معنى كلمة التناجي في الحديث

معنى كلمة التناجي في الحديث

معنى كلمة التناجي في الحديث هي من الأمور التي قد تُشكل على كثيرٍ من النَّاس، خاصة وأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أوتي جوامع الكلم، وقد ورد معنى التناجي في واحد من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسل- الواردة عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رذي الله عنه، وتفصيل معناها فيما يلي.

الحديث الذي ورد به التناجي

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ”.[1]

شاهد أيضًا: صحة حديث أوله رحمة أوسطه مغفرة ابن باز

معنى كلمة التناجي في الحديث

التناجي في اللغة العربية معناه الحديث سرًّا، ويُقال تناجى الرّجلان إذا تحدّث كلّ منهما بما يكتمه في صدره إلى الآخر وهذا معنى كلمة التناجي في الحديث، ويُقال أيضًا تناجت هموم هذا الإنسان  في صدره أي كابدها وعانى منها حتّى كأنَّها باتت تناجيه، ويُقال عن العصافير إنَّها تتناجى إذا كانت تًصدر الأصوات معًا، ويقال عن الصديقان إنهما يتناجيان إن كانا يتحدثان خفية عن الآخرين.[2]

شرح حديث التناجي الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم

إنَّ الإسلام هو دين تأليف القلوب ونشر المحبة والسلام، ومما يؤذي المشاعر الإنسانية أن يتحدّث رجلان خفية عن الثالث ويبقى ثالثهم لوحده لا يتكلم معه أحد، وحتّى لو كان الرجلان لا يتكلّمان إلا في الأمور الحسنة فإنَّ ذلك لا يصح؛ لأنَّ الشيطان سيسوّغ له أنَّهما يتكلمان عنه بالسوء، ويؤدي ذلك إلى نشر الكراهية بين النّاس،وجدير بالمسلم أن يكون بعيدًا عن مثل تلك الأمور التي لا يرضى بها الله.[3]

حكم التناجي في الإسلام

إنَّ النجوى تجوز في الإسلام حال سأل الاثنان الثالث أن يتكلما في أمر ضروري لوحدهما، وهذا مما لا بأس فيه حال كانا يضمنان قلب الثالث ألّا يتغيّر ويظنّ بهما السوء، وكذلك تجوز النجوى لو كانوا أربعة أشخاص فما فوق أي جماعة وتحدث اثنان فإنّ ذلك لا بأس فيه، أمَّا لو كانوا ثلاثة فقط وأراد اثنان أن يتحدّثان لوحدهما فإنَّ ذلك مما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث آنف الذكر، ولا بدَّ للمسلم من أن يبتعد عن كلّ ما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن شأنه أن يُغضب الله تعالى.[4]

وقد ذكر الإمام مالك بن دينار فيما يخص تلك المسألة في كتابه الموطأ قائلًا: “كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري فدعا ابن عمر رجلاً آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الذي دعا: استأخرا شيئاً، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتناجى اثنان دون واحد”، وقد ورد في سسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تناجي النبي -عليه الصلاة والسلام- مع ابنته فاطمة في حضرة أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين.[4]

وقد ذكر الإمام النووي في شرح حديث التناجي أنَّ: “في هذه الأحاديث النهي عن تناجي اثنين بحضرة ثالث وكذا ثلاثة بحضرة واحد، وهو نهي تحريم فيحرم على الجماعة المناجاة دون واحد منهم إلا أن يأذن، ومذهب ابن عمر ومالك وأصحابنا وجماهير العلماء أن النهي عام في كل الأزمان وفي الحضر والسفر، وأما إذا كانوا أربعة فتناجي اثنان دون اثنين فلا بأس بالإجماع”، والله أعلم.[4]

وفي ذلك يكون تمام الحديث عن معنى كلمة التناجي في الحديث وشرح حديث التناجي، وما هو حكم التناجي في الإسلام، ومَن هو الصحابي الجليل الذي روي عنه حديث التناجي.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن مسعود، 6290، حديث صحيح
  2. ^ almaany.com , تعريف و معنى تناجى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي , 26-4-2020
  3. ^ dorar.net , حديث إذا كانوا ثلااثة , 26-4-2020
  4. ^ islamweb.net , من أحكام التناجي , 26-4-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *