ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر؟

ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر؟

ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر؟ حيث أن ليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها هذا الكتاب الكريم الذي نسير على نهجه، ونستنير بضيائه، ونعيش وفق أحكامه وتشريعاته، فلنا أن نتخيل مدى عظمة هذه الليلة وبركتها، وقد جعل لها الإسلام أهمية بالغة، فهي الليلة التي نزّل فيها القرآن الكريم. ولذلك يسعى فيها كل المسلمين لاغتنام بركتها، وبركة الأعمال الصالحة في هذه الليلة، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سنتعرف على تعريف ليلة القدر، والحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر، وفضل وعلامات ليلة القدر.

تعريف ليلة القدر

ليلة القدر هي ليلة مباركة من إحدى ليالي الثلث الأخير من رمضان، ولم تحدد في أي من هذه الأيام العشرة، وسنذكر الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر لاحقاً، و قد أخصها الله بالبركة فأنزل فيها القرآن الكريم، وجعل العبادة فيها مضاعفة الأجر والثواب، فقد قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”[1]، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في ليلة القدر ويكثر من الطاعات والأعمال الصالحة، ويوصي بقيامها لما فيها من فضل مغفرة الذنوب وغسل الخطايا، فقد قال سول الله صلى الله عليه وسلم:”من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا و احتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه”.[2]

ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر؟

قد عَلم النبي -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر إلّا أنه نسيها بسبب تشاجر وتشاحن اثنين في المسجد، وقال: ” إِنَّي خرجتُ لأخبِرَكُمْ بليلةِ القدْرِ، وإِنَّه تَلَاحى فلانٌ و فلانٌ ، فَرُفِعَتْ ، وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم ، فالتمِسوها في السبعِ، والتسعِ، والخمسِ”[3]،وفي نسيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإن الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر هي حكمة إلهية عظيمة، فيبقى المسلمون في شوق لها  وترقب يتحرونها في كل ليلة ويبحثون عن علاماتها، يقومون بالطاعات والعبادات التماسا لوجه الله تعالى وبحثا عن فضل ليلة القدر، وبذلك يتعلمون الصبر والمثابرة والاجتهاد في الطاعة، فإن تيقن العبد من ليلة القدر فإنه يجتهد في الطاعات ليوم واحد، لما في ذلك من مضاعفة للثواب، ويتكل في عبادته على هذه الليلة.

شاهد أيضًا: دعاء ليلة القدر ابن باز مكتوب

فضل ليلة القدر

لليلة القدر الكثير من الفضائل التي أخصها الله بها ومنها:

  • أنزل فيها القرآن الكريم،فقد قال تعال: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”،[4]جعلها ليلة مباركة فيها الخير والفضل العظيم، قال تعالى:”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين[5]
  • في هذه الليلة المباركة يقدر الله أرزاق الناس وآجالهم وتكتب فيها الملائكة الأعمال والأقدار وكل ما يدور في هذا العام من ليلة القدر إلى ليلة القدر في العام الذي يليها،قال تعالى:”فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ[6]
  • يعد العمل الصالح في ليلة القدر خير من ألف شهر من الطاعة في غيرها من الأيام،وهنا تظهر الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر ليبقى العبد في حالة من الطاعة المستمرة.
  • يعم الأمن والسكينة ليلة القدر ويملأها حتى طلوع شمسها وتتنزل فيها الملائكة بالرحمة والسلام فقد قال تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ[7]
  • يغفر الله تعالى الذنوب في ليلة القدر ويعفو عن الآثام فيها وييسر لمن قامها محتسبا الأجر والثواب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا و احتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه”

علامات ليلة القدر

إن الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر ينبع من عظمة إلهية كبيرة، وذلك لكي يبقى المسلمون في حالة ترقب دائمة لها،وليلة القدر من الليالي المباركة التي يحرص المسلمون على تتبعها، والبحث عن علاماتها، وتحري وقتها، كما تمتاز ليلة القدر بعلامات تظهر فقط عند وقوعها ومن هذه العلامات أن الشمس تشرق في ليلة القدر مدورة كالقمر لا شعاع فيها مستوية لا تضر عين الناظر كما في سائر الأيام فقد قال صلى الله عليه وسلم:” أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”[8]، كما يكون ليل ليلة القدر معتدلا فقد وصفها بالحديث ليلة طلقة لا بلجة لا حارة ولا باردة. فهي ليلة مشرقة  ينشرح فيها صدر المسلون، ويعم النشاط قلوبهم سعيا للطاعة.

مستحبات ليلة القدر

يجتهد المسلمون لاغتنام فضائل ليلة القدر والسعي فيها للتوبة لوجه الله تعالى، والإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة، ومن مستحبات ليلة القدر:

  • تلاوة القرآن في ليلة القدر وترتيل آياته الكريمة ولا يُفرض على المسلم ختم القرآن في هذه الليلة، إلا أن لختمه في هذه الليلة أجر عظيم.
  • الصلاة في ليلة القدر، وقيام ليلة القدر بالصلاة من الأسباب التي تغفر الذنوب، وتزيل عبئها عن قلوب المسلمين، وهنا تظهر الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر، ليبقى المسلمون في حالة من التقرب من الله.
  • الدعاء في ليلة القدر، وقصد وجه الله تعالى بقلب صافي طالبا الغفران والرحمة في الدنيا والآخرة، والعتق من النار، والهداية للسراط المستقيم في الدنيا والآخرة، لإن الدعاء في ليلة القدر مستجاب.
  • الإكثار من الإستغفار والتسبيح في ليلة القدر لعظيم شأن هذه الليلة.[9]

إن الإنسان في حالة سعي دائمٍ لكسب رضا الله والتقرب منه في الطاعات والعبادات، وإن ليلة القدر هي من الليالي المباركة التي تضاعف فيها الحسنات، وتغفر فيها الذنوب، وتمحى فيها لخطايا بإذن الله، وقد تعرفنا في المقال السابق على تعريف ليلة القد، والحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر، وفضل ليلة القدر، وعلامات ليلة القدر، كما تعرفنا على مستحبات ليلة القدر.

المراجع

  1. ^ سورة القدر , الآية 3.
  2. ^ صحيح الترغيب , أبو هريرة، الألباني، 992، حديث صحيح.
  3. ^ صحيح الجامع , عبادة بن الصامت، الألباني، 2461، حديث صحيح.
  4. ^ سورة القدر , الآية 1.
  5. ^ سورة الدخان , الآية 3.
  6. ^ سورة الدخان , الآية 4.
  7. ^ سورة القدر , الآية 4.
  8. ^ صحيح مسلم , أبي بن كعب، مسلم، 762، حديث صحيح.
  9. ^ www.islamweb.net , ليلة القدر ومواسم المغفرة المستترة , 24/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *