متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى

متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى

متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى ؟ هو أحد الأسئلة التي يسألها المسلمون في كل عام قبل حلول عيد الأضحى المبارك، ويُعد التكبير من شعائر الإسلام التي يُندب فعلها، وقد حثّ الله تعالى على فعله في آيات كثيرة في كتابه؛ كقوله: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ”، ويُعرف التكبير بأنه تعظيم الله تعالى بتكبيره، وعبادته، وروي عن علي وعُمر وابن مسعود رضي الله عنهم أن صيغة التكبير تكون بقول: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر ولله الحمد”، وعبر موقع محتويات سيتم التعرف على موعد بدأ تكبيرات عيد الأضحى.

متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى

من المعلوم بأن التّكبير في عيد الأضحى سنّة مؤكّدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد اختلف الفقهاء في بيان متى يبدأ التّكبير في عيد الأضحى، ويعود سبب الاختلاف إلى عدم ورود دليلٍ صريحٍ من الكتاب والسّنّة يَحسم الخِلاف، حيث استدلّ الفقهاء بما فعله الصّحابة رضي الله عنهم اتّباعًا لفعل الرّسول صلى الله عليه وسلّم، وذكر العلماءُ بأنّ التّكبير نوعان “مطلقٌ ومقيّدٌ”، ويظهر من خلال كل نوعٍ الرأي الرّاجح في مسألة “متى يبدأ التّكبير في عيد الأضحى” يتم إيجازها بالآتي:[1]

  • التّكبيرُ المطلقُ: وهو الذي لا يتقيّد بحال، فيُؤتى به في المنازل والطّرق والمساجد والأسواق وغير ذلك، ويبدأ زمنه مِن أَوَّل يومٍ من شهر ذي الحجَّةِ إلى غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ من أيَّام التشريقِ، ومدته ثلاثة عشر يومًا، وقد تقدّم في أدلّة مشروعيّة التّكبير قول ابن عباسٍ رضي الله عنهما “أنَّ الأيَّامَ المعلوماتِ عشرُ ذي الحجَّةِ آخرُها يومُ النَّحرِ، وأنَّ المعدوداتِ ثلاثةُ أيَّامٍ بعدَ يومِ النَّحرِ”،ووجه الاستدلال “أنّ الله قد أمر بذِكره ذكرًا عامًّا، والتّكبيرُ وجه من وجوه الذّكر، وعليه فهو شاملٌ لأيّام العشر من ذي الحجة، وأيّام التشريق الثلاثة حتى غروب شمس آخر يوم منها”، وهذا الرأي هو قولٌ للحنابلة، وقد اختاره من العلماء المعاصرين الإمامين ابنُ بازٍ وابن عثيمين رحمهما الله.
  • التّكبيرُ المقيّدُ: وهو ما يكون مرتبطًا بالصّلوات ويردّد عقِبَها، ويبدأ زمنه من صلاةِ فَجرِ يومِ عَرفةٍ الموافق للتّاسع من ذي الحجّة وينتهي بغروبِ شمسِ آخرِ يومٍ من أيَّام التشريقِ الموافق للثّالث عشر من ذي الحجة، ودليله أيضًا ما تقدّم من قول ابن عباسٍ-رضي الله عنهما-[٥]، وما عليه فعل الصّحابة الكرام من ابن عباسٍ، وعمر بن الخطّاب، وعبدالله بن عمر، وأبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين، وإنّما شُرع التَّكبيرُ لتعظيمِ مناسك الحجّ في هذه الأيّام الخمسة، والتي تبدأ بالوقوف بعرفةَ حيث يقام أعظمُ أركانِ الحجِّ.

والخلاصةُ بأنّ التّكبير “المطلق والمقيّد” إنّما يجتمعان في خمسة أيامٍ هي “يوم عرفة، ويوم النّحر، وأيّام التّشريق الثلاثة، وهذا في أصحّ أقوال العلماء، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: صفة التكبير في العيد

مشروعية التكبير من الكتاب والسنة

ورد في الكتاب والسّنّة أدلّةٌ عدّة تدلّ على مشروعيّة التّكبير في عيد الأضحى، قال تعالى: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون”[2]، ومنها قوله تعالى في سورة الحجّ: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”.[3] وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيرًا واضحًا فرّق فيه بين الأيّام “المعلومات، والمعدودات”، حيث قال: “أنَّ الأيَّامَ المعلوماتِ عشرُ ذي الحجَّةِ آخرُها يومُ النَّحرِ، وأنَّ المعدوداتِ ثلاثةُ أيَّامٍ بعدَ يومِ النَّحرِ”، كما جاء في السّنّة دليلٌ على استحبابِ التّكبيرِ لكلِّ أحدٍ في العيدينِ، فعن أمِّ عطيةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: “كُنَّا نُؤْمَرُ بالخُرُوجِ في العِيدَيْنِ، وَالْمُخَبَّأَةُ، وَالْبِكْرُ، قالَتْ: الحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مع النَّاسِ”، وصيغة التّكبير المفضّلة هي ” اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، لا إله إلّا الله، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، وللّه الحمد”.[4]

اقرأ أيضًا: حكم التكبير في ليلة العيد وفي العشر الأولى من ذي الحجة

الحكمة من مشروعية التكبير

شرع الله تعالى التكبير لِحَكَمٍ كثيرة، ومنها ما يأتي:[5]

  • توحيد وإخلاص العبادة لله تعالى، والخُضوع له بالطاعة، قال تعالى: “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ”[6].
  • تعظيم الله تعالى؛ فمعنى كلمة الله أكبر أيّ أنّه أكبر وأعظم وأجل من كُل شيء، مما يُشعر الإنسان بعظمة الله تعالى في قلبه في جميع أحواله، بحيث يذلّ ويخضع ويتواضع لخالقه.
  • تخصيص الذبح باسم الله تعالى منافاة لفعل المشركين قديماً؛ فقد قال الخطابي: إنّ الناس في الجاهلية كانوا يذبحون لآلهتهم في أيام عيد الأضحى.

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى، كما تعرفنا على مشروعية التكبيرفي القرآن الكريم وفي السنّة النبوية الشريفة، وأخيرًا تعرفنا على الحكمة من مشروعية التكبير في العيد.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , أوقات التكبير وعدد التكبيرات في صلاة العيدين , 15/05/2023
  2. ^ سورة البقرة , الآية 205
  3. ^ سورة الحج , الآية 28
  4. ^ islamweb.net , وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيدي الفطر والأضحى , 15/05/2023
  5. ^ .al-eman.com , الحكمة من التكبير في العيد , 15/05/2023
  6. ^ سورة البقرة , الآية 185

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *