ماهي السورة التي تسمى سورة القتال

ماهي السورة التي تسمى سورة القتال

ماهي السورة التي تسمى سورة القتال سؤال يراود الكثير من المسلمين، فقد أنزل الله تعالى القرآن على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وجعل لكلّ سورة من سوره مقصدٌ وغاية تُميّز هذه السورة عن غيرها من السور، وقد استعان المسلمون بذلك على تسمية السور القرآنية، وفي هذا المقال سنبيّن ما هي السورة التي سُمّيت بسورة القتال، وسنعرّف بها وبمقاصدها، وأبرز الأفكار التي جاءت في آياتها.

ماهي السورة التي تسمى سورة القتال

إنَّ السورة التي تسمى سورة القتال هي سورة محمد، وقد سُميّت سورة محمد بسورة القتال لأنّ فيها ورد لفظ القتال ومشروعيته وبعض الأحكام المتعلقة به، وذلك في قوله تعالى: “وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ”[1]، فإنَّ سبب تسمية أغلب سور القرآن بأسمائها هو تخصيص الآية بلفظ معيّن، أو حكم شرعي معيّن، وكذلك سورة القتال، فإنَّ اسمها مُشتق من ذكر القتال وأحكامه فيها، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي سميت باسم فاكهة

سورة محمد

سورة محمد هي أحد السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة، ترتيبها وفق المصحف العثماني هو السادس والتسعون، تأتي بعد سورة الحديد في الترتيب ويليها سورة الرعد، عدد آياتها تسع وثلاثون آية، سُميّت بسورة القتال لذكر القتال وبعض أحكامه فيهان كما سمّيت بسورة محمد وذلك لذكره فيها قبل ذكره بسورة آل عمران كما ورد في سبب تسميتها بسورة محمد ما ورد فيها بأنَّ الإيمان بما أُنزل على سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- مُتفرقًا أعظم مما نزل على سائر الأنبياء -عليهم السلام- مجموعًا، كما سُميت بسورة الذين كفروا وذلك لابتدائها بذلك، والله أعلم.

سبب نزول سورة محمد

نزلت سورة محمد لتصف للمسلمين حال الكافرين يوم القيامة ودخولهم إلى النار والعذاب الذي ينتظرهم بسبب كفرهك ومعارضتهم لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وما فعلوه من إيذاء للرسول والمسلمين، وإنكارهم لبعثته -صلّى الله عليه وسلّم- ودين الإسلام، وقد نزلت سورة محمد مُتصلة بما قبلها من سورة الأحقاف، فقد بدأت تتمة لما خُتمت فيه سورة الأحقاف وفق نسق ومنهج واحد، فلو أنَّ البسملة زالت بين السورتين لكانا كلامًا واحدًا متصلًا.

مقاصد سورة محمد

إنَّ أبرز موضوع تناولته سورة محمد هو التحريض على الكافرين وقتالهم، وحث المسلمين على الجهاد في سبيل الله تعالى، كما غنَّ من أبرز مقاصد سورة محمد:[3]

  • وصف نعيم الجنة: بيّنت سورة محمد أن الجنة هي مصير كلّ مؤمن بالله تعالى، ووصفت بعض نعيم الجنة الذي ينتظر المسلمين في قوله تعالى: “مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ”[4].
  • وصف عذاب الآخرة: بيّنت سورة محمد أن النار هو المأوى الوحيد لكلّ كافر بالله تعالى ومُعارض لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، ووصفت عذاب نار جهنم في قوله تعالى: “كمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ”[5].
  • التأكيد على وجوب قتال المشركين: فقد حرّضت سورة محمد وحثّت المسلمين على قتال الكافرين وقتلهم، وذلك في قوله تعالى: “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ”[6].
  • التأكيد على نصر الله تعالى للمسلمين: وذلك فأنَّ من ينصر دين الله تعالى ينصره الله ويثبّته، وذلك في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”[7].
  • إبطال الله لأعمال الكافرين: فقد بيّنت سورة محمد ان أعمال الكافرين والذين عارضوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كلها باطلة، وذلك في قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ “[8].

سر اهتمام سورة محمد بكشف المنافقين

عملت آيات القرآن الكريم بشكل عام على توضيح نفاق المنافقين، وفضح نفاقهم، وكشفهم أمام المؤمنين، كما خصَّ الله تعالى سورة من سور القرآن للحديث عنهم كما سُميّت السورة بسورة المنافقين، وقد اهتمت سورة محمد بكشف المنافقين لنّهم أشد خطرًا من الكافرين على الأمة الإسلامية فهم يُظهرون الودَّ والمحبة والإسلام أمام المؤمنين على الرغم من كونهم أشد الكارهين والحاقدين والمُعادين لدين الإسلام والمسلمين، وقد ركّز القرآن الكريم على ذكر أوصافهم والاقهم لكي يستطيع المسلمون تجنّبهم والابتعاد عنهم واتّقاء شرّهم، ومن ذلك ما ورد في سورة محمد في قوله تعالى: “وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ”[9]، والله تعالى أعلم.[10]

شاهد أيضًا: سورة من سور القران الكريم يطلق عليها الساهره او الطامه ماهي

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ماهي السورة التي تسمى سورة القتال، كما بيّن سبب نزول سورة محمد وسبب تسميتها، بالإضافة إلى ذكر أهم مقاصدها، وسبب اهتمام سورة محمد بكشف المنافقين.

المراجع

  1. ^ سورة محمد , الآية 20.
  2. ^ islamweb.net , وجه تسمية سورة محمد بسورة القتال , 29-4-2021
  3. ^ islamweb.net , مقاصد سورة (محمد) , 29-4-2021
  4. ^ سورة محمد , الآية 15.
  5. ^ سورة محمد , الآية 15.
  6. ^ سورة محمد , الآية 4.
  7. ^ سورة محمد , الآية 7.
  8. ^ سورة محمد , الآية 34.
  9. ^ سورة محمد , الآية 16.
  10. ^ islamweb.net , سر اهتمام سورة محمد بكشف المنافقين , 29-4-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *