من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد .

من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد .

من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد . ويثبت عليه الكفر والضلال حتى مماته، فلا يتوب ولا يرجع إلى الله، ويُلقى خالدًا في عذاب جهنم في الحياة الآخرة، ومن خلال هذا المقال سنبيّن لماذا يُعدُّ من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد، وما معنى الختم على القلب، وما هي الأسباب التي تودي بالإنسان إلى هذا النهاية الوخيمة، كمّا سنبيّن هل من سبيل إلى التوبة بعد الختم على القلب.

من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد .

من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد . وبصره وسمعه بغشاوة، فلا يرى للهُدى سبيلًا، ولا يفقه شيئًا من آيات الله، وتتملكه الشياطين، وتتحكم به أهوائه، ويتمادى في المنكرات والمعاصي، حتى يحق عليه العذاب المذكور في قول الله تعالى: “خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”[1]، كمّا يُحرم من رحمة الله عزَّ وجل ومغفرته، ويخلد في الخزي والعذاب العظيم، وبهذا نرى أنَّه ليس من شيء يمكن أن يُصيب الإنسان أسوء من أن يُختم قلبه بالكفر والطغيان.[2]

أسباب الختم على القلب

كل ما يناله الإنسان في الدنيا أو الآخرة هو جزاء لأفعاله، وما قدمته يداه من خير أو شر، والله عزَّ وجل حاشاه أن يظلم أحدًا من عباده، كمّا ذكر في كتابه الكريم: “ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ”[3]، ولا يختم الله تعالى على قلب عبد ما لم تستوجب أعماله ذلك، وفيما يلي نذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلى الختم على القلب:[4]

  • كثرة المعصية: حيث أنَّ كثرة الذنوب، والاستخفاف بفعل المعاصي تُصدأ القلب وتُقفله، ويصير من طبع الإنسان العصيان، ويبتعد عن سبيل الهدى والتوبة.
  • الاستجابة للفتن: إنَّ ضعف الإرادة، وجعل الشهوات والأهواء تتغلب على القلب وتتحكم به تؤدي إلى مرضه والختم عليه.
  • التهاون بالعبادات: فمعصية الله تعالى أو ترك أوامره كلاهما تصل بالإنسان للختم على قلبه، كمّا يُخبرنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن من يترك صلاة الجمعة ثلاث مرات من غير عذر، إنَّما تهاونًا منه يُطبع على قلبه.

هل من توبة بعد الطبع على القلب

الله سبحانه وتعالى لا يردُّ من يرجع إليه بعد ما يعصيه، ولا يرفض توبة عبدٍ من عباده مهما كبُرت ذنوبه ومعاصيه، وكذلك من يختم الله تعالى على قلبه يمكن أنّ يتوب إليه ويُكفِّر عن ذنوبه إذا قدَّر له الله تعالى ذلك، إذ أنَّه قبل توبة من كان من أشدّ الكفار، ومن حارب الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآذاه، وهداهم إلى الإسلام بعد كفرهم، وفي قول الله تعالى: “بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا”[5]، ما يدل على إمكانية الإيمان بالله بعد الختم على القلب، وإمكانية هدايته وقبول توبته بإذن الله عز وجل، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هي الكبائر التي لا تغفر

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضّحنا من خلاله كيف أنَّ من أشد العقوبات أن يختم الله على قلب العبد . كمّا ذكرنا أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه العقوبة، بالإضافة لبيان هل يمكن أن يتوب المرء بعد أن يطبع الله تعالى على قلبه.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 7.
  2. ^ alukah.net , عندما يختم الله على القلوب , 13/09/2021
  3. ^ سورة آل عمران , الآية 182.
  4. ^ islamqa.info , هل قلب المسلم يُطبع عليه كما يطبع على قلب الكافر ؟ , 13/09/2021
  5. ^ سورة النساء , الآية 46.
  6. ^ islamweb.net , هل للمختوم على قلبه والملعون من توبة؟ , 13/09/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *