مقال عن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

مقال عن الثقة بالنفس والغرور

 حيث أنه يوجد التباس لدى البعض بالفرق بينهم، فالثقة بالنفس صفة حميدة يجب على أي شخص عاقل أن يتحلى بها، أما صفة الغرور صفة سيئة يجب أن نبتعد عنها، فهي ليست من صفات الناجحين، وتجعل الأشخاص الذين حوله ينفرون منه، وهذا مقال عن الثقة بالنفس والغرور لتتعرف على الفرق بينهم وتتجنب صفة الغرور.

مقال عن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

هناك شعرة فاصلة بين الثقة بالنفس والغرور، فيسأل العديد من الناس عن الفرق بينهم

مقدمة الموضوع

أكد خبراء علم النفس أن الثقة بالنفس هي أهم سبب من أسباب النجاح، أما الغرور هو الذي يفقد البعض المصداقية والاستمرار في النجاح، حتى لو كانوا مؤهلين ويحملون صفات تجعلهم متميزين وسط الأشخاص الذين حولهم، إلا أن الغرور يجعل الذين حولهم يكرهونهم، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التكبر في حديثه الشريف( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، وأمرنا الله عز وجل بالتواضع والابتعاد عن التكبر والغرور في قوله تعالى ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا).

صلب الموضوع

الثقة بالنفس هي أن يشعر الشخص بالراحة والطمأنينة والاعتزاز بالنفس، وقدرته على تحقيق ما يريد من الأهداف، وما يرد من حياته، مع احترام الذات وتقديرها، وكذلك رؤيته لذاته بأجمل صورة، ومن أهم المظاهر التي تظهر على الإنسان الذي يثق بنفسه هي شعوره بالطمأنينة، والسعادة، والتفاؤل، والإيجابية في جميع جوانب الحياة، وأن يستطيع أن يأخذ قراراته بسرعة فهو واثق من كل قراراته، ويستطيع أن يحل أي مشاكل تواجهه، ولديه مبادرة وقدرة عالية على القيادة، وقدرته على التحلي بالنجاح والعزيمة حتى يصل إلى ما يريد من أهداف.

والغرور هو أن يحب الشخص نفسه بطريقة تفوق الحد الطبيعي، وهو أيضا شعوره بالعظمة، وتخيله أنه وصل للكمال، مما يجعل الشخص يتصرف تصرفات غير صحيحة، مثل أنه يحاول أن يشعر الأفراد الذين حوله أنهم ناقصون، وأنهم ليسو في مكانته وأنهم أقل منه، وأنه لا أحد أعلى وأرقى منه، فلا يعود الغرور بالضرر إلا على من يمتلك هذه الصفة، مما يجعله غير محبوب وغير مرغوب في وجوده بين البشر، لأنه يشعر الذين حوله بأنهم أقل منه في المستوى، فيحصد نتيجة ذلك كراهية في قلوب الآخرين، ويعد الغرور مرض نفسي من أمراض العصر الحالي.

خاتمة الموضوع

نجد أن الثقة بالنفس لا يتحلى بها إلا الأشخاص أصحاب الأخلاق الحميدة والعالية، والغرور يتصف بها أصحاب القلوب الغير نقية، فيجب أن نجعل خلقنا كما أمرنا الله عز وجل، وكما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم. 

شاهد أيضاً: كيفية تطوير الذات

الفرق بين الغرور والثقة بالنفس

إن الثقة بالنفس تختلف اختلاف جذري عن الغرور ومن هذه الاختلافات:

  • تعد الثقة بالنفس هي اعتزاز بها والشعور بالطمأنينة لهذه النفس، وشعور الشخص برضاه عنها، أما الغرور هو أن يشعر الفرد بالكمال والعظمة، وهذا شعور كاذب يؤلفه الشخص بداخله.
  • تنبعث الثقة بالنفس من داخله بشكل طبيعي، فهي غير مصطنعة، ولكن الغرور يكون غير حقيقي، ويقوم الإنسان باصطناعه داخل النفس.
  • الثقة بالنفس يقوم ببنائها الشخص، ويستطيع الوصول إليها تدريجياً مع تطوير النفس مع شعوره بالانجاز والنجاح في جوانب الحياة المختلفة، أما الغرور فيكون بقرار الشخص فجأة أن يقوم بممارسة الدور أمام الآخرين.
  • الثقة بالنفس تجعل الشخص متواضع غير متكبر على أحد، بعكس الغرور الذي يجعل الشخص يقارن نفسه بالغير، ويرى أنه الأفضل، وأحسن منهم.
  • كلما زادت الثقة بالنفس كلما زاد قلب الشخص بالطمأنينة وشعوره بالسعادة وهي صفة محمودة، على عكس الغرور الذي كلما زاد جعلت الشخص متعجرفاً.
  • الثقة بالنفس تعبر عن ما بداخل الشخصية من شعوره بالثقة دون أي كذب أو خداع، بعكس الغرور حيث أنها مشاعر مزيفة مختلطة يعاني منها الإنسان المغرور، فيحصد كره وعداوة الآخرين.
  • الإنسان الواثق من نفسه يحصد الورد في جميع معاملاته، أما المغرور يحصد الشوك بسبب تكبره وغطرسته وعدم مساعدته للغير.
  • الثقة بالنفس لا تعني التكبر أو التعالي على أحد، فهناك شعرة بين المغرور والواثق من نفسه لا يدركها إلا العاقل فعليه الحذر من أن يقع فيها.
  • الواثق من نفسه يكون متواضعاً مع الآخرين، أما المغرور يكون متغطرس متعجرف.
  • الواثق من نفسه لا يضع نفسه في موضع المقارنات، المغرور يضع نفسه في موضع مقارنات مع الآخرين ويرى أنه أعلى منهم والتي لا يراها البعض كذلك، إلا أنه يعمل بها.

شاهد أيضاً: طرق تعزيز الثقة بالنفس

متى تهتز الثقة بالنفس

يعاني العديد من اهتزاز الثقة بالنفس، مما يجعلهم لا يستطيعون الوصول إلى ما يطمحون إليه، وهذه أبرز الأسباب التي تجعل الثقة بالنفس تهتز:

  • مقارنة قدرة الذات وحياتها مع الآخرين.
  • عدم الثقة بالله عز وجل.
  • عدم مواكبة المعلومات والعصر الحديث والتكنولوجيا، وعدم معرفة ما هو جديد يجعل الشخص قادر على التواصل مع من حوله بكل ثقة.
  • السلبية تجعل الذين حوله ينفرون منه.
  • الاقتناع بقدرات الشخص الداخلية، ومعرفة حدود طاقته ولا يكلفها فوق استيعابها.

حكم عن الغرور والثقة بالنفس

كما ذكرنا سابقاً في مقال عن الفرق بين الثقة بالنفس والغرور أن الثقة بالنفس وعدم الغرور والتكبر من الأوامر التي أمرنا الله عز وجل بها وأمرنا بها نبيه الكريم، ونستعرض في هذه الجزئية أهم الحكم عن الغرور والثقة بالنفس:

  • الناجحون هم فقط من يثقون في قدراتهم على الوصول إلى النجاح.
  • فكر دوماً ما الذي يسعدك، وابتعد عن أي شيء يقلقك، وكن واثقاً من نفسك، وعندئذ تكون وضعت قدمك على أولى خطوات النجاح.
  • الكبرياء هو أن يعتز الإنسان بكرامته وعدم قبول الإهانة من أي شخص.
  • قد يدمر الغرور الشخص، ويصله إلى الهلاك.
  • لا تتفاخر بمالك أو حسبك أو جمالك، فلست أنت بصانعه.
  • التكبر ما هو إلا نقص بداخل الشخص.
  • التطاول لا يرفع جاهل، والتواضع لا شخص عاقل، لكن يرفع التواضع صاحبه، وينزل من تطاول.
  • الغرور دليل على الذل والإهانة أكثر من أنه دليل على التكبر.
  • ما تكبر أحد إلا لنقص عنده، وما تطاول إلا لضعف أحس به.
  • عمل من دون توكل على الله غرور، وتوكل من دون عمل قصور.
  • الغرور وجه من أوجه الجهل.
  • يمكن أن يحول الغرور الملائكة إلى شياطين، ويحول التواضع الرجال إلى ملائكة.
  • الشخص الذي يثق بنفسه يعلم قدره ويحترمها كما يعلم نقاط ضعفه فيقويها، أما المغرور لديه شعور أنه كامل ولا ينقصه شيء.

شاهد أيضاً: الثقة بالنفس .. كيف تعزز ثقتك بنفسك

وفي نهاية مقال عن الفرق بين  الثقة والغرور نرجو أن نتحلى بالصفات الحميدة فالتكبر والغرور يبغضه الكرم، والتواضع يحبه الناس ويحمدوه، فخير الدقيق نازل من المناخل، وأخشه تصعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *