ما معنى ضغوط العمل وما هي أشكال ومسببات ضغوط العمل

معنى ضغوط العمل

معنى ضغوط العمل تسمية متشعّبة لمدلولات لا يمكن حصرها في معلومة واحدة محدّدة، فضغوط العمل شأنها كأي ضغوط نفسيّة لها تبعاتها وتأثيراتها على مستوى أداء الفرد وتكوينه الجسديّ والنفسيّ والمعرفيّ.

معنى ضغوط العمل

ضغوط العمل تعرف بأنّها صعوباتٌ ومشكلاتٌ تواجه الفرد في بيئته المهنيّة، وقد اتّفق الباحثون في مجال العلوم الإنسانيّة على عدّة تعريفات بضغوط العمل، نوجزها فيما يلي:

  • هي مجموعة من المشاكل النفسيّة والجسديّة النّاتجة عن تعرّض الفرد لمواقفَ معيّنة، قد يكون هو السبب في حدوثها، وقد تكون بسبب آليّة تنفيذ العمل، أو من الأشخاص الذين يشاركونه عمله؛ فيصيبه التعب والإرهاق والتذمّر والاكتئاب.
  • هي الأذيّات الصحيّة والنفسيّة التي تنتج من عدم قدرة الموظّف على تقديم المزيد من الجهد والعطاء، والذي هو فوق طاقة احتماله كزيادة متطلبات العمل. [2]
  • هي بعض المؤثّرات الموجودة ضمن بيئة العمل نفسها، والتي تدفع الموظّف إلى استهجان طريقة العمل أو القيام بتصرّفات غريبة تعبيراً عن رفضها.
  • هي المشاكل الجسديّة والنفسيّة التي تكبّل الفرد، والناتجة عن مؤثّرات وممارسات خارجيّة، تغيّر من سلوكه وتترجَم بعدم تمكّنه من التعاطي والتوافق أو حتّى التكيّف مع تلك المؤثّرات. [1]

نموذج عن ضغوط العمل

نرى عاملاً أو موظّفاً قد يقضي جلّ ساعات يومه في بيئة عمله، ولا يخرج عن إطارها، حتّى يُنجز المهام المترتّبة عليه ولو تجاوز ساعات الدوام الرسمي، وقد يضطرّ في كثير من الأحيان، إلى إحضار عمله الذي تأخّر في إنجازه إلى المنزل لإتمامه، وهذا الأمر قد يكون له تبعاته السيّئة، كأن يفقده قسط الراحة الذي هو أحد حقوقه البدنيّة والنفسيّة، كما يفقده تواصله مع محيطه العائليّ؛ ومع اتّساع هذه الفجوة تبدأ المواقف والأحداث اليوميّة المُتعبة بالتراكم، فيتوتّر ويمتلئ بالطاقات السلبيّة، مثل الشعور بالتقصير، أو عدم التقدير من الآخرين لمجهوداته الكبيرة التي لا تتناسب مع ما يتقاضاه من مردودٍ ماديّ وغيرها؛ فسرعان ما يسقط فريسة الضغوط. [3]

اقرأ أيضًا: شروط النجاح الوظيفي

أشكال ضغوط العمل

تصنّف ضغوط العمل في زُمرتين، وهي:

  • الضغوط الإيجابيّة: وتعرف بالضغوط التي تعترض الموظّف في بيئة عمله وتنعكس عليه إيجاباً، وتؤثر في أدائه الوظيفيّ، فتكون له العامل المحفّز لزيادة قدرته على العطاء وإنجاز المزيد من الأعمال، كأن يُطلب منه إنجاز عمله خلال زمن محدّد، الأمر الذي يضعه أمام مجموعة خيارات، كمنافسة الذات إذ يشعر بأنّه ينافس نفسه، وبأنّه أمام تحدّي حقيقيّ لاختبار قدراته ومهاراته التي يمتلكها، وفي حال أتمّ المهمّة بالشكل المطلوب، من الجيّد حصوله على مكافأة ماديّة أو معنويّة أو تقديريّة تمنحه الشعور بالسعادة، والرضى عن ذاته كونه نجح وأنجز وتميّز وفاز. [3]
  • الضغوط السلبيّة: وهي الضغوط ذات الأثر الضّار والسلبيّ، ليس على النواحي الشخصيّة والنفسيّة للموظف فحسب، وإنما أيضاً هي تلك التي تؤثّر على مستوى الأداء والإنتاج لديه، فتجعله ينغلق على نفسه، ويبقى مُحبطاً متذمّراً وغير راضٍ عن عمله ككل، ولا على آليّة تنفيذه.

شاهد أيضًا: التخصصات المطلوبة في سوق العمل السعودي 2030

مسبّبات ضغوط العمل السلبيّة

تعدّدت الأسباب التي تنتج عنها ضغوط العمل بشكلها السلبيّ، مثل:

  • استنزاف طاقات الفرد وقدراته، كأن يوكل إلى شخص بعينه العديد من المهام والأعمال في وقتٍ واحدٍ، ممّا يفقده القدرة على التركيز ويدخله دائرة التشتّت وعدم إتقان عمله. [1]
  • حين تكون قدرات الموظّف أقل من مستوى العمل الموكل إليه؛ فلن يتمكّن من حلّ مشكلات العمل ولا من فهم آليات تنفيذه، فيشعر بالإحباط وبقلّة الحيلة.
  • عدم تقبّل المدير إمّا لأسلوبه الفجّ في التعامل مع موظّفيه، أو لأن أسلوبه سيئ في الإدارة والتعاطي مع بيئة العمل وسيطرة المحسوبيّات، وعدم تقديره للجهود المبذولة، أو لوجود مشكلة نفسيّة شخصيّة يُعاني منها الموظّف تَحول بينه وبين الاقتناع بفكرة أن يعمل عند شخصٍ آخر. [3]
  • الأجواء غير المُريحة في بيئة العمل التي تشوّش الموظّف وتفقده أريحيّته، كوجود الأنظمة والقوانين المتشدّدة.
  • عدم توفّر بيئة العمل المُناسبة، كضيق المكان وازدحامه بالموظّفين والمراجعين، أو العمل في الأجواء الحارة أو الباردة أو المزعجة والبعيدة. [2]
  • المنافسة غير الشريفة من قبل زملاء العمل العدوانيّين منهم والوصولّيين، للاستحواذ على الموارد القليلة المتوفّرة، واعتمادهم الأساليب الملتوية وإلحاق الضرر بالآخرين، بالافتراءات وكيل التهم لهم بالتقصير، الأمر الذي يجعل الموظّفين يتعرّضون لضغوطٍ خانقة في العمل؛ فيعانون من الشّعور بعدم الأمان في جوٍّ تلفّه الريبة والقلق ممن حولهم.
  • المشاكل العائليّة والعاطفيّة التي يعاني منها الموظّف، بالإضافة إلى المشكلات الشخصيّة المتعلّقة بسجايا الموظّف وطباعه وتعاطيه مع محيطه. [3]

وهكذا نرى أنّ ضغوط العمل هي من أبرز المشكلات التي تواجه الفرد في عمله، وتؤدي لضعف أدائه الإنتاجيّ، فمن الضرورة بمكان إيجاد الحلول اللّازمة للحدّ منها، وللحفاظ على سويّة بيئةِ عملٍ متوازنةٍ ومريحةٍ، لتحقيق أفضل النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *