ما حكم ازهاق الروح عند الله

ما حكم ازهاق الروح عند الله
ما حكم ازهاق الروح عند الله

ما حكم ازهاق الروح عند الله،  هو أحد الأحكام التي لا بدّ للمسلمين من معرفتها، وإزهاق الروح أو القتل هو الفتك بالإنسان أو إماتته، وهذا هو القتل في اللغة العربيّة، ومن الجدير بالذكر أن الإسلام حفظ النفس البشرية من العدوان، لذلك سنعرف في هذا المقال موقف الشريعة الإسلاميّة متن إزهاق الأرواح.

القتل

قل أن نعرف ما حكم ازهاق الروح عند الله، سنعرّف القتل، وهو في اللغة العربيّة إزهاق روح الإنسان أو الفتك به أو إماتته أو ذبحه، وقد حفظ الّدين الإسلاميّ قد حفظ نفوس البشر من أيّ عدوان، فالغاية من أحكام الشرع الإسلاميّ حفظ الضرورات الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، والنسل، والعقل، والمال، ولأنّ حفظ الدين قد قُدّم على حفظ النفس شرع الله تعالى الجهاد في سبيله من أجل إعلاء كلمة الحقّ، وسنعرف في هذا المقال ما حكم الله في القتل في سبيل حفظ النفوس.[1]

ما حكم ازهاق الروح عند الله

دين الإسلام حفظ للناس نفوسهم لذلك فإنّ حكم ازهاق الروح عند الله هو حرام بل هو من الكبائر، فقد جُعل قتل النفس الواحدة، فكان قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعًا، وذلك من أجل تعظيم أمر إزهاق الروح وبأنّه ظلم عظيم، وقد شُرع القصاص من القاتل، وتجدر الإشارة إلى أن جريمة قتل المؤمن من أبشع الجرائم، وأكبر الكبائر، وأفظع الذنوب في الإسلام، كما توعّد الله تعالى من يقتل مؤمنًا متعمدًا بالغضب، والعذاب العظيم، والطرد من رحمته، والخلود في نار جهنم، حيث قال جلّ وعلا: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”[2]، والله تعالى أعلم.[3]

أنواع القتل

بعد معرفة الإجابة عن ما حكم ازهاق الروح عند الله، فسنتعرف أنواع القتل، ويُقسم القتل إلى ثلاثة أنواع، وهي: القتل العمد، والقتل شبه العمد، والقتل الخطأ، ويتم التفريق بين كل نوع من أنواع القتل بالاعتماد على قصد القاتل، ونوع الأداة المستخدمة للقتل، ويترتب على كل نوع من أنواع القتل أحكامًا شرعية خاصة به، وفيما يأتي أنواع القتل:[4]

القتل الخطأ

وهو أن يقوم الإنسان بفعل يحقّ له فعله فيؤدي به إلى قتل إنسان معصوم، ومن صور هذا النوع من القتل حوادث الدهس غير المتعمد أو حوادث السير، أو أن يرمي الإنسان ما يظنه صيداً فيصيب إنسانًا معصومًا فيقتله، أو وفاة إنسان بسبب سقوطه في حفرة حفرها شخص أخر، ويجب في حالة القتل الخطأ الدية والكفارة، وذلك كما ورد في قوله تعالى: “مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا”[5]، وتجب الدية على عصبة القاتل ومن كان له معه النسب والولاء، قريبهم وبعيدهم، وحاضرهم وغائبهم، وتشمل أبناء الجاني وإن نزلوا، وآبائه وإن علوا.

القتل العمد

يُعرّف القتل العمد على أنه قصد الجاني قتل آدميًا معصومًا باستخدام أداة يغلُب على الظن موته بسببها، وللقتل العمد صور عديدة منها: أن يقوم القاتل بجرح المقتول بأداة لها نفوذ في بدنه كالسكين، أو الحربة، أو البندقية، أو غيرها، فيموت بسبب ذلك، كمنا أنّ القتل العمد من أعظم الكبائر، ويوجب العقاب في الدنيا والآخرة، وعقاب القاتل العمد في الدنيا القصاص، أي قتله، ولكن يرجع الأمر إلى ولي المقتول حيث يختار بين أن يقتص من القاتل، أو أن يأخذ الدية، أو أن يعفو عنه، بدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “مَن قُتِلَ له قَتِيلٌ فَهو بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إمَّا أنْ يُفْدَى، وإمَّا أنْ يُقْتَلَ”.[6]

القتل شبه العمد

القتل شبه العمد قصد ضرب المقتول عدواناً بما لا يقتل غالباً كالعصا، أو السوط، أو هو تعمد شخص ضرب الآخر بما ليس بسلاح ولا يجري مجرى السلاح، ومن الجدير بالذكر أن القتل شبه العمد حرام شرعاً، لأنه نتيجة اعتداء وعدوان، والعدوان محرم، بدليل قول الله تعالى: “وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”[7]

وهكذا نكون قد عرّفنا ما هو القتل، وأجبنا عن السؤال ما حكم ازهاق الروح عند الله، وأخيرًا أتينا على ذكر أنواع القتل، من قتل الخطأ وقتل العمد وقتل شبه العمد.

المراجع

[2]سورة النساءالآية 93
[5]سورة النساءالآية 92
[6]صحيح مسلمأبوهريرة،مسلم،1355،حديث صحيح
[7]سورة المائدة الآية 87