متى فتحت مكة المكرمة هجريا وما هي أهم أحداث الفتح

متى فتحت مكة المكرمة هجريا

متى فتحت مكة المكرمة هجريا حيث كانت معركة فتح مكة من أهم المعارك في تاريخ المسلمين فقد مَنَ الله سبحانه وتعالى على النبي والمؤمنين بفتح مكة، وإخراجها من يد قريش، وتطهيرها من أصنامها، وإعادتها إلى شأنها السابق من العظمة والإجلال، ونشر الأمن والأمان فيها.

متى فتحت مكة المكرمة هجريا

فتحت مكة المكرمة في العشرين من شهر رمضان للعام الثامن من الهجرة، بعد أن عانى المسلمون من القهر والظلم على يد الكفار، بسبب إيمانهم وتوحيدهم لله، يطلق على فتح مكة عدة مسميات أخرى، منها الفتح الأعظم، والفتح المبين.

أسباب فتح مكة

أدى صلح الحديبية إلى فتح مكة، بعد المعاهدة التي تمت بين النبي صلى الله عليه وسلم– وقريش، والتي تنص على حرية لجوء أي فرد أو جماعة إلى الدين الذي يريده دون اضطهاد، فمن أراد الدخول في الإسلام فلا ضرر عليه، ومن أراد البقاء على حلف قريش فليبقا، وأن أي تجاوز أو اعتداء في حق أي جماعة مناصرة لأي حلف منهما يعد تجاوز في حق الحلف نفسه، وعلى هذا ناصرت بنو بكر قريش، وناصرت بنو خزاعة النبي، لكن لم يستمر هذا الصلح كثيرًا، ففي شهر شعبان من السنة الثامنة من الهجرة، تآمرت من بنو بكر على بني خزاعة ونصبت لهم فخًا، ظنًا منهم أن النبي لن يعلم بما حدث، لأنه كان في المدينة وكان المسلمون منشغلين بنشر الدين، فهجموا عليهم، وتسببوا في موت ثلاثةً وعشرين شخص، كان أغلبهم من الشيوخ والنساء والأطفال، كان هذا الهجوم اخلالًا بالبنود المتفق عليها في صلح الحديبية، لجأ بنو خزاعة إلى دار بديل بن ورقاء، في ذلك الوقت ذهب عمرو بن سالم إلى النبي لإعلامه بما فعله بنو بكر، من خلال بعض الأبيات الشعرية التي تصور ما حدث لهم، فرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (نُصِرتَ يا عمرو بنَ سالمٍ).

أحداث فتح مكة

مرت أحداث فتح مكة بعدة أحداث وهي كالتالي:-

إرسال قريش برسولٍ لها

أراد الرسول التأكد مما وصل إليه من أخبار حول ما حدث لبني خزاعة، الذي حدث لبني خزاعة بعد أن وصل إليه الخبر، فبعث رجل إلى قريش يخبرهم بوجوب تسديد الدية عن قتلى بني خزاعة، أو ينقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي، فنقضوا العهد، فتوثق النبي من جوابهم، ولكنهم استشعروا الندم فيما بعد، فبعثوا بأبي سفيان من أجل الإبقاء على العهد، فلم يستجيب له النبي وقال: (كأنكم بأبي سفيانَ قد قدِم ليزيدَ في العهدِ ويزيدَ في المُدَّةِ)، فتوجه إلى أبي بكر، وفاطمة، وعمر، وعلي، فلم يستمع له أحد، فرجع مرة أخرى إلى مكة بدون تحديد العهد.

قضية السياسة والجيش

علمت قريش ما وصل له النبي والمسلمين بعد صلح الحديبية، والقوة التي صاروا عليها وتكوينهم لجيش من الشجعان والماهرين في فنون القتال، فقد استطاعوا التغلب على محاربين الرومان في معركة مؤتة واكتسبوا الثقة، إضافة إلى أن سياسات المسلمين أصبحت قوية، حيث اعتنق أهل اليمن والبحرين الإسلام، وزادت قوة علاقتهم مع الحبشة ومصر، وزاد وضع المسلمين في شبه الجزيرة العربية، حيث ضعف عسكر وسياسة قريش، بعد خسارة أعظم عناصرها الذين اعتنقوا الإسلام مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فاشتد بهم المسلمين وكبرت قوتهم.

الاستعداد والحفاظ على الخصوصية

طلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الناس أن يستعدوا دون أن يخبرهم إلى أين، وأمر الرسول عائشة بتجهيزه، فلما رآه أبو بكر سأل السيدة عائشة عن هدى الرسول، فسكتت ولم تجبه، ثمّ توجه بالسؤال إلى النبي، فقال أبو بكر: (يا رسولَ اللهِ ألم يكنْ بينك وبينهم مدةٌ قال: ألم يبلغْكَ ما صنعوا ببني كعبٍ؟)، وبعث إلى قبائل البدو يسألهم أن يستعدوا، ولحق بعضهم به في المدينة، وتبعه البعض في الطريق، ومن القبائل التي أتت إلى المدينة: غفار ، وجهينة، بعد ذلك أعلمهم النبي بتوجهه إلى مكة، ومن أجل الحفاظ على السرية بعث بكتيبة بقيادة أبا قتادة إلى بطن إضم، حتى تتوهم قريش أن هذه وجهته.

شاهد أيضًا: كم مكث الرسول في مكة

رسالة حاطب

بعث حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى أهل مكة يطلعهم على توجه الرسول إليهم، وكان من أصدقاء بني أسد، وأرسله مع امراة مقابل أجر، وتركت الرسالة مقيدة في رأسها، ولكن النبي علم بذلك بواسطة الوحي، فأرسل علي والزبير بن العوام لأخذ الرسالة، واخذوها منها، وذهبوا بالرسالة إلى النبي، فأحضر حاطب وسأله عن سبب فعلته  فأجاب أنه يريد أن يكون له يد في شؤون أهل مكة، فأراد عمر ابن الخطاب قتله على فعلته، ولكن النبي قال: (أوَليسَ مِن أهْلِ بَدْرٍ، وما يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عليهم فقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ أوْجَبْتُ لَكُمُ الجَنَّةَ فاغْرَوْرَقَتْ عَيْناهُ، فقالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ).[1]

القرب من مكة

بدأ الجيش الإسلامي بالانتقال إلى مكة، وخلف الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة أبي رهم الغفاري، وفي الطريق التقى الرسول بعمه العباس بن عبد المطلب في منطقة الجحفة، والتقى بأبي سفيان في منطقة الابوة، ولكنه اعرض عنه، فأمره عمر بن الخطاب بأن يدخل على النبي ويطلب منه العفو كما فعل إخوة يوسف عليه السلام.

الدخول إلى مكة

دخل النبي والمسلمين مكة، وقاموا بالتكبير حتى اهتزت الجدران من تكبيرهم، واول ما ذهبوا إليه هو بيت الله الحرام، من أجل التخلص من الشرك والوثنية، فقد ذكر في الحديث (دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَكَّةَ، وحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وثَلَاثُ مِئَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بعُودٍ في يَدِهِ، ويقولُ: {جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ، إنَّ البَاطِلَ كانَ زَهُوقًا}، {جَاءَ الحَقُّ وما يُبْدِئُ البَاطِلُ وما يُعِيدُ})، بدء النبي بالطواف، وتكسير الأصنام الموجودة في البيت الحرام.

اجتمع أهل قريش، وقال لهم النبي (يا معشرَ قريشٍ ما ترَونَ أنِّي فاعلٌ بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال : اذهبوا فأنتم الطُّلَقاءُ)، وبعد ذلك خطب فيهم، فقال : (إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ ولَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فلا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسْفِكَ بهَا دَمًا، ولَا يَعْضُدَ بهَا شَجَرَةً، فإنْ أحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُولوا له: إنَّ اللَّهَ أذِنَ لِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وإنَّما أذِنَ لي سَاعَةً مِن نَهَارٍ، وقدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليومَ كَحُرْمَتِهَا بالأمْسِ، ولْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ)، ثم اعتلى بلال الكعب وأخذ يؤذن بالناس، ثم توافدت الناس والقبائل لمبايعة النبي.[2]

سُموّ أخلاق النبيّ في فتح مكّة

كان لفتح مكة تأثير عميق فيه الرسول هو الواعظ الحقيقي للإيمان بالله، واتصافه بالأخلاق الكريمة، فقد غفر لحاطب فعلته وغفر لقريش، وكان يتصف بالتواضع عند دخوله مكة، فكان يحني رأسه حتى كادت لحيته أن تصل إلى الدب الذي ركبه.

شاهد أيضًا: ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في شهر رمضان

نتائج فتح مكّة

هناك نتائج عديدة لفتح مكة، منها:

  • انتهاء فترة عبادة الأصنام والإشراك بالله وبداية التوحيد فيها.
  • القضاء على أثار اضطهاد المسلمين من قبل ظالمي مكة، ورد الحقوق إلى أهلها.
  • اعتناق الناس الاسلام بدون رهبة من قريش أو خوف.
  • رفع وتعظيم مكانة الإسلام في صدور العرب وغيرهم.
  • تحقيق وعد الله للمسلمين بدخول مكة، حيث قال تعالى في كتابه الكريم (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا).[3]

وفي النهاية نكون قد عرفنا متى فتحت مكة المكرمة هجريا حيث كان لهذا الفتح أثر كبير في نفوس المسلمين وكذلك في تاريخهم فقد كان فتح مكة هو الفتح المبين الذي تمكن من خلاله  المسلمين ممن دخول مكة واداء فريضة الحج بكل سهولة.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , السنة التي فتحت فيها مكة المكرمة , 1-5-2021
  2. ^ islamstory.com , فتح مكة.. الفتح المبين , 1-5-2021
  3. ^ islamweb.net , فوائد من فتح مكة , 1-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *