ما حكم إنشاء بنوك الحليب

ما حكم إنشاء بنوك الحليب

ما حكم إنشاء بنوك الحليب ؟ هو عنوان هذا المقال، وحيث أنَّه تمَّ في العصور الأخيرة من استحداث هذه الفكرةِ، فإنَّ العلماء المعاصرين كانوا قد تكلموا بها واستخرجوا حكمُها الشرعيِّ، فما هو حكمُها؟ وما هي آراء أهلِ العلمِ بها؟ وما هي أدلةتهم؟ وما هي أضرارُها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

ما حكم إنشاء بنوك الحليب

تعدُّ فكرةِ إنشاءِ بنوكِ الحليبِ من المسائل المستجدةِ التي لم تكن في الزمنِ الماضي، ومن هذا المنطلف فإنَّ بيانَ حكمِ إنشاءِ بنوكِ الحليبِ سيتمُّ بناءً على آراءِ أهل العلمِ المستجدينَ، وقد تباينت آراء أهل العلمِ في حكمِ إنشاء بنوك الحليبِ على أقوال، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ الخلاف حصل بينهم بناءً على فكرةِ هل هذا الحليب يحرِّم هذا الرضيع على صاحبة الحليب أم لا،[1] وسيتمُّ تقسيمَ هذه الفقرة إلى فقراتٍ متعددةٍ، يتمُّ في كلِّ فقرة بيان أقوالهم وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: من هي أخت الرسول من الرضاعة

القائلين بجواز لإنشاء بنوك الحليب

ذهب جماعةٌ من المعاصرين إلى جوازِ إنشاءِ بنوك الحليب، وفيما يأتي ذكرهم:[2]

  • الدكتور محمد القرضاوي: يرى أنَّ بنوكَ الحليبِ تعدُّ حلالًا في الشريعة الإسلاميةِ، واستدلَّ على ذلك من أمرين، فيما يأتي بيانهما:
    • أنَّ العلةَ في كون تحريم النكاح بسبب الرضاعةِ هي الأمومةِ المرضعة لا إنشاز العظم وإنبات اللحم.
    • أنَّ  الشكَّ في الرضاع لا يحرِّم، ومعلومٌ أنَّ بنوكَ الحليبِ مجموعةٌ من لبنِ عدةِ نساءٍ مختلطٌ ببعضه، وعلى ذلك فهو ليس لبنًا خالصًا، ومعلومٌ أيضًا أنَّه عند اختلاطِ لبنينِ فإنَّه يُنظر إلى الغالب منهما فيحصل به التحريم، وحيث لا يُعلم ما هو الحليبُ الغالبُ من المغلوبِ فإنَّه في هذه الحالة يحدثُ شكًا، والشكُّ لا يحرِّم.
  • بدر المتولي عبد الباساط: يرى إباحة بنوك الحليب، وعلة ذلك أنَّ الإرضاع متكون من أمرينِ إلقامُ الثديِ وإنزال ما في في جوف الرضيعِ، وهذا الأمر غير متحقق في بنوكِ الحليب، وعلى ذلك فإنَّه لا يحرِّم النكاح، مما يجعل الخوف من اختلاطِ الأنساب أمرٌ غير وارد.
  • دار الإفتاء المصرية: ترى جواز إنشاءِ بنوكِ الحليبَ، وقد استندت في هذا الحكمِ إلى شروطِ أبي حنيفة في أحكامِ الرضاعةِ؛ إذ أنَّ حرمة النكاحِ تثبت في كون اللبن يكون من امرأةٍ واحدةٍ، وأن ينزل إلى جوف الرضيعِ ممن ثدي المرأةِ، وأن يكن وغيرَ مخلوطٍ في أيِّ شيءٍ آخر.

شاهد أيضًا: شروط الرضاع المحرم

القائلين بحرمة إنشاء بنوك الحليب

ذهب آخرون إلى حرمة إنساء بنوك الحليب، وفيما يأتي ذكرهم:[3]

  • عبد الرحمن النجار: ذهب إلى حرمة هذا المشروعِ؛ إذ أنَّ الأطباء أثبتوا ضرره على الطفلِ، كما أنَّ عدَّ الحليبَ الذي تمَّ تغييره عن أصلِ خلقته يحرِّم مثل الحليبَ الذي بقيَ على أصلِ خلقته، وعلى ذلك فإنَّ بنوكَ الحليبِ تؤدي إلى اختلاطِ الأنساب.
  • حسام الدين: قال بحرمةِ إنشاء بنوكِ الحليبِ؛ إذ أنَّ القرآن الكريمَ نصَّ على الحرمةِ بالرضاعِ مطلقًا في قول الله تعالى: {أُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ}، ويجب أن تُراعى أهداف ومقاصد الأحكام التشريعة في روحها، والله -عزَّ وجلَّ- أعلمُ بالحكمةِ من التحريمِ بالرضاعةِ، وحيث أنَّ من خلالِ بنوكِ الحليبِ يختلط بالتي أرضعت هذا الرضيع فلا يُمكن من خلالها معرفةِ الأمِّ الحقيقيةِ لهذا الطفل، مما يؤدي إلى مفاسد عظيمة في المجتمع.

شاهد أيضًا: مرضعة نبينا محد صلى الله عليه وسلم هي

مخاطر حليب بنوك الحليب

إنَّ لهذا اللبن عددٌ من المخاطر الصحية، وفيما يأتي ذكرها:[4]

  • أن هذا الحليبَ يتعرض للميكروبات وتدخل فيه بعضًا من المواد الحافظة التي قد تؤثر بشكلٍ سلبيٍ على الرضيع.
  • أنَّ وجودَ مثل هذه البنوكِ قد يجعل بعضًا من النساءِ المترفاتِ يُعرضن عن إرضاع أبنائهنَّ رضاعةً طبيعيةٍ، مما يحرم هذا الطفلِ من الفوائد التي جعلها الله -عزَّ وجلَّ- في الرضاعة الطبيعية، مثل:[5]
    • يُعد الغذاء الآمن والنظيف الذي يحصل عليه الطفل.
    • يُعد الغذاء الذي يلبي حاجة الرضيع في الأشهر الأولى من عمره.
    • يُعد الغذاء الذي يحميه من الجرائم والميكروبات.
    • يسهل الهضم.
    • تعمل عملية الرضاعة على تقوية الفكين عند الرضيع.
    • يحمي الطفل من السمنة.
    • يمنع سوء التغذية.
    • يمنع المشاكل الصحية.
    • تحمي الطفل من الحساسية المفرطة.
    • تحمي الطفل من التعرض لالتهاب القولون الحاد.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه بيان الإجابة على سؤال ما حكم إنشاء بنوك الحليب، مع ذكر أدلة القائلينَ بالجوازِ وبالحرمةِ، كا تمَّ في الفقرة الثانية ذكر مخاطر بنوكِ الحليبِ الصحيةِ على الرضيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *