكُتبِهِ ورسلِهِ واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ خيرِهِ وشرِّه، قال: صدَقتَ. قالَ: فأخبِرني عنِ الإحسانِ، ما الإحسانُ؟ قالَ يَزيدُ: أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تَراهُ، فإن لم تَكُن تَراهُ، فإنَّهُ يراكَ، قالَ: فأخبِرني عنِ السَّاعةِ، قالَ: ما المَسؤولُ عنها بأعلمَ بِها منَ السَّائل، قالَ: فأخبِرني عن أماراتِها، قالَ: أن تلدَ الأمةُ ربَّتَها، وأن تَرى الحفاةَ العراةَ رعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البناء، قالَ: ثمَّ انطلقَ فلبِثَ مليًّا -قالَ يزيدُ: ثلاثًا- فقالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: يا عمرُ أتدري منِ السَّائلُ؟ قالَ: قلتُ: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ. قالَ: فإنَّهُ جبريلُ، أتاكم يعلِّمُكُم دينَكُم”.

مراتب الإحسان

يتضمن الإحسان بدوره عدد من المراتب كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم 2 من المراتب أو الدرجات، وهي كالتالي:

  • المرتبة العليا: وهي عبادة الله تعالى عن يقين ودراية بوجوده كما لو كان العبد يراه، ففي هذه المرتبة يشعر العبد بأن الإيمان يملأ قلبه وينور بصيرته بحسن الطاعة والهداية، وذلك ما حدث مع الحارث ابن مالك الأنصاري وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • المرتبة الثانية: وهي درجة الإخلاص التي يُخلص فيها العبد من قلبه في أدائه للأعمال والعبادات، وذلك من خلال استحضار وجود الله تعالى بشكل دائم في جميع الأوقات.

شاهد أيضًا: لماذا الاحسان اعلى مراتب الدين

المراتب الثلاثة للدين

يقع الدين في 3 من المراتب وهي كالتالي:

مرتبة الإسلام

وهي أن يشهد العبد بأنه لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع، فالإسلام في اللغة هو اتباع دين أو شيء معين والالتزام به، ومن حيث المعنى الشرعي فيوجد حالتين لمفهوم الإسلام وهما:

  • الحالة الأولى: أن يكون الإسلام منفرداً بذاته عن مفهوم الإيمان، والمقصود بذلك أن الإسلام يجمع جميع الأصول والفروع للدين، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وهو التسليم بأن الله تعالى هو الخالق الأوحد بدون شريك، وطاعة الله سبحانه وتعالى والبعد عن كل ما يتصل بالشرك والكفر.
  • الحالة الثانية: وهي اقتران مفهوم الإسلام بمفهوم الإيمان، وذلك من حيث ما يستقر في القلب من عقيدة، وما يظهر من أفعال وعبادات ظاهرة يقول الله سبحانه وتعالى بسورة الحجرات: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

الإيمان

وينقسم لستة من الأركان وهي الإيمان بالله تعالى، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب المنزلة من عنده، الإيمان بالرسل، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقدر أيما يكون، ويوجد له 2 من الحالات أيضاً وهي:

  • الحالة الأولى: عدم اقتران الإيمان بالإسلام، أي أن يكون الإنسان مؤمناً بوجود الله تعالى وهو أساس العقيدة، يقول الله تعالى في سورة البقرة، {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
  • الحالة الثانية: أن يكون مقترناً بالإيمان: فذلك يدل على العقيدة الباطنة للإنسان من داخله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يخرج للجنائز: “اللَّهمَّ مَن أَحيَيْتَه مِنَّا فأَحْيِهِ على الإسلامِ، ومَن تَوفَّيْتَه مِنَّا فتَوفَّهُ على الإيمانِ”

الإحسان

ويقع في ركن بمفرده لأهمية الإحسان ومكانته الكبيرة عند الله ورسوله، ويُقصد به أن يُتقن العبد ويخلص في أداء الأعمال التي أوكلها إليه الله عز وجل، ولكن بإحسان أي بأعلى درجة من الإتقان.

الآية التي جمعت بين مراتب الدين

نتيجة للمكانة الكبيرة والعظيمة لمراتب الدين، تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من المواضع لتذكير الناس بها، وعدد لهم المزايا المترتبة لمن يصل لهذه المراتب عند الله عز وجل، وذكر الله سبحانه وتعالى جميع مراتب الدين في آية واحدة، وهي الآية الواردة في سورة الحجرات في قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم}.

وفي النهاية نكون قد عرفنا ماهي اعلى مراتب الدين حيث أن مرتبة الإحسان تعتبر هي أعلى مرتبة في الدين وقد ذكر الله تعالى الإحسان في أكثر من موضع في القرآن الكريم وحث عليه جميع المسلمين، حيث أنه أعلى مرتبة من مراتب الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *