ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة

ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة

ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وحيٌ من الله -عزَّ وجلَّ- ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى}،[1] ومن هنا يتوجب علينا تعلَّم ما يقول ونشره، ومن هذا المنطلق فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذا المقال لذكر أول ما تكلم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم إلى المدينة، كما سيتمُّ شرح هذا الحديث الشريف

ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة

إنَّ ما رُوي عن عبد الله بن سلام، يبيِّن أول ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم إلى المدينة المنورة، حيث قال: لمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ، قد قدمَ رسولُ اللَّهِ ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: “يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”،[2] وبناءً على ذلك فإنَّ أول ما تكلم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم إلى المدينة المنور هو “يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”.[3]

شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ في الرسول وصاحبه هو غار

شرح حديث يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ

بعد الإجابة على سؤال ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة، فإنَّه سيتمُّ في هذه الفقرة شرحه، حيث يرشد هذا الحديث الشريف إلى أربع خصال من خير خصال الإسلام، وفيما يأتي تفصيل هذه الخصال:[4]

إفشاء السلام

إنَّ إفشاء السلام اول ما أوصى به النبي في أول ما تكلم به رسول حين قدم المدينة وهو عبارة عن إلقاء السلام على أهل الإسلام، سواء كان يعرفه أم لا يعرفه؛ حيث أنَّ السلام من أسماء الله الحسنى التي ينبغي للمسلم إشاعته ونشره بين الناس، دعاء من المسلم لأخيه بالسلامة من المكاره والشرور، وفيما يأتي فضائل إلقاء السلام:

  • أنَّ البركة تحل وتنال بذكر اسم الله.
  • إلقاء السلام من أسباب كمال الإيمان.
  • إلقاء السلام من أسباب المحبة بين المؤمنين.
  • إلقاء السلام من أسباب دخول الجنة.
  • البادئ بالسلام هو أولى الملتقين بالله.

إطعام الطعام

إنَّ إطعام الطعام كان ثاني ما أوصى به في أول ما تكلم به رسول حين قدم المدينة، ويكون ذلك عن طريق بذل فضله وما وجب منه لأهله في مناسبة وفي غير مناسبة، وإنَّ هذا من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهدي صحابته الكرام، ولقد أثنى الله تعالى على قوم بكريم الخصال التي جعل جزاءهم عليها الجنة فقال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.[5]

صلة الرحم

وهم الأقارب، وسُموا بذلك لأنَّه يخرجون من رحمٍ واحد، ولأن القرابة قاعدة وموجبة التراحم، وذلك بأداء ما شرعه الله تعالى لهم من الحقوق، كلٌّ حسب قربه ومنزلته ومناسبة صلته، كالزيارة، وطلاقة الوجه، وطيب القول، وكف الأذى، ونحو ذلك من ألوان الإكرام والمواساة عند المصيبة، وإظهار الاغتباط والسرور بما ينالون من خير وما يتجدد لهم من نعمة أو يندفع عنهم من نقمة، وفيما يأتي ذكر فضل صلة الرحم:

  • سببٌ أسباب المحبة بين الأقارب.
  • سببٌ لزيادة البركة في العمر والعمل.
  • سببٌ لزيادة الرزق.

الصلاة بالليل والناس قيام

أي أداء صلاة الوتر في الليل، والوتر يكون ما بين صلاة العشاء والفجر، وإذا كانت بعد نوم وفي جوف الليل كانت أفضل، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، وقال سبحانه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[6] وفيما يأتي فضل الصلاة في الليل:

  • سببٌ من أسباب دخول الجنة.
  • سببٌ للفوز بما وعد الله تعالى به الصالحين من أنواع النعيم.
  • ومن موجبات مغفرة الذنوب.
  • سببٌ لستر العيوب.
  • سببٌ لإجابة الدعاء.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما أول ما تكلم به رسول حين قدم إلى المدينة، والذي تمَّ فيه ذكر أول ما قاله النبيِّ حين قدم إلى المدينة المنورة، كما تمَّ شرح الحديث وذكر الخصال المذكورة فيه وشرحها وبيان فضلها.

المراجع

  1. ^ النجم: 3-4
  2. ^ صحيح ابن ماجه، الألباني، عبدالله بن سلام، 2648، حديث صحيح
  3. ^ الأوائل، أبو هلال العسكري، ص117 , https://al-maktaba.org/book/10529/111
  4. ^ islamway.net , أفشوا السلام وأطعموا الطعام , 20-3-2021
  5. ^ الإنسان: 8-9
  6. ^ السجدة: 16-17

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *