ما هو العلاج الواقعي

ما هو العلاج الواقعي ؟ يُطبّق العلاج الواقعي في العديد من البلدان، على اختلاف ثقافاتها، بينما ترفضه بلدان وثقافات أخرى، وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على هذا النوع من العلاج النفسي، إضافةً إلى تناول بعض الجوانب المهمة حول هذا العلاج، ويشمل ذلك ذكر مبادئه الأساسية، ومدى فعاليته، والأشخاص الذين يمكن أن يُطبّق عليهم هذا النوع من العلاج.

ما المقصود بالعلاج الواقعي

العلاج الواقعي هو طريقة للعلاج السلوكي والنفسي، تبنّاه في البداية ويليام جلاسر، وهو يستند على نظرية الاختيار، وتنص هذه النظرية أنّ الإنسان لديه 5 حاجات أساسية، مدفوعة بالوراثة، وتُسمّى “التعليمات الجينية”، وهي ما يأتي[1]:

• الإنتماء والحب.
• البقاء على قيد الحياة.
• القوة.
• الحرية.
• المتعة.

وعلى حسب نظرية الاختيار، فإنّ هذه الاحتياجات لا تأتي بترتيب محدد، ولكنها تقول أنّ حاجة الفرد الأساسية هي الانتماء والحب، كما تقول نظرية الاختيار أنّ الفرد يختار سلوكه ليلبّي احتياجاته المفقودة لديه، وإذا ترافق تلبية احتياجاته مع عوامل خارجية غير سوية، فسيؤدي ذلك إلى معاناته من أعراض نفسية.

شاهد أيضًا:ما هي اعراض الاكتئاب الذهاني واسبابه وطرق علاجه

نظرة عامة على نهج العلاج الواقعي

يبدأ المعالج في العلاج الواقعي عملية علاج الفرد من خلال تركيز انتباهه إلى حياته الحالية بعيدًا عن سلوكياته وحياته الماضية، ويهدف ذلك إلى التركيز على الأحداث والسلوكيات والاحتياجات الحالية للفرد، والهدف من ذلك هو تغيير هذه السلوكيات بالفعل، بدلًا من التفكير بأشياء ماضية خارجة عن إرادته، ومن خلال وعي الفرد باحتياجاته ورغباته الحالية، سيتمكّن بمساعدة المعالج من تحديد احتياجاته وأهدافه، والسعي جاهدًا لإصلاح سلوكياته، وتقوية علاقاته مع من حوله، والهدف الأخير هو ما يسعى إليه المعالج، فإذا كان الفرد يعاني من صعوبة في تواصله وعلاقاته مع الآخرين، حيث يُعتقد في النوع من العلاج  أنّ إصلاح علاقة الشخص مع الآخرين، ستشجعه وتدفعه لإصلاح سلوكياته[2].

شاهد أيضًا: كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي

المبادئ الأساسية لهذا النوع من العلاج

يطبّق العلاج الواقعي الأفكار الأساسية لنظرية الاختيار، للوصول إلى كيفية اختيار الفرد لسلوكياته، وتشمل المبادئ الأساسية للعلاج الواقعي ما يأتي[1]:

السلوك

يعد السلوك عامل أساسي ومحوري في العلاج الواقعي، ويُصنّف السلوك إلى سلوك منظّم، وسلوك معاد تنظيمه، والسلوك المنظّم هو ما قام الشخص باتّباعه لتلبية حاجاته، وسيساعد المعالج الفرد على تحديد السلوكيات المنظمة غير الجيدة، ثمّ استبدالها بسلوكيات جديدة جيدة، وهي تسمى السلوكيات المعاد تنظيمها، وهذا ما يساعد الفرد على تعديل سلوكياته وأفعاله إلى الأفضل.

التحكم بالذات

تنص نظرية الاختيار أنّ الفرد هو من يستطيع أن يسيطر على نفسه، ليغيّر سلوكياته نحو الأفضل، ولا يمكن للعوامل الخارجية وحدها أن تُحدث تغيير في حياته من دون إرادة قوية منه، ومهمة المعالج الواقعي هي زيادة وعي وإدراك الفرد بكيفية التحكم بخياراته.

المسؤولية

ترتبط المسؤولية ارتباط وثيق بالتحكم بالذات، وفقًا لنظرية الاختيار في هذا النوع من العلاج، فعندما يقوم الفرد بسلوك غير جيد، فإنه يسعى بشكل غير مسؤول لتلبية حاجاته، وبناءً على هذا المبدأ، يسعى هذا العلاج  إلى زيادة وعي الفرد بمدى مسؤوليته عن سلوكه.

العمل

يعتبر هذا النوع من العلاج أن أفعال الفرد هي جزء من شخصيته العامة، كما يؤكد على إمكانية تحكّم الفرد بأفعاله، لهذا فالعلاج الواقعي يركز على تغيير الأقعال لتغيير الشخصية والسلوك.

اللحظة الحالية

وفقًا لمبدأ العلاج الواقعي فإنّ السلوك والأفعال الحالية لا تمت بصلة أو تتأثر بماضي الفرد، وتزعم أنّ سلوكيات الفرد الحالية تحدّدها احتياجاته الحالية المفقودة.

شاهد أيضًا: أعراض نقص فيتامين د النفسية

متى يُستخدم هذا النوع من العلاج

يمكن تطبيق هذا العلاج على جميع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سلوكية، مثل الأطفال، والأشخاص المدمنين، وأي فرد لديه مشاكل سلوكية أخرى، كما أنّ العلاج الواقعي قد أثبت فعاليته مع الأشخاص الذين يشغلون مراكز قيادية، مثل المناصب التعليمية والإدارية، وعند اللجوء إلى هذا العلاج يجب اختيار أخصائي صحة نفسية، أو معالج سلوكي معرفي، أو شخص متدرّب ومرخّص لديه خبرة في ممارسة هذا النوع من العلاج، ومن الضروري شعور الشخص بالأريحية في أثناء التعامل مع المعالج الواقعي[3].

شاهد أيضًا: كيف ندرس الحالة النفسية وأهم الخطوات التطبيقية لدراسة الحالة في علم النفس

ما الذي تبحث عنه في معالج الواقع

ابحث عن أخصائي صحة عقلية مرخص له ، أو معالج سلوكي معرفي ، أو مستشار ذو تدريب وخبرة في هذا النوع من العلاج ونظرية الاختيار. بالإضافة إلى التحقق من بيانات الاعتماد ، من المهم أن تجد معالجًا واقعيًا تشعر بالراحة في العمل معه[3].