اول ما وقع الشرك في قوم

اول ما وقع الشرك في قوم

اول ما وقع الشرك في قوم من الأقوام البائدة، ثم انتشر الشرك في البلاد والعباد، بعد أن دخل الشيطان بين الناس، وزيّن لهم سوء أعمالهم، فكان هو المحرّض الأول على الشرك بالله تعالى لجميع الناس، ولكن اول ما وقع الشرك في أيّ قوم، هذا سوف يكون موضوع مقالتنا التالية، وسوف نتحدث أيضًا عن كيف وقع الشرك في قوم نوح، وأسباب ظهور الشرك في قوم سيدنا نوح.

اول ما وقع الشرك في قوم

اول شرك وقع في قوم سيدنا نوح عليه السلام، فالأصل في الإنسان توحيد الله تعالى، وهو ما أمر به الأنبياء والمرسلين، وقد كان الناس على توحيد الله تعالى وعبادته وطاعته والإخلاص له، من آدم عليه السلام إلى ما قبل عهد سيدنا نوح عليه السلام، فوقع أول شرك في قوم سيدنا نوح من الغلو في القبور، وتعظيم الموتى، وعندها انقسموا إلى قسمين، قسم من الموحدين، والقسم الآخر من المشركين، وهكذا دخل الشيطان إلى قلوبهم ونفوسهم، عن طريق إيقاع الخلاف بينهم بترك اتباع الأنبياء، وتعظيم موتاهم بل وعبادتهم، فكان هؤلاء المشركين من قوم سيدنا نوح عليه السلام، هم أول صنف من المشركين، وشركهم وهو “تعظيم الموتى” أول شرك بالله تعالى، وكان سيدنا نوح أول رسول بُعث للمشركين من قومه.[1]

شاهد أيضًا: اين يقع جبل الجودي الذي رست عليه سفينة نوح

كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام

كان في عهد سيدنا نوح رجال صالحين وهم: ودّ وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا تماثيل في مكان مجالسهم، وأن يسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولكنهم لم يعبدوا، وعندما مات هؤلاء الرجال الصالحين عُبدوا من دون الله تعالى، وعكف قوم سيدنا نوح على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم عبدوهم، وكانت هذه أيَضًا أول عبادة للأصنام عند العرب، وبذلك يكون قوم سيدنا نوح أول من ابتدعوا عبادة الأوثان، وأيضًا هم أول من أظهر الشرك بالله تعالى، عندئذ لما عُبدت الأصنام والطواغيت من دون الله تعالى، وبدأ الناس بالظلالة والكفر، بعث الله تعالى، أول رسولٍ إلى الأرض هو سيدنا نوح عليه السلام، فمكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين.[2]

شاهد أيضًا: اين عاش قوم نوح

أسباب ظهور الشرك في قوم سيدنا نوح

من أبرز الأسباب التي أدت لظهور الشرك في قوم سيدنا نوح هي: [3]

الغلو في المخلوق

ويكون ذلك بتنزيل المخلوق منزلة فوق منزلته، فيكون له شيء من حقوق الله تعالى مثل عبادته وتقديسه وتعظيمه، فمن ظنّ أن لله ولدًا أو شريكًا، أو أن أحدًا يشفع عنده بدون إذنه، أو أن بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم إليه، أو أنه نصب لعباده أولياء من دونه يتقربون بهم إليه، ويتوسلون بهم إليه، ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه، فيدعونهم ويحبونهم كحب الله تعالى، ويرجونهم من دون الله.

إساءة الظن برب العالمين

وهذا السبب مترتب على السبب السابق، فإنه بعد الغلو في المخلوق، وحصول الجهل بأحكام الدين يتخذه وسيطًا يقربه إلى الله تعالى فيتكأ عليه في قضاء حاجاته، فيكون قد أساء الظن بأفضال الله تعالى وأنعمه، قال تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}.[4]

شاهد أيضًا: لماذا سمّي نوح أبو البشر

وفي نهاية مقالنا، نكون قد تعرّفنا إلى اول ما وقع الشرك في قوم سيدنا نوح عليه السلام، وكيف وقع الشرك في قوم سيدنا نوح عليه السلام، وأهم أسباب ظهور الشرك في قوم سيدنا نوح عليه السلام وهي الغلو في المخلوق، وإساءة الظنّ برب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *