ما هو مرض الفيبروميالجيا وعلاجه

ما هو مرض الفيبروميالجيا وعلاجه

ما هو مرض الفيبروميالجيا وعلاجه سؤال مهم يتم طرحه من قبل الكثيرين على محركات البحث نظرًا لشيوع هذا الاضطراب من جهة وغرابة اسمه من جهة أخرى، والفيبروميالجيا هو اضطراب جسدي غير معروف الآلية، وسببه خلل في نقل الإشارات العصبية ومعالجتها داخل الدماغ.

ما هو مرض الفيبروميالجيا

هناك مصطلح أكثر وضوحًا لمرض الفيبروميالجيا وهو الألم العضلي الليفي إذ يتميز هذا المرض بآلام معممة في كل أنحاء وعضلات الجسم، وتتراوح شدة هذه الآلام من متوسطة إلى شديدة تؤثر على نوعية حياة المريض ونشاطاته المختلفة، يترافق الألم بشعور دائم بالتعب والإنهاك والعجز فيشعر المريض بأن طاقته منخفضة بشكل دائم ويصاب بالاكتئاب والقلق الذي يؤثر بدوره على المراكز العصبية في الدماغ ويزيد الوضع سوءًا.[1] 

أسباب الفيبروميالجيا

لاتزال الآلية المرضية لهذا الاضطراب غير معروفة حتى الآن إذ لا يظهر الفحص السريري أي شذوذات على مستوى الجسم، ويكون المريض سليم ظاهريًا دون أي اضطرابات ملموسة مما جعل بعض الأطباء يعتقدون بأن الفيبروميالجيا مرض نفسي وليس جسدي. وقد اقترحت الدراسات أن ظهور الألم العضلي الليفي مرتبط بوجود أكثر من عامل حيث تجتمع هذه العوامل مع بعضها لتساهم في ظهور المرض، ومنها:[2]

  • الوراثة: تلعب الوراثة دورًا مهمًا في ظهور مرض الفيبروميالجيا فوجود بعض المورثات يجعل حدوث المرض أكثر احتمالًا، كما ان انتشار المرض ضمن العائلة الواحدة يدعم دور العامل الوراثي.
  • الجنس: أثبتت الدراسات أن الألم الليفي العضلي منتشر بكثرة بين صفوف النساء مقارنةً بالرجال، ويرجع ذلك لطبيعة الجسم والنواقل الكيميائية الموجودة في الجهاز العصبي الخاص بهن.
  • العمر: يظهر الفيبروميالجيا في عمر الشباب بشكل أكثر شيوعًا من باقي الفئات العمرية إذ تساعد الظروف النفسية غير المستقرة وقلق الشباب على تطور الألم وزيادة شدته.
  • الأمراض الجسدية المرافقة: تترافق آلام العضلات عادةً مع أمراض المفاصل واضطراباتها حيث يؤثر أحدهما بشكل سلبي على الآخر ويزيد من شدته.
  • الاضطرابات النفسية المرافقة: تلعب النواقل العصبية الكيميائية الموجودة في الدماغ دورًا أساسيًا في آلية هذا المرض، ويزداد الخلل في هذه النواقل عند وجود مشاكل نفسية مرافقة مما يساعد على ظهور المرض.

أعراض مرض الفيبروميالجيا

يعاني مريض ألم الليف العضلي من أعراض صارخة ومزعجة تدفعه إلى مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن للتخلص منها، وهي:[3]

  • الألم المعمم: يتراوح الألم بين الخفيف والمتوسط والشديد ويكون منتشر في كل عضلات الجسم وأنحائه إذ يعجز المريض عن تحديد موقع الألم وهذه صفة مميزة للفيبروميالجيا.
  • التعب المستمر والإنهاك: يشعر مريض ألم الليف العضلي بتعب معمم، فيعجز عن القيام بالنشاطات البدنية المعتادة ويبتعد عن الأجواء الجماعية الصاخبة التي تتطلب بذل جهد أو طاقة.
  • مشاكل في التركيز والانتباه: يعاني هؤلاء المرضى من صعوبة في التركيز لمدة طويلة، كما يعجزون عن القيام بالنشاطات الفكرية المعقدة، وذلك بسبب سيطرة الألم على تفكيرهم وعجزهم عن إنجاز أي عمل بشكل كامل.
  • الأرق: يعجز المرضى عن النوم بشكل مستمر ويعانون من مشاكل الأرق واضطراباته، فيصيبهم الصداع والتعب والنعس معظم أوقات النهار، ويعجزون عن القيام بالأعمال الدقيقة والحساسة.
  • التصلب العضلي: يزداد الألم بالحركة مما يدفع المريض إلى الراحة الطويلة وتجنب الحركة، ويؤدي ذلك إلى تصلب العضلات وتشنجها وبالتالي زيادة الألم والإجهاد.
  • الاضطرابات الهضمية: تترافق الاضطرابات الهضمية مع مرض ألم الليف العضلي بشكل شائع ومنها نذكر مرض القولون العصبي ومتلازمة الأمعاء الهيوجة.

تشخيص مرض الفيبرومالجيا

يعد الفيبروميالجيا من الأمراض غير الشائعة وصعبة التشخيص في الوقت ذاته، وينبغي على الطبيب إجراء فحص سريري كامل واستبعاد الاضطرابات العضوية قبل تشخيص ألم الليف العضلي، ولإثبات هذا التشخيص يجب:

  • التأكد من وجود الألم في أربع مناطق مختلفة من جسم المريض.
  • استمرار الأعراض لفترة طويلة تزيد عن ستة أشهر.
  • التأكد من سلبية جميع الفحوص الأخرى ونفي الأمراض المتعلقة بها.

علاج مرض الفيبروميالجيا

للأسف تعد نتائج علاج مرض الفيبروميالجيا غير مرضية عند غالبية المرضى، ولكن الأعراض الشديدة تستحق المحاولة فالمريض يكون متألم وقلق ويحتاج إلى علاج بأسرع ما يمكن، ومن العلاجات المتبعة:[4]

  • مسكنات الألم: تساعد المسكنات على تخفيف الألم ومساعدة المريض على القيام بالأعمال والنشاطات اليومية المعتادة بفعالية، ومن الجدير بالذكر بأن المسكنات الخفيفة لا دور لها بعلاج ألم الليف العضلي وبالتالي يحتاج المريض لأدوية متوسطة إلى شديدة التأثير.
  • المرخيات العضلية: تساعد المرخيات العضلية على إراحة العضلات وتخفيف تشنجها، وبالتالي يستعيد المريض نشاطه وقدرته على إنجاز واجباته وأعماله.
  • ممارسة الرياضة الصباحية: تعتبر ممارسة التمارين الرياضية مفيدة جدًا في تخفيف ألم وتوتر مرضى ألم الليف العضلي، وذلك من خلال تفريغها لطاقات المريض وشحناته السلبية من جهة وقدرتها على تمطيط العضلات وتخفيف صلابتها.
  • العلاج النفسي: تعد النشاطات التي تخفف القلق والتوتر النفسي ضرورية لمرضى الفيبروميالجيا ولذلك ينصح معظم الأطباء بإجراء تمارين الاسترخاء واليوغا والتنزه في الطبيعة وتجنب الأجواء المزعجة وغير المريحة.

مضاعفات مرض الفيبروميالجيا

يؤثر اضطراب الألم العضلي الليفي على المريض بشكل كبير وينعكس على حياته وعلاقاته الشخصية والاجتماعية، وأهم مضاعفات المرض:

  • الاكتئاب: يعاني مرضى الفيبروميالجيا من حالة نفسية سيئة ويشعرون بأنهم مختلفين عن أصدقائهم وأقرانهم، وقد يصل البعض لمرحلة الاكتئاب.
  • التشتت العائلي: يعجز المريض عن استيعاب مشاكل عائلته ولا يستطيع تحمل المشاكل العائلية إطلاقًا، وقد يقود ذلك إلى الطلاق وغيره من المشاكل العائلية.

وهنا ينتهي مقالنا حيث ذكر ما هو مرض الفيبروميالجيا وعلاجه ، كما تم الحديث عن أسباب المرض وأعراضه وطرق تشخيصه والمضاعفات الناتجة عنه بشيءٍ من التفصيل.

المراجع

  1. ^ painandspinespecialists.com , What is Fibromyalgia? , 07/01/2022
  2. ^ mayoclinic.org , Fibromyalgia , 07/01/2022
  3. ^ my.clevelandclinic.org , Fibromyalgia , 07/01/2022
  4. ^ blairchiropractic.com , Fibromyalgia , 07/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *