ما معنى الليالي الوترية في رمضان

ما معنى الليالي الوترية في رمضان

ما معنى الليالي الوترية في رمضان؟ هو سؤال لا بدَّ من تسليط الضوء على إجابته وبيانها، فإنَّ شهر رمضان المبارك هو شهر عظيم فيه الكثير من الفضائل، وإنَّ كل وقت من أوقاته هو وقت خير وبركة، إلا أنَّ الله تعالى خصَّ بعض الليالي فيه بفضل أعظم وأجر أكبر ومغفرة أوسع، ومن خلال هذا المقال عبر موقع محتويات سنقوم بالتعريف بمعنى الليالي الوترية، كما سنذكر فضل هذه الليالي وأهم أعمالها.

ما معنى الليالي الوترية في رمضان

الليالي الوترية في شهر رمضان المبارك تكون في أيام الواحد والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من هذا الشهر الفضيل، حيث أنَّ الليالي الوترية في شهر رمضان تكون في العشر الأواخر في الأيام ذات التاريخ الفردي أو الوتري، وإنَّ هذه الأيام هي أيام يُستحب الاعتكاف فيها والإكثار من العبادة والقيام، والله أعلم.[1]

الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان

يُقصد بليالي شهر رمضان الوترية الليالي الوترية من العشر الأواخر منه فقط، وذلك لأنَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بيَّن فضل هذه الأيام، وذكر أنَّ ليلة القدر هي أحد هذه الليالي، وذلك لقوله في حديثه الشريف: “مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ”[2]، والله أعلم.

ليلة القدر

ليلة القدر هي ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان المبارك، ورد فضلها في قوله تعالى في كتابه الكريم: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”[3]، وقد أكَّد الحديث النبوي الشريف على أنَّ ليلة القدر هي أحد الليالي الوترية من شهر رمضان، وذلك لحديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الوارد عن عبادة بن الصامت: “خَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ”[4]، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ليلة القدر من رمضان متنقلة بين الليالي في كل عام

أعمال الليالي الوترية في رمضان

إنَّ من أبرز الأعمال التي وصَّى بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في العشر الأواخر في رمضان بما في ذلك الليالي الوترية هو الاعتكاف في المسجد للعبادة، وذلك لقوله: “مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ”، لذا فإنَّه يُستحب الاعتكاف في الليالي الوترية، وكذلك يُستحب قيامها وإحياؤها والإكثار من الصلاة العبادة والذكر فيها، وفي العشر الأواخر من الشهر بشكل عام، فمن أحيي الليالي الوترية فقط من العشر الأواخر، فليس عليه شيء، وذلك جائز إلا أنَّه يُستحب على المُسلم اغتنام فضل العشر الأواخر كلها، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

فضل الليالي الوترية في رمضان

إنَّ فضل الليالي الوترية في شهر رمضان المبارك يتجلَّى في كونها ليالي وصَّى النبي بالاعتكاف فيها، وأمر بالإكثار بالعبادة والقيام فيها، فإنَّ فيها فضلاً وأجراً وثواباً لا يجب على العبد تفوته، ويجب استغلاله واغتنامه بالخير، بالإضافة إلى كون إحدى الليالي الوترية هي ليلة القدر، فقد أمر رسول الله بالتماس هذه الليلة في الليالي الوترية من العشر الأواخر، وهي ليلة فيها فضل كبير، وفي إحيائها وقيامها أجر عظيم ومغفرة من الذنوب والآثام، وذلك لما ورد في الحديث الشريف في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ[7]، والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّح ما معنى الليالي الوترية في رمضان، والذي ذكر أهم أعمال الليالي الوترية في رمضان، وذكر فضلها وفضل ليلة القدر فيها كما ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف.

المراجع

  1. ^ dorar.net , شروح الأحاديث , 14/03/2024
  2. ^ صحيح البخاري , أبو سعيد الخدري، البخاري، 2027 ، صحيح.
  3. ^ سورة القدر , الآيات 3، 4، 5.
  4. ^ صحيح البخاري , عبادة بن الصامت، البخاري، 2023 ، صحيح.
  5. ^ islamweb.net , تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان , 14/03/2024
  6. ^ islamweb.net , الأفضل إحياء الليالي العشر الأخيرة كاملة , 14/03/2024
  7. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 1901 ، صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *