ما الفرق بين تأسيس وتوحيد المملكة

الفرق بين تأسيس وتوحيد المملكة ، تتميز المملكة العربية السعودية بتاريخها العريق الذي يعود إلى الحضارات القديمة التي سكنت منطقة شبه الجزيرة العربية، ومرت المملكة خلال تاريخها بالعديد من المحطات المهمة، وسيوضح هذا المقال الفرق بين تأسيس المملكة العربية السعودية، وبين توحيد أراضيها تحت سلطة ملكٍ واحدٍ.

الفرق بين تأسيس وتوحيد المملكة

لقد مرت المملكة العربية السعودية بعدة تغييرات تاريخية قبل أن تتوحد بالكامل، ففي عام 1880م، ولد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في الرياض، لكنه نفي مع عائلته إلى الكويت في سن العاشرة، وفي عام 1902، استعاد عبد العزيز آل سعود مدينة الرياض، وبدأ بقيادة عملية توحيد المملكة من خلال خوضه العديد من المعارك، فبعد أربع سنواتٍ نجح بتوحيد نجد، وتابع رحلته في توحيد المملكة بتوحيد مكة عام 1924م، والمدينة عام 1925م، وعسير عام 1926، وأخيراً في عام 1932 توحدت المملكة العربية السعودية من خلال إصدار الملك عبد العزيز آل سعود مرسومًا ملكيًا أعلن فيه عن توحيد أراضي المملكة، وتم إطلاق اسم المملكة العربية السعودية على الدولة الموحدة، لذلك يعتبر تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية هو تاريخ تأسيسها كدولةٍ حديثةٍ، وكان ذلك في 19 أيلول عام 1932م، والموافق 17 من شهر جمادى الأولى من عام 1352 هجري، فتوحيد المملكة العربية السعودية هي المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من عام 1902 م حتى عام 1932 م حيث تم الإعلان عن تأسيس المملكة العربية السعودية.[1]

شاهد أيضًا: ما هو تاريخ تأسيس السعودية ؟

متى تأسست المملكة العربية السعودية

يتميز تاريخ المملكة العربية السعودية بتأسيس ثلاث دولٍ سعوديةٍ، آخرها هو الدولة الحديثة التي أطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية، فقد تأسست الدولة السعودية الأولى في عام 1744م والموافق لعام 1157هـ، واستمرت حتى عام 1818م، في حين تأسست الدولة السعودية الثانية في عام 1824م واستمرت حتى عام1891م، أما الدولة السعودية الحديثة فقد تأسست في البداية على مساحةٍ حول منطقة الرياض في عام 1902م، وفي التاسع عشر من شهر أيلول لعام 1932م تم توحيد جميع القبائل وأطلق اسم المملكة العربية السعودية على الدولة من خلال مرسومٍ ملكيٍّ أصدره الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن.

تاريخ السعودية

استقرت العديد من الحضارات القديمة في شبه الجزيرة على امتداد أكثر من 5000 عام، فقد استوطنت حضارة دلمون على امتداد ساحل الخليج العربي في الفترة الممتدة من 3000 حتى 1600 قبل الميلاد، وبشكلٍ معاصرٍ للحضارة السومرية والمصرية القديمة، وقد تم توثيق العديد من الأحداث التاريخية القديمة التي تؤكد قيام عددٍ من الهجرات من شبه الجزيرة إلى المناطق المجاورة، ففي عام 3500 قبل الميلاد، هاجرت مجموعةٌ من الشعوب العربية من أراضي شبه الجزيرة العربية إلى وادي نهري دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين، وأسسوا الحضارة الآشورية البابلية، كما هاجرت مجموعةٌ أخرى من شبه الجزيرة العربية حوالي 2500 قبل الميلاد، خلال العصر البرونزي الباكر، واستقرت على امتداد بلاد الشام.[2]

شاهد أيضًا: متى توحدت السعودية ؟ معلومات هامة عن تاريخ السعودية

الدولة السعودية الأولى

يعود تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى إلى عام 1744م والموافق لعام 1157هـ، عندما عاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى مدينة الدرعية، بعد أن أنهى دراسته في الحجاز والعراق، وقد وافق الأمير محمد بن سعود على دعم قضيته وتبنيها، وكان الشيخ محمد العبد الوهاب يدعو الناس إلى الالتزام بالقرآن والأحاديث النبوية، والامتناع عن الممارسات الخارجة عن الإسلام، وقد حكمت الدولة السعودية الأولى المنطقة الممتدة على كامل هضبة نجد، وبحلول أوائل القرن التاسع عشر امتد حكمها إلى أغلب أراضي شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي عام 1818م، أرسلت الدولة العثمانية قوةً ضخمةً لاستكشاف المنطقة الغربية من شبه الجزيرة العربية، وكانت هذه القوة مسلحةً بأحدث الأسلحة المدفعية، حيث حاصرت الجيوش العثماني مدينة الدرعية، والتي كانت حينها من أكبر المدن في شبه الجزيرة، ودمرت المدينة، وجعلت منها مدينةً غير قابلةٍ للسكن فيها.[2][3]

شاهد أيضًا: متى تاسست المملكة العربيه السعوديه هجري

الدولة السعودية الثانية

نجحت عائلة آل سعود باستعادة سيطرتها الكاملة على وسط الجزيرة العربية في عام 1824م، كما قام الحاكم السعودي تركي بن ​​عبد الله آل سعود باتخاذ مدينة الرياض عاصمةً للدولة، والتي تبعد حوالي 20 ميلاً جنوب الدرعية، حيث أسس الدولة السعودية الثانية، وقد نجح تركي خلال فترة حكمه التي امتدت لحوالي 11 عامًا، في استعادة السيطرة على أغلب الأراضي التي فقدها العثمانيون، وقد عاشت الدولة السعودية الثانية فترةً من السلام والازدهار في بداية تأسيسها، ولكن مع حلول عام 1865م، بدأت الحملات العثمانية بمحاولة توسيع الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط وصولاً إلى شبه الجزيرة العربية، وقد بسطت الجيوش العثمانية سيطرتها على العديد من أراضي الدولة السعودية، ونجحت عائلة الرشيد وبدعمٍ من العثمانيين ببسط سيطرتها على المنطقة، الأمر الذي دفع بعبد الرحمن، الذي كان حاكم الدولة السعودية آنذاك، إلى السفر مع عائلته إلى الكويت، حيث مكثوا هناك حتى عام 1902م، وكان برفقته ابنه الصغير عبد العزيز.[2]

الدولة السعودية الثالثة

بقي عبد العزيز عازمًا على استعادة إرث عائلته، وإعادة السيطرة على الأراضي التي يحكمها آل الرشيد في شبه الجزيرة العربية، ولذلك انطلق في عام 1902 برفقة 40 رجلٍ فقط في مسيرةٍ ليليةٍ إلى مدينة الرياض، بهدف استعادة حامية المدينة، وكانت عملية السيطرة على الحامية هي بداية تأسيس الدولة السعودية الحديثة، وقد بسط عبد العزيز سيطرته الكاملة على الحجاز، واتخذ من مدينة الرياض مقرًا له، كما امتدت سيطرته لتشمل مكة والمدينة أيضًا، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 1924م حتى 1925م، كما نجح بتوحيد القبائل المتحاربة في أمةٍ واحدةٍ، وفي 23 سبتمبر من عام 1932، تمت تسمية البلاد التي نجح بتوحيدها بالمملكة العربية السعودية.[2]

شاهد أيضًا: متى تأسست الدولة السعودية وما المراحل التاريخية التي مرت بها

تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية

إن تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية الحديثة أو ما يسمَّى بالدولة السعودية الثالثة، هو التاسع عشر من شهر أيلول من عام 1932م، والذي وافق اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1352 هجري، وقد توحدت المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الأول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وذلك عندما أصدر مرسومًا ملكيًا أعلن فيه عن توحيد جميع مناطق البلاد وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بدءًا من تاريخ 21 من جمادى الأولى عام 1352 هجري.

وفي السطور الأخيرة من المقال، فقد بينت الفقرات السابقة الفرق بين تأسيس وتوحيد المملكة ، كما استعرض المقال معلوماتٍ عن تاريخ المملكة العربية السعودية ودولها الثلاث، وأهم الأحداث التي مرت في تاريخ المملكة العربية السعودية منذ التاريخ القديم.