ما هو التولي يوم الزحف

ما هو التولي يوم الزحف

ما هو التولي يوم الزحف ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذكرَ سبعَ ذنوبٍ وأخبرَ أنَّها من السبعِ الموبقاتِ، ومن هذه الذنوبِ ذنبَ التوليَ يومَ الزحفِ، فما معنى ذلك؟ وما حكمُه؟ وما الدليل الشرعي على ذلك؟ وهل هناك حالاتٌ يُباحٌ للمسلمينَ فيها فعلَ هذا الأمرِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الغجابة عليها في هذا المقال.

ما هو التولي يوم الزحف

يُعرَّف التوليَ يومَ الزحفِ بالاصطلاح الشرعي على أنَّه فرارُ المسلمُ من أرضِ المعركةِ، وإعطاءُ الجندي ظهره للعدوِّ،[1] وقد جاء ذكر هذا المصطلحِ في قول الله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ}.[2]

 شاهد أيضًا: ما هي السبع الموبقات

حكم التولي يوم الزحف

إنَّ التوليَ يومَ الزحفِ يعدُّ من السبعِ الموبقاتِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”،[3] وقد حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- هذا الذنب وجعله من السبعِ الموبقاتِ لما يعمل على إضعافِ صفوفَ المسلمينَ، والذي بدوره يؤدي إلى هزيمتهم.

شاهد أيضًالماذا بدأ بالشرك عند ذكر السبع الموبقات وما هي الموبقات السبع

حالات جواز التولي يوم الزحف

هناكَ حالتينِ يجوزُ للمسلمِ فيهما التوليَ يومَ الزحفِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ بيانُ هاتينِ الحالتينِ، وفيما يأتي ذلك:[4]

إذا زاد عددُ العدوِّ عن الضعف

استدلَّ الإمامُ القرطبيُّ من قول الله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}،[5] على أنَّ المسلمينَ في القتالِ في حالِ مواجهةِ أكثرَ من ضعفِ العددِ من الأعداء، فإنَّه يباح له التولي يوم الزحف، ولا يدخل في الوعيدِ، مع العلمِ أنَّ عدمَ الفرارِ أفضل.

شاهد أيضًا: كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب

إذا كان الفرار لخدعة

استدلَّ أهل العلمِ من قول الله تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ}،[6] في حالِ كان الفرارُ لخدعةٍ أو مناورةٍ، أو لاتخاذِ موقعٍ جديدٍ للمسلمينَ، ومن يفعل ذلك لا يعدُّ متولٍ من الزحفِ، ولا يدخلُ في الوعيدِ الذي أعدَّه الله -عزَّ وجلَّ- للمتوليَ منَ الزحفِ.

شاهد أيضًا: كم عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ما هو التولي يوم الزحف ، وفيه تمَّ بيانُ أنَّ التوليَ هو فرارُ المسلمِ من أرضِ المعركةِ عند لقاءِ العدوِّ، كما تمَّ فيه بيانُ حرمةِ هذا الفعلِ، وبيان الحالاتِ التي يُباحُ للمسلمِ فيها فعل ذلك.

المراجع

  1. ^ islamsyria.com , التولي يوم الزحف , 29/11/2021
  2. ^ الأنفال: 16
  3. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 2766، حديث صحيح
  4. ^ alukah.net , التولي يوم الزحف , 29/11/2021
  5. ^ الأنفال: 16

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *