معنى يَزَّكَّى في سورة عبس

معنى يَزَّكَّى في سورة عبس

معنى يَزَّكَّى في سورة عبس،  وسورة عبس هي واحدةٌ من سور القرآن الكريم المكيّة باتفاق جمهور العلماء، وهي من سور المفصَّل، نزلت على الرسول قبل سورة القدر وبعد سورة النجم وعُدت السورة الرابعة والعشرين في ترتيب النزول والسورة الثمانين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقعُ آياتها الاثنتان والأربعون في الربع الثاني من الحزب التاسع والخمسين من الجزء الثلاثين، ويُطلق على هذه السورة اسم سورة الصاخة والسَّفَرة وسورة ابن أم مكتوم وسورة الأعمى في إيماءةٍ إلى عبد الله بن أم مكتوم الذي نزلت السورة بشأنه.

معنى يَزَّكَّى في سورة عبس

معنى يَزَّكَّى في سورة عبس هي يتطهَّر من ذنوبه،  والمقصود بذلك هو الرجل الأعمى الذي جاء لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، جاء في حديثٍ روته أمّ المؤمنين عائشة وجمعٌ من الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعًا أنّ النّبّيّ صلّى الله عليه وسلّم كان مرّةً في مجلس من المجالس يدعو رجالًا من قادة قريش وكبرائها، وقد كان المجلسُ يجمع داخله رجالًا تحسب لهم قريش العظمة، مثل: أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وأبيّ بن خلف، والعبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه فكان يدعوهم للدخولِ في دينِ الله عزّ وجلّ ويرغّبهم فيه ليُسلموا ويتركوا عبادة الأوثان، بينما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعوا أولئك الرّجال من كبراء قريش إذ أقبل عليه واحدٌ من الصّحابة رضوان الله عليهم وكان اسم هذا الصّحابيّ هو عبد الله بن أمّ مكتوم، وهو رجلٌ أعمى، فأقبل هذا الصّحابيّ رضي الله عنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأله عن مسألةٍ ما ويلحّ عليه في طلب إجابته، أمّا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد كان طامعًا في إدخال أولئكَ القومِ من قريشَ في الإسلام فأعرَضَ عن عبد الله بن أمّ مكتوم وعبس في وجهه والتفتَ إلى أسيادِ قريش يدعوهم إلى الإسلام، فلمّا أنهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثه مع أولئكَ القومِ أنزلَ الله عزّ وجلّ عليه سورة عبس: “عَبَسَ وتَوَلّى* أَنْ جاءَهُ الأَعْمَى”[1] معاتبًا إيّاه في إعراضه عن عبد الله بن أمّ مكتوم والتفاته عنه إلى أولئك القومِ من المشركين.[2]

شاهد ايضًا: من هو الرجل الاعمى الذي ذكر في سورة عبس

سورة عبس مكتوبة

فيما يأتي سورة عبس مكتوبة، وعدد آياتها اثنا وأربعين آية كريمة:

“عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ  أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ  وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ  أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ  أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ  فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ  وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ  وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ  وَهُوَ يَخۡشَىٰ  فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ  كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ  فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ  فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ  مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۢ  بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ  كِرَامِۢ بَرَرَةٖ  قُتِلَ ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ  مِنۡ أَيِّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥ  مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ  ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ  ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ  ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ  كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ  فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ  أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبّٗا  ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقّٗا  فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا  وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا  وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا  وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا  وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا  مَّتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ  فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ  يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ  وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ  وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ  لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ  وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ  ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ  وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ  تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ  أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ 

شاهد ايضًا: لماذا أعرض الرسول عن الأعمى

سبب نزول سورة عبس

ورد أنَّ سبب نزول سورة عبس هو الرجل الأعمى ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه، وهو رجلٌ جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان رسول الله يدعو رجالًا إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى، وكان ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه جالسًا هناك، فطلب ابن أمّ مكتوم من الرسول أنْ يعلّمه مما علّمه الله تعالى، وظل يلح في طلبه إلى أن شعر رسول الله بالضيق، وظنّ أنّ المشركين سيقولون في أنفسهم إنّ أتباع رسول الله هم العبيد والعميان والسفلة، فعبس في وجه الأعمى وأعرض عنه، وأتمّ حديثه مع الرجال، فأنزل الله آيات سورة عبس، فندم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأقبل على الرجل الأعمى وأصبح يكرمه وإذا رآه يقول له: مرحبًا بمَن عاتبني الله من أجله، كما ورد عن الطبريّ وقتادة أنّ سبب وجود ابن أمّ مكتوم هناك أّنه جاء يستقرئ النبيّ آية من القرآن، وقيل: إنّ الرجال الذين كانوا عند النبيّ صلى الله عليه وسلّم هم: عتبة بن ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأبو بن خلف وشيبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتحدّث معهم ويدعوهم إلى الإسلام.[3]

شاهد أيضًا: سبب نزول عبس وتولى ان جاءه الاعمى

مضامين سورة عبس

عالجت سورة عبس كغيرها من السور المكية أصول العقيدة الإسلامية، إلى جانب الحديث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال والشدائد كما تتطرق إلى دلائل القدرة الإلهية في خلق الإنسان والنباتات وأصناف الطعام، ومما تتضمنه السورة بشكلٍّ رئيس:[4]

  • عتاب الله سبحانه للرسول عليه الصلاة والسلام بشأن إعراضه عن الصحابي عبد الله بن أم مكتوم الأعمى أثناء سعيه لتعلُّم أمور الدِّين من الرسول وهو منشغلٌ بدعوة أكابر قريشٍ للإسلام.
  • التطرق إلى كفر الإنسان بالله والإشراك به رغم كونه هو المُنعم عليه بسائر النِّعم. الإتيان على مظاهر القدرة الإلهية في الكون.
  • الاستدلال على البعث والنشور.
  • التنويه إلى فضل ضعفاء المسلمين وقدرهم العالي عند الله عن أولئك أصحاب الغنى والجاه لكنهم كفرةٌ بالله.
  • ذِكر أهوال يوم القيامة وفرار المرء من أقرب الناس إليه.

وهكذا نكون قد تعرفنا على معنى يَزَّكَّى في سورة عبس، كما أدرجنا سورة عبس مكتوبة ، وتعرفنا القصة التي نزلت بسببها سورة عبس، وأخيرًا تعرفنا مضامين سورة عبس.

المراجع

  1. ^ سورة عبس , الآية 1-2
  2. ^ quran.ksu.edu.sa , تفسير سورة عبس , 11-06-2021
  3. ^ islamweb.net , سبب نزول سورة (عبس وتولى) , 11-06-2021
  4. ^ islamweb.net , سورة عبس , 11-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *