ما عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم

ما عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم

ما عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فلقد جعل الله سبحانه وتعالى منزلة النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة وعالية عن جميع المسلمين، وخصه بأشياء وأمور لم يخص أحدًا غيره بها، وذلك لحبه الكبير له ومكانته العالية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أحب الأنبياء والمرسلين إلى الله سبحانه وتعالى.

ما عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم

إن عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم هو أن الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم قد خصه بمنزلة خاصة به فقط ولم يعطيها لغيره سواء في الدنيا أو الآخرة، وهذا وإن دل فإنه يدل على علو مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، ومن تلك الأشياء التي تجعلها الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد عليه السلام فقط ما يلي:

أنه أوَّل مَنْ يُبعث يوم القيامة

حيث إن الله سبحانه وتعالى جعل للنبي صلى الله عليه وسلم الأولية في الآخرة في عدة أمور منها أنه أول من يبعث، وأول من ينشق عنه قبره، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث له “أَنَا َأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ”.[1]

هو سيِّد الأوَّلين والآخِرين يوم القيامة

والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يومَ الْقِيَامَةِ؛ وَلاَ فَخْرَ”،وفي رواية أخرى “أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ الْقِيَامَةِ”، والسيد يكون هو الذي يفوق في الخير على قومه، ومن يتصف بالأخلاق الحسنة، ومن يتم اللجوء إليه في الشدائد، وجميع هذه الصفات موجودة ومتحققة في النبي صلى الله عليه وسلم.[2]

وقد قال العز بن عبد السلام رحمه الله عليه عن عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة “وهذا مُشْعِر بأنه أفضل منهم في الدَّارين، أمَّا في الدنيا: فَلِمَا اتَّصف به من الأخلاق العظيمة”، “وأمَّا في الآخرة: فَلأنَّ الجزاء مُرتَّب على الأخلاق والأوصاف، فإذا فَضَلَهم في الدنيا في المناقب والصفات، فَضَلَهم في الآخرة في المراتب والدرجات. وإنما قال صلى الله عليه وسلم: ” أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ “؛ لِتَعْرِفَ أُمَّته مَنزِلته من ربِّه عز وجل”.

شاهد أيضًا: حكم التوسل بجاه النبي

  شهادته على الأُمم يوم القيامة:

ويُعد ذلك من أبرز ما ميز به الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جعل مقامه كبير وأنه هو خير شاهد على جميع الأمم يوم القيامة، وتنقسم شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إلى قسمان وهما:

  • القسم الأول: هي الشهادة المشتركة بينه وبين جميع الأنبياء عليهم السلام، حيث يشهد كل نبي على قومه، وذلك لقوله سبحانه وتعالى “وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاَء”.
  • القسم الثاني: هي شهادة يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم وحده، ويتم بها ظهور ووضوح منزلة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، حيث قال الله سبحانه وتعالى “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.

وتلك الشهادة التي يختص بها النبي صلى الله عليه وسلم تكون في يوم القيامة، ويقوم أقوام جميع الرسل والأنبياء بالشهادة زورا أن الأنبياء والرسل لم يبلغوهم بالرسالة، وفي ذلك الوقت يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة بأنهم قد بلغوهم، ومن ثم يشهد قومه على ذلك أيضًا، وما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فيقولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فيقولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هذا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فيقولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.[3]

وفي النهاية نكون قد عرفنا ما عِظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم  حيث أن عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة كبيرة ولم يجعلها لأحد غيره، حيث خصه الله سبحانه وتعالى بعدة أمور منها انه اول من يبعث يوم القيامة وغيرها من تلك الأمور التي لم يختص أحدًا غيره بها.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 2278، صحيح
  2. ^ صحيح الترمذي , الألباني، أبو سعيد الخدري، 3615، صحيح
  3. ^ صحيح ابن ماجه , الألباني، أبو سعيد الخدري، 3476 ، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *