ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد ؟ حيث يشير مصطلح المجتمع إلى مجموعة من الأفراد تربطهم رابطة ما معروفة لديهم ولها أثر دائم أو مؤقت في حياتهم وفي علاقاتهم مع بعض، ويعيشون في منطقة مساحية معينة ولهم لهجة أو لغة مشتركة ولهم خصائص ثقافية وحضارية ومعتقدات وعادات ويتشاركون في كل الصفات والخصائص التي يملكها مجتمعهم.[1]

ما هي الروابط الاجتماعية

تعرف الرابطة الاجتماعية في علم الاجتماع على أنه مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تجمع بين أفراد المجتمع أو بين الأفراد المنتمين إلى نفس الجماعة الاجتماعية، حيث يرتبطون من خلال مختلف التنظيمات ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، وتتمثل أهميتها في التبادل المشترك بين هؤلاء الأفراد من أجل استمرار هذه الرابطة الاجتماعية التي تجمعهم، إلا أنها قد تقوى وقد تضعف بسبب بعض التغيرات التي يتعرض لها المجتمع كالتغير الاجتماعي هذا حسب ما أكده المنظرون الأوائل للرابطة الاجتماعية أمثال: ابن خلدون، دوركايم، فرديناند تونيز، الذين يرون أن الرابطة الاجتماعية تقوى في جماعات أو مجتمعات معينة وتضعف في أخرى وقد تصل إلى التفكك في بعض المجتمعات المتطورة، نظرا لطغيان الفردانية والعقلانية والمصالح الخاصة والأسباب طبعا تختلف من بيئة إلى أخرى.[2]

اقرأ أيضًا: ما معنى الانتماء للمجتمع وما أصل الانتماء المجتمعي

ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد

من أهم الروابط الإنسانية التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد ما يلي:

اللغة

يعتبر الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش بشكل مفرد، كونه في حالة تفاعل مستمرة و دائمة مع أقرانه، هذا التفاعل الذي يكون دائما مبني على ضرورة توفر وسيلة و آلية واحدة و مهمة و هي اللغة، التي لا يمكن فصلها عن الانسان كونها ظاهرة فكرية مرتبطة به دون غيره من الكائنات الحية، وعلى أثر ذلك باتت اللغة واحدة من أشد الظواهر الإنسانية تشعبا و تعقدا باعتبارها نظاما معقدا من الرموز التي تحمل في طياتها معاني مختلفة، فهي من أهم المنافذ المستخدمة من اجل الولوج الى عمق الثقافة و البنية الاجتماعية  للناس بل و صياغتها و توريثها لتكون بذلك واحدة من أهم العوامل الأساسية في تكوين و بناء المجتمع، لتشارك و بشكل أساسي و فعال في تحديد الهوية الجماعية للمجموعة البشرية التي تتحدث بها، هذا الذي يؤكد على وجود علاقة بين كل من اللغة و المجتمع، فهما وجهان لعملة واحدة لا يوجد مجتمع دون لغة و لا لغة دون مجتمع.[3] 

الدين

إذا كان الفرد في أمس الحاجة إلى الدين، فإن حاجة المجتمعات للدين أشد وألزم؛ فالدين هو الدرع الواقي للمجتمع؛ ذلك لأن الحياة البشرية لا تقوم إلا بالتعاون بين أعضائها على الخير، ولا يتم هذا التعاون إلا بنظام ينظم علاقاتهم، ويحدد واجباتهم، ويكفل حقوقهم، وكلما حادت البشرية عن الدين وعن شرعه وأنظمته كلما غابت وغرقت في دياجير الشك والضلالة والتيه والحيرة والشقاء والتعاسة، وليس على وجه الأرض قوة تكافئ قوة التدين أو تدانيها في كفالة احترام النظام، وضمان تماسك المجتمع واستقرار نظامه، والتئام أسباب الراحة والطمأنينة فيه، والسر في ذلك أن الإنسان يمتاز عن سائر الكائنات الحية بأن حركاته وتصرفاته الاختيارية يتولى قيادتها شيء لا يقع عليه سمع ولا بصر، وإنما هو عقيدة إيمانية تهذب الروح وتزكي الجوارح وتجعله يراقب سرائره كما يراقب علانيته وجهره.[4]

العادات والتقاليد

العادات والتقاليد جزء لا يتجزّأ من الحياة، ولا يقتصر الموضوع على مجموعة من الأمور، ما زلنا نتعامل معها أو نستذكرها، ولكنها تتعلق أحيانًا بعمق التاريخ العريق للوطن بأكمله، ففي كل منطقة تتجلى العادات والتقاليد المحلية التي يصعب التخلي عنها، لسهولة السير مع التيار، أو لأن التغيير قد يُعرضنا للاستهزاء، وتشويه السُمعة، وربما أكثر من ذلك.[5]

الروابط الإنسانية

وهي الأخلاقيات والمبادئ السامية التي نشأ عليها الفرد والتي تضع له القواعد الرئيسية لتعاملاته مع الآخرين، وتتعدد هذه المبادئ ما بين العدل والحرية والكرامة والمساواة والعطف والرحمة، ولهذه القيم أثر عظيم على الأفراد فهي تدعو لنشر المحبة والود بين أبناء المجتمع الواحد، وتحض على نبذ الشر والحقد والظلم والكراهية، وتدفع الفرد إلى المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، والوقوف بجانب الآخرين في السراء والضراء، وتدعو الفرد إلى الالتزام بحسن الخلق في تعاملاته مع البشر جميعهم دون تفرقة بينهم على أساس الأصل أو الدين أو اللون أو العرق أو الجنس.[6]

اقرأ أيضًا: العلاقات الاجتماعية واهميتها في حياة الانسان

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي أجبنا فيه عن سؤال ما الروابط التي تربط بين أفراد المجتمع الواحد ؟ ومنها اللغة والدين والعادات والتقاليد والروابط الإنسانية، التي قمنا بالحديث عنها بشكل مفصل، كما بينا تعريف المجتمع والروابط الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *