هل الحب حرام قبل الزواج وما هي شروط الحب في الإسلام

هل الحب حرام قبل الزواج

هل الحب حرام قبل الزواج حيث أن الحب سمة جميلة قد وهبها الله عز وجل لنا، لكي نكون متحابين ولا نكون منافقين وباغضين لبعضنا البعض، والحب قبل الزواج في الغالب مبغوض إذا لم يقم به الشخص على نهج الشريعة الإسلامية وتعليمات الدين، لذا سوف نوضح جميع ما يتعلق بهذا الموضوع في المقال.

هل الحب حرام قبل الزواج

الحب قبل الزواج من الأمور التي ليست مستحبة كثيرًا، حيث أن الحب قبل الزواج لا يجب أن يخلو من أمرين:

  • ألا يكون للشخص غرض من المرأة أو يطلب شيء محرم، ولكن يجب أن يتقي الله عز وجل، ويسعى للارتباط الحلال بها من خلال الزواج وسيرزق على صبره وعفته.
  • أن يقع الحب بجدية ولا يكون سعيًا للتساهل في النظر إلى الكثير من النساء، والحديث معهن ومراسلتهن وغيرها من الأفعال المنافية لتعاليم الدين ولا يبيحها، حتى لو كانت النية من هذا الحب الانتهاء بالزواج، فإن الخلوة محرمة والنظر محرم والمواعدة الآثمة محرمة، لذا يجب على الشخص أن يطلب من الله الاعانة على هذا وطلب الزواج.[1]

ما هو الحب الحقيقي في الإسلام

الحب الحقيقي في الإسلام أمر مهم جدًا ويعتبر حقيقة ثابتة من حقائق الإيمان، ويحث الإسلام على الحب بين الأصدقاء والأزواج وله معاني كبيرة، خاصة الحب في الله عز وجل، ويجب التشجيع على هذه الصفة دائمًا ويكون هناك حب وتعاون وكرامة، والبعد عن الصفات السيئة مثل الحسد والحقد والكراهية لأنها من الصفات الذميمة في العلاقة بين الناس، كما قال الله تعالى ” فنسوا حظًا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة”، فإن بهذه الصفات تجعل المصالح متضاربة وينعدم التعاون، ولكن الحب في الله يجعل المصالح تنمو ويجعل الأهداف المشتركة ساميه وهو شيء مهم جدا في الدين والمجتمع.

هل يحق التصريح بكلمات الحب قبل الزواج

لقد أكدت العديد من المصادر أن كلام الحب لا يجوز إلا بعد العقد الشرعي وليس بعد الخطبة مباشرة، فإن الخطبة عبارة عن وعد بالزواج لا يباح فيها الخلوة ولا الخروج ولا التوسع في كلام الحب، فإنه مباح فقط بعد عقد القران، ولكن قبل الزواج فإن المرأة تكون بمثابة أجنبية للرجل، ويمكن مقابلتها مع وجود محرم لها، وأيضًا يكون محرمًا التجاوز في كلام الحب.

الحب العفيف قبل الزواج

يعد الحب قبل الزواج محرمًا إذا كان يقوم على علاقة محرمة، سواء كان مراسلة أو اتصال جسدي، ولكن إذا كان الشخص وقع في الحب وأراد التزوج بمن أحب دون الوقوع في المحرمات، فهذا ليس محرمًا، كما قال ابن القيم: “إذا حصل العشق بسبب غير محظور: لم يُلَم عليه صاحبه، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له: فهذا لا يلام على ذلك، وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره، على أن عليه دفعه وصرفه”.

وقال الشيخ ابن عثيمين: ” قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق والظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، ويقول إنه يرغب في زواجها، بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل: فهذا محل فتنة “.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم التهنئة بعيد الحب في الاسلام

حكم الزواج بعد علاقة حب

لقد اثبتت الدراسات فشل الزواج المبني على علاقة حب مسبق بين الرجل والمرأة، بينما نجحت العلاقات التي لم تبنى على تلك العلاقة المحرمة، والتي يطلق عليها الناس “الزواج التقليدي”، ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة “الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج”، وفي دراسة أخرى لأستاذ علم الاجتماع إسماعيل عبد الباري قال أن 1500 أسرة أي أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق، ولكن  النسبة أقل من 5% في الزواج التقليدي.[3]

حدود علاقة الحب  بين المخطوبين

لقد أكد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء وقال: “لا توجد بين الخاطب ومخطوبته علاقة شرعية تجيز له أن يمسك بيدها، لافتًا إلى أن الخاطب عندما يمسك يد مخطوبته ليلبسها خاتم الخطبة؛ فإن ذلك يكون تجاوزًا”، وأوضحت  دار الإفتاء أن الخِطبة مجرد وعد بالزواج من الممكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، وتلفت النظر إلى أن للخاطب حق استرداد الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من ناحيته؛ لأنها  تعتبر جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول، كما أكدت أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، لا يجوز لهم تخطي الحد.

شروط الحب في الإسلام

هناك عدة شروط للحب في الإسلام يجب التقيّد بها وهي كالآتي:

  • عدم مخالفة شرع الله، وهو ما أكده النبي في قوله: ” لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ”.
  • لا يجب أن يلهي حب العبد عن حب خالق العبد، فلا يثني عن العبادة وذكر الله، وأيضًا لابد أن يظل حبه مكتومًا لا يذكر الحبيبة مع أحد ولا يتعرض لها.
  • على المحب أن يكون ممن لديه إرادة قوية وكبح عواطفه، ويقول شيخ الإسلام ابن القيمفي هذا:” إن العشق فهو الكلام العفيف، من الرجل الظريف، الذي يمنعه دينه وحبه لله أن يخالف شرعه وأوامره”.
  • يجب أن لا يتخذ المحب طرقًا ليست شرعية لكي يصل لمحبوبته مثل السحرالذي  يعد شركًا بالله.
  • ينبغي أن يكون الحب لله وفي الله ليس له مصالح أو مكاسب شخصية.
  • يجب أن يتجه ذلك الحب إلى المعاصي والمنكرات بل يحتكم لشريعة الله.

هل يجوز للخاطب أن يحتفظ بصورة خطيبته والعكس

نعم، إذا كانت الصورة محتشمة لا يظهر فيها شيء، فلا حرج فيها، وهذا يكون من باب الاحتياط، أو إذا كانت مع العائلة أو صورة البطاقة فإنه لا حرج فيه، فمن الأفضل للفتاة أكثر ألا تعطي خطيبها صور لها، فإن وقعت المشاكل بينهم لا يحدث لها أي مكره بسبب هذا.[4]

أضرار الحب قبل الزواج

لقد أوضحت مراكز الطب النفسي والعصبي أن دراسات عديدة أثبتت أن ما يقارب 85% من حالات الطلاق هي حالات خاصة بالزواج المدعى “الحب ما قبل الزواج”، على عكس الزواج التقليدي فهو أكثر استقرارًا في المجتمع العربي.

ولقد أوضح أبو عدس أن فشل هذا النوع من الزواج متعلق بأسباب اجتماعية ونفسية، ومنها متعلق بالظروف الداخلية أو ما يسمى بـ “الديناميكية الأسرية الموجودة بين الزوجين” وتنقسم الأسباب إلى نوعين هنا:

  • سبب شخصي يؤدي إلى فشل الحياة بين الزوجين، متعلق باضطراب الشخصية عند أحد الزوجين أو كليهما، فعندما ينظر أحدهما للآخر من جانب عاطفي وإيجابي دون دراسة دواخله والبحث في معالم شخصيته وفهمها، وعدم خلق نوع من التفاهم والدروس المشتركة للطرفين بهدف فهم كل طرف، هذه الصفات قد تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية، ويمكن القول: “حب ما قبل الزواج كان حالة من التملك للطرف الآخر أكثر من كونها حبا حقيقي”.
  • أسباب عاطفية: لها دورا لا يمكن تجاهله، فغياب الحب ما بعد الزواج، والذي يعد وثيقة ضمان لتستمر الحياة الزوجية، ووجود الغيرة المفرطة، وعدم تقبّل تواصل الطرف الآخر مع الأطراف الأخرى، والرغبة في التملك من جهة، بينما تميل الزوجة إلى احتواء زوجها في الوقت الذي يرغب فيه ببناء معارف عامة، كلها تؤدي في النهاية إلى الطلاق.

شاهد أيضًا: هل الحب حلال ام حرام

متى يكون الحب حرام

يعد الحب حرام عندما يكون خارج إطار الزواج، فالحب صفة جميلة جدًا من الصفات التي أعطاها الله عز وجل لنا، لكي تساعد البشرية على النهوض مع بعضهم البعض، فلا يمكن أن يحب الرجل امرأة ما ويظل ينظر إليها، أو يرتبط معها في علاقة ليست شرعية، فكل ما يقوم به من فعل معها يكون حرام، لذا يجب أن يسير وفق الشريعة الإسلامية واتخاذها كمنهج لبدأ علاقة من هذا النوع لكي تكون حلال ويبارك الله فيها.

كيف يختلف الحب قبل الزواج وبعده؟

يختلف الحب قبل الزواج عن بعده بطريقة كبيرة كالآتي:

الحب قبل الزواج

الحب قبل الزواج وينقسم إلى:

  • مرحلة شهر العسل: هي أولى مراحل الحب، وذلك حين تواجهين مشاعر شديدة وعاطفية للشخص الآخر، وتخطي جميع السلبيات في الشريك واختياره بكامل الإرادة ورؤية الإيجابيات فقط، تلك المرحلة هي مرحلة الإعجاب حيث كل شيء في العلاقة على ما يرام، ولا يمكن تخيل حدوث أي شيء خطأ في العلاقة.
  • مرحلة الارتباط الجدي: هي المرحلة التي تتطور العلاقة فيها وتصبح جادة وتنتهي بالزواج، وفيها يبدأ الزوجان في رؤية المستقبل معًا ويعملان على بناء حياة مع بعضهما البعض، ويتطور الحب والغرام إلى شيء أعمق، العديد من الأزواج يعتقدون أنها مرحلة الحب الحقيقية لأنهم يشعرون بالأمان الذي تعطيه تلك المرحلة بكل تطوراتها.

الحب بعد الزواج

أما الحب بعد الزواج يمر بالآتي:

  • مرحلة خيبة الأمل وفيها يبدأ الشعور بمشاعر خيبة الأمل وبيان عيوب الشريك التي تم التغاضي عنها من قبل، والتشكيك في اختيار الشريك، حيث تمر جميع العلاقات تقريبًا بهذه المرحلة حيث يبدأ الأزواج في الشعور بعدم التقدير وعدم الاهتمام وهنا تصطدم العلاقة بأحد الخيارات الآتية:
  • إنهاء العلاقة: ويجب الحذر لأن جميع العلاقات ستبوء بالفشل لعدم النجاح في هذه العلاقة.
  • الاستسلام والاستمرار في العلاقة: فعندها يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بخيبة الأمل في الآخر، ولكن في النهاية يقرران التكملة في العلاقة في جميع الأحوال.
  • تخطي تلك المرحلة عن طريق تعلم الزوجان ما يجب عليهم فعله: لكي يعيدوا التواصل ويعمقوا حبهم لبعضهم البعض وهذا هو عندما يقرر كلاهما أن الحب هو قرار وليس قدر، ويجب أن يلجأون إلى خبير أو متخصص في العلاقات الزوجية، حتى يحافظوا على علاقتهم ويعبروا هذه العقبة.[5]

وفي النهاية نكون قد عرفنا هل الحب حرام قبل الزواج حيث أن مفهوم الحب أوسع من حصره بالعلاقة التي تكون بين الرجل والمرأة فقط، بل هو أعم من ذلك؛ فقط يعبّر الأب عن حبّه لأبنائه، وقد يعبّر فيه الإنسان عن حبّه وودّه لصديقه أو أهله، فهو ليس مختصّاً بالعلاقة التي تكون بين الرجل والمرأة، وكل ذلك مقيّد بأن لا يكون أمور تخالف الشريعة الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *