ما حكم التطير مع التعليل

ما حكم التطير مع التعليل

ما حكم التطير مع التعليل هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي بيَّنتها الشريعة الإسلامية، والتي لا بدَّ من توضيحها، فقد أمر الدين الإسلامي كل المُسلمين بالتوكل على الله تعالى، والاعتماد على قدرته العظيمة في تحقيق أي غاية، وأمر أيضًا بالإيمان بالقضاء والقدر، كما بيَّن لنا الأمور المُحرمة والتي فيها اعتماد على غير الله تعالى في تحديد المصير ومخالفة للإيمان بقدرة الله تعالى، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بالتطير وحكمه في الإسلام.

تعريف التطير

التطير هي كلمة مأخوذة من مصدرها كلمة الطير، حيث كان العرب في الجاهلية يقومون بالتفاؤل أو التشاؤم من خلال الطيور وحركتها، أمَّا في الاصطلاح فإنَّ كلمة التطير تعني التشاؤم بشيء مرئي أو  مسموع أو محسوس، حيث أنَّ التطير هي عملية يقوم فيها المرء بقطع أمله من قدرة الله عزَّ وجل والاعتماد على مُؤشرات أُخرى غير واقعية أو حقيقية، وقد ورد ذكر التطير في عدد من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: “قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ”[1]، والله أعلم.[2]

ما حكم التطير مع التعليل

إنَّ حكم التطير في الإسلام هو شرك وحرام، وذلك لأنَّه من أعمال الجاهلية التي تُنافي التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، فقد كان العرب في الجاهلية يعتمدون على الطير ليسيروا في أمورهم، فكانوا يذهبون إلى عش الطائر فيجعلوه يطير فإذا تيمّن تيمنوا وإذا تعسَّر توقفوا عن فعل أمرهم، وكذلك استمر فعل التطير بأساليب وإشارات مُختلفة، وإنَّ التطير في كل حالاته شرك بالله تعالى، حيث وضَّح ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله :”من ردّتهُ الطيرةُ ، فقد قارفَ الشركَ”[3]، والله أعلم.[4]

التوبة من التطير

إنَّ اعتقاد الإنسان بوجود قدرة غير قدرة الله تعالى تُيسر أموره أو تُعسرها هو شرك أكبر، أمَّا إذا كان اعتقاده أنَّ الله تعالى هو المدبر والمتحكم بكل شيء بما في ذلك هذه الطيور فقد ذهب أهل العلم إلى القول بأنَّ ذلك ليس من الشرك الأكبر ولكنه شرك أصغر، وهو مكروه، وبكلا الحالتين فإنَّ التطير هو أمرٌ يلزم الإنسان التوبة الصادقة الحقيقية عن فعل هذا الأمر، والإكثار من الاستغفار والندم على ما فات من سء العمل، وقد بيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كيفية التكفير عن ذنب التطير في حديثه الشريف: “نْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ ” اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ”[5]، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الفأل والفرق بين الطيرة والفأل

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن لنا أحد الأحكام الشرعية الفقهية المُهمة، والذي بيَّن ما حكم التطير مع التعليل ، وذكر أنَّ التطير هو شركٌ بالله تعالى، وذلك لأنَّه من أعمال الجاهلية التي تُنافي التوكل على الله تعالى، بالإضافة إلى التعريف بكيفية التوبة من التطير.

المراجع

  1. ^ سورة يس , الآية 19.
  2. ^ dorar.net , المثال الرابع: التطير , 24/11/2021
  3. ^ السلسلة الصحيحة , فضالة بن عبيد، الألباني، 1065
  4. ^ binbaz.org.sa , تعريف التطير والتشاؤم وكيفية الوقاية منه , 24/11/2021
  5. ^ إصلاح المساجد , عبد الله بن عمر، الألباني، 117، صحيح.
  6. ^ islamweb.net , بين الطيرة والشرك , 24/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *