ما هو اتفاق فيينا النووي

ما هو اتفاق فيينا النووي

ما هو اتفاق فيينا النووي ؟ أو ما يعرف بمفاوضات فيينا النووية، (JCPOA) والتي كان العنوان العريض لدواعي توقيعها، المخاوف من أن تتحول الدولة الطرف المعنية بالاتفاق، إلى الدولة (العتبة)، التي لديها المعرفة التقنية، وتمتلك الأدوات اللازمة، للتحرك بسرعة نحو سباق التسلح، وتطوير أسلحتها ومنظومتها النووية والبالستية، للوصول إلى إنتاج القنبلة النووية، متى نوت ذلك. في الواقع، وتطابق الموقف الإسرائيلي والأمريكي والغربي حيال ذلك، وتم اعتباره أمرًا غير مقبول، كونه يهدد مباشرةً الوجود الإسرائيلي. وفي مقالتنا هذه في موقع محتويات، سنتطرق إلى العديد من حيثيات هذا الاتفاق. كما و سنتعرف على من تكون هذه الدولة، التي أرّقت المجتمع الدولي.

ما هو اتفاق فيينا النووي

اتفاق فيينا النووي هو الاتفاق المتعلق بالملف النووي الإيراني الذي تم توقيعه بين إيران من جهة، وبين الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي هي الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، والمملكة المتحدة، وفرنسا وألمانيا، وهو ما يعرف بمجموعة 5 + 1 من جهة أخرى. ويعرف هذا الاتفاق بعدة مسميات منها: (مفاوضات فيينا الاتفاق النووي)، (اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة). [1]

شاهد أيضًا: من نتائج الحرب العالمية الثانية

معلومات عن اتفاق فيينا النووي

بعد التعريف بما هو الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، نورد فيما يلي بعض المعلومات حول محادثات فيينا ونتائجها، وبنود اتفاقية فيينا : [1] [2]

  • رضخت إيران للقيود المفروضة عليها، جراء تخصيب اليورانيوم، وتخزينه، وأبدت استعدادها على إغلاق أو تعديل عدة مواقع ومنشآت نووية.
  • سمحت إيران للمفتشين الدوليين نتيجة مفاوضات فيينا، بشأن ملفها النووي، بزيارة مواقعها النووية، وإعداد التقارير حول نشاطها النووي.
  • في الجانب الآخر، رُفعت العديد من العقوبات الدولية، المالية التي كانت مفروضة على إيران. لا سيما وأن الأخيرة كانت تعوّل على هذا الإجراء، في أن يساهم في رفد اقتصادها المتعثر.
  • وجدت مجموعة (5 + 1)، أن المفاوضات النووية الإيرانية ستردع إيران من سعيها لتطوير أسلحتها النووية مستقبلًا. وهذا ما نفته إيران جملةً وتفصيلًا. بينما وكانت سابقًا قد وجهت وكالة الطاقة الذرية الدولية التهمة لإيران بمحاولاتها المتكررة للقيام بذلك.
  • دخلت صفقة النووي الإيراني حيّز التنفيذ، في شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2016 م. خلال فترة رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة، بعد رحلة طويلة من المفاوضات والتجاذبات.

انهيار المفاوضات حول النووي الإيراني

كثيرًا ما أبدى ترامب خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة، امتعاضه مما تضمنه اتفاق فيينا النووي. كذلك ووصفه مرارًا بالصفقة (المروعة والمثيرة للسخرية). كما وصرّح بأنها: ” أسوأ صفقة رأيتها يتم التفاوض عليها على الإطلاق “، مدعيًا بأن الضوابط التي فرضت على أنشطة إيران النووية، كانت محدودة جدًا، ويتوجّب أن تشمل أيضًا قيودًا على برنامجها المتعلق بالصواريخ الباليستية. كما وأن مدة الاتفاق قصيرة ومحدودة. الأمر الذي جعل الرئيس ترامب يسحب بلاده من اتفاق فيينا النووي في شهر مايو/ أيار من عام 2018 م، وجدد فرض العقوبات على إيران. بالمقابل ردًا على هذا الإجراء، باشرت إيران بتخصيب اليورانيوم فوق الحدّ المسموح به في الاتفاق. كذلك وقلّصت من أشكال تعاونها مع المفتشين الدوليين. [1]

الخلاف الجوهري لوقف مفاوضات إيران النووية

أعربت إيران مرارًا عن غضبها من الولايات المتحدة، ووصفتها بـ (النظام المارق). بسبب انهيار الصفقة، وللعقوبات التي فرضتها عليها. في حين تصرّ واشنطن على إجبار طهران على التوقف عن تخصيب اليورانيوم، وكل من الطرفين ينتظر مبادرة الآخر. مما يجعل فرصة جلوس الولايات المتحدة مع إيران على طاولة المفاوضات، أمرًا مستبعدًا في الوقت الراهن. لا سيما بعد انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، المتشدد أكثر من الحكومة السابقة في السياسة الخارجية. [2]

شاهد أيضًا: ما هو اللجوء السياسي

فرص إحياء الاتفاق النووي وأصداؤه عالميًا

لم تتوقف المحادثات بين إيران والدول الكبرى، في عاصمة النمسا فيينا، لإحياء الاتفاق النووي الإيراني بعد توقفها مجددًا. كما وصرّح وزير الخارجية الإيراني، أن العمل على إحياء الاتفاق النووي بين بلاده والقوى العالمية “في متناول اليد” لكن الأمر يعتمد على “حسن نية الغرب”. وأن المفاوضات في فيينا “تسير بجدية” وأن رفع العقوبات عن إيران “أولوية أساسية” وقد تباينت المواقف وردود الأفعال، عالميًا بشأن معاودة المفاوضات، ونذكر بعضها كالتالي: [1] [2]

  • طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي من الولايات المتحدة “وقفًا فوريًا” للمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أن إيران تقوم “بابتزاز نووي باعتباره أحد تكتيكات إجراء المفاوضات، وأن الرد المناسب يكون بوقف المفاوضات فورًا، واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى”.
  • اعتبرت الدول الأوروبية الدائمة الثلاث، المشاركة في اتفاق فيينا النووي (المملكة المتحدة، فرنسا، وألمانيا) عبر بيان مشترك جاء فيه: “على صعيديّ النووي والعقوبات، بدأنا نرى أن أطر ما قد يكون عليه الاتفاق النهائي، ترسم. معطيات مختلفة عما كانت عليه لدى مغادرتنا في المرة الماضية”. كذلك وشدد ممثلو الدول الثلاث على ضرورة “عدم التقليل من شأن التحديات المقبلة” نظرًا إلى “مدى تعقيد بعض المسائل التقنية”. بينما وشددت الدول الأوروبية الثلاث على “ضرورة أن تسمح إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمواصلة أنشطة المراقبة الضرورية، فهذا شرط “أساسي لنجاح الجهود التي نبذلها لإحياء الاتفاق النووي”.
  • كانت أمريكا أكثر تحفظًا، وصرحت: بأن “جولتيّ المحادثات الأخيرتين، ساهمتا في بلورة الخيارات، التي يتعين اتخاذها على حدّ سواء، من قبل إيران والولايات المتحدة، من أجل عودة الطرفين للاتفاق النووي”.

على هامش المفاوضات حول النووي في فيينا

أعربت إدارة بايدن عن الجانب الأمريكي، أنها لن تحضر الاجتماع. المزمع انعقاده حول الاتفاق النووي في فيينا. بينما مسؤوليها الدوليين فسيراقبونه عن كثب. في الوقت الذي تؤيد واشنطن العودة إلى الاتفاق، وتتوقع بالمقابل عودة الرئيس الإيراني الجديد إليه في الفترة القادمة. بينما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في لقاء متلفز عن إنجاز “خطوات كبيرة”. في متابعة المحادثات. كما وتعهد بأن تخرج بلاده “منتصرة” من المفاوضات. بينما تعهدت إيران بتوفير جميع بيانات الكاميرات، وغيرها وتقديمها لمسؤولي الهيئة الدولية لبرامج الطاقة. في حال رُفعت العقوبات في خلال ثلاثة أشهر. كما وأن الحلفاء الخليجيون للولايات المتحدة رغم معارضتهم السابقة للاتفاق النووي الإيراني، فقد غيّر العديد منهم رأيهم، حيث “أدرك جيران إيران في الخليج العربي أن الصفقة غير الكاملة أفضل من عدم وجود صفقة”. كذلك وتريد الدول الأوربية العودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، إلى جانب رفع العقوبات الأمريكية عن طهران. لا سيما الجانب الفرنسي الذي أكد على ضرورة بدء المفاوضات حيث توقفت مع تحذيرات لطهران بعدم المراوغة. بينما ترحب الصين وروسيا بإحياء الاتفاق النووي الإيراني، تجنبًا لأزمة جديدة في المنطقة. كما وانضمت إيران إلى (مجلس شنغهاي للتعاون)، الذي يجمع كل من روسيا والصين، بالإضافة إلى عدة دول آسيوية كباكستان والهند. فيما يجد البعض أن الحل العسكري، هو الخيار الوحيد الذي يوقف إيران عن صنع قنبلة نووية. كما ويمكن اللجوء إلى حل وسطي. وفق معادلة (أقل مقابل أقل)، التي تعني تقليص بعض العقوبات، مقابل الحد من تخصيب اليورانيوم. [1] [2]

شاهد أيضًا: متى انتهت الحرب العالمية الاولى

حرب روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على الاتفاق النووي الإيراني اليوم

لا يختلف اثنان على العلاقات الوثيقة، التي تربط كل من إيران وروسيا، إن كان على الصعيد السياسي، أو الاقتصادي، أو العسكري، أو الدبلوماسي. كما وكان لروسيا دورًا محوريًا في المفاوضات وآليات تطبيق بنودها، ومنها نقل كميات من اليورانيوم المخصّب من إيران إلى الأراضي الروسية. إلا أن المحللون السياسيون يرون أن “النزاع الأخير في أوكرانيا” قد فرض وجوده وتأثيره على ملف اتفاق فيينا النووي. إذ يهدد بعدم استمرار المحادثات وتطبيق الاتفاق. كما وهناك توقعات بأن تلجأ موسكو للدفاع عن مصالحها في مواجهة العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن، إلى إثارة المسألة الإيرانية. كذلك للحصول على مهلة كافية، تؤخر ضخّ النفط الإيراني في الأسواق العالمية، الأمر الذي يعطي الفرصة لروسيا كي تستخدم (سلاح الطاقة ضد الغرب). لا سيما في الآونة الأخيرة، حيث شهدت أسعار النفط والغاز عالميًا، ارتفاعات غير مسبوقة. في حين أبدت إيران استعدادها لإعادة صادراتها من النفط إلى ما كانت عليه قبل عام 2018 م (تاريخ إعلان العقوبات الأميركية على إيران)، في غضون شهرين على أبعد تقدير، من إتمام اتفاق فيينا النووي. شريطة رفع العقوبات الاقتصادية. [2]

بذلك ومن خلال التعريف بما هو اتفاق فيينا النووي. لا يخفى على أحد أن إسرائيل تخوض حربًا غير معلنة مع إيران ووكلائها في سوريا، حيث أعلن رئيس وزراء الكيان، أن بلاده “ستحتفظ بحقها في حرية التصرف” فيما يتعلق بإيران بغض النظر عما سيتمخض عن محادثات فيينا. وأكّد أن: “إسرائيل ليست طرفًا في اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة”، وهي “ليست ملزمة به”. كما وأنه في الجانب الآخر، فإن إيران لا تعترف بالوجود الإسرائيلي فعليًا، لاعلى الخريطة الجغرافية، ولا على الساحة الدولية والإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *