من أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين

من أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين ؟ يعتبر لقب خادم الحرمين الشريفين لقبًا من أشرف الألقاب التي ترك من أجلها السلاطين والملوك العرب الذين كانت مسؤولية إدارة الحرمين الشريفين تحت أيديهم ألقابهم المهيبة كحضرة السلطان وصاحب الجلالة، وسمى نفسه خادم الحرمين الشريفين، وخلال هذا المقال نتحدث عن معنى لقب خادم الحرمين الشريفين، وأول من لقب به؟ وآخر من يحمل هذا اللقب حاليًا، بالإضافة إلى المزيد من المعلومات عن الأشخاص الذين حازوا ذلك اللقب الكريم.

من أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين

إن أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين هو السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي القائد والبطل الإسلامي المشهور، واسمه بالكامل يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، وكنيته أبو المظفر، وقد كان يشرف مباشرة على إدارة الحرمين الشريفين، وهو الذي قام بتحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين، وقام بتأسيس وإقامة الدولة الأيوبية، ومن أشهر المعارك التي قادها القائد المظفر خادم الحرمين الشريفين صلاح الدين الأيوبي معركة حطين الشهيرة والتي وقعت في الرابع من حزيران عام 1187م حيث قاده الانتصار إلى تحرير القدس من أيدي الصليبيين.

شاهد أيضاً: ما التاريخ الذي دعا فيه خادم الحرمين الشريفين لاقامة صلاة الاستسقاء ؟

من هو السلطان الناصر صلاح الدين؟

ولد السلطان الناصر المظفر صلاح الدين الأيوبي سنة خمسمائة واثنتين وثلاثين للهجرة خلال النصف الأول من القرن السادس الهجري، وهو ينتمي إلى قلعة تكريت بالعراق، وأثبت شجاعة نادرة بين أقرانه، علاوة على حسن تخطيطه وتدبيره للحروب، ومن ثم برز اسمه كأحد الأبطال، وقد تأثر تأثيرًا كبيرً بعمه أسد الدين شيركوه قائد قوات الدولة الزنكية، ثم مؤسسًا لتلك الدولة القوية بالعراق وبلاد ما وراء النهر.

وقد ورث صلاح الدين الفروسية والذكاء والبطولة من عمه، بل وتولى قيادة الجيوش من بعده عام 564 ه ولم يكن صلاح الدين قد أكمل الثانية والثلاثين من عمره، كما استطاع صلاح الدين التخلص من أعدائه الفاطميين وأسس الدولة الأيوبية بمصر، وأعلن المذهب السني بعد أن دام المذهب الشيعي بمصر لقرابة ثلاثة قرون وتحديدًا 275 سنة، كما نذر صلاح الدين الأيوبي نفسه وحياته للحرب والجهاد، حتى توفي بعد حياة مليئة بالبطولات والكفاح والجهاد وكانت أشهر بطولاته ومعاركه هي معركة حطين.

لماذا لقب صلاح الدين الأيوبي نفسه بخادم الحرمين الشريفين؟

لم يأت لقب خادم الحرمين الشريفين الذي لقب به لأول مرة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي من فراغ، وإنما حاز صلاح الدين لقب خادم الحرمين الشريفين لأسباب كثيرة منها:

• رعايته الدائمة للحرمين الشريفين، وإشرافه المستمر على كل ما يخصهما.
• إصلاح الطرق التي يسير فيها الحجاج إلى الحرمين الشريفين، حاجين أو معتمرين.
• قام صلاح الدين بإلغاء الضرائب التي كانت مفروضة على الحجاج والمعتمرين.
• وقد قام السلطان صلاح الدين الأيوبي بتقديم خدمات جليلة خلال ملكه وسلطانه، مما جعله جديرًا بلقب خادم الحرمين الشريفين، وكان رحمه الله يحب هذا اللقب، أكثر من حبه للقب السلطان.

شاهد أيضاً: ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين

من الذي لقب بخادم الحرمين الشريفين بعد صلاح الدين؟

أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين في التاريخ عرفنا أن صلاح الدين الأيوبي كان أول من لقب بهذا اللقب، ولكنه ليس الوحيد، وإنما استحب الكثير من السلاطين والملوك من بعده هذا اللقب ولقبوا أنفسهم به، ومن أبرز هؤلاء:

السلطان المملوكي محمد بن قلاوون

وهو المعروف بالملك الناصر السلطان ناصر الدين محمد بن قلاوون المولود بمصر عام 684 خلال القرن السابع الهجري المقارن لعام 1258، في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي، وقد تولى السلطان الناصر محمد قلاوون مقاليد حكم مصر أثناء دولة المماليك عام 1263 م وذلك بعد مقتل أخيه الناصر خليل بن قلاوون، وكان عمر الناصر محمد بن قلاوون  وقت توليه حكم مصر والشام 19 سنة فقط، إلا أن فروسيته وشجاعته وحسن تدبيره قد فاق تلك السن الصغيرة وأكسبته الحروب خبرة طويلة، كما لقب السلطان الناصر محمد بن قلاوون بعدة ألقاب مثل ملك البحرين، وسلطان العرب والعجم والترك، والملك الناصر، صاحب القبلتين، إلا أن لقب خادم الحرمين الشريفين كان من الألقاب المحببة لديه.

السلطان العثماني سليم الأول

وكان من ألقابه الملك الغازي، نظرًا لكثرة غزواته ومعاركه الحربية التي خاضها، وهو سليم بن بايزيد بن محمّد الفاتح المشهور اختصارًا باسم السّلطان سليم الأوّل العثماني، وهو أول من سمى نفسه بأمير المؤمنين من السلاطين العثمانيين، وترتيبه السلطان التاسع بينهم، ومن أشهر الألقاب التي عرف بها سليم الشجاع، وملك البرَّين، وكاسر الجيشين، الملك العابس، وسليم قاطع الرقاب، كما لقب أيضًا بخاقان البحرين، وقاهر الإمبراطوريتين، كما نصب نفسه خليفة للمسلمين، وأطلق على نفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، حتى يستميل إليه قلوب المسلمين فيبايعونه بالخلافة، وقد أدى خدمات جليلة للحرمين وعبَّد الطرق المؤدية إليهما.

الملك فهد بن عبد العزيز أول من لقب بخادم الحرمين الشريفين من آل سعود

بعد وفاة السلطان العثماني سليم الأول ظل لقب خادم الحرمين الشريفين متواريًا عن الأنظار لفترة طويلة من الزمن، حتى جاء حكم آل سعود بالمملكة العربية السعودية، وبالرغم من رعاية آل سعود منذ تأسيس الدولة السعودية للحرمين الشريفين إلا أن أحدًا لم يفكر منهم بمنح نفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، حتى جاء الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وهو الملك الثامن عشر في ترتيب الملوك السعوديين منذ تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة، وخلال فترة حكمه وملكه، وتحديدًا عام 1986م أعلن الملك فهد بن عبد العزيز إلغاء لقب صاحب الجلالة الذي كان ينادى به دائمًا، واستبداله بلقب خادم الحرمين الشريفين، ومنذ ذلك الحين ارتبط لقم خادم الحرمين الشريفين بملك السعودية وخادمها، ولا أحد يلقب نفسه بهذا اللقب إلا الملك فقط، باعتباره الراعي الأساسي للحرمين الشريفين.

شاهد أيضاً: عبارات تجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

ما معنى خادم الحرمين الشريفين؟

معنى خادم الحرمين الشريفين أي من يقوم برعاية وخدمة الحرم المكي بمكة المكرمة، والحرم النبوي بالمدينة المنورة، وهو الشخص الذي يقوم على رعاية الحجاج والعمار وتوفير إقامة لائقة بهم باعتبارهم ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام وزواره، ومن هنا يأتي شرف لقب خادم الحرمين الشريفين، من قداسة المكان وشرفه عند الله وعند سائر وكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

من آخر من لقب بلقب خادم الحرمين الشريفين

آخر من حاز لقب خادم الحرمين الشريفين هو الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز آل سعود الملك العشرون للمملكة العربية السعودية، حيث مازال – حفظه الله – ينال هذا اللقب ويرعى شؤون خدمة الحرمين والحجاج والزوار لبيت الله الحرام والمسجد النبوي.

شاهد أيضاً: تولى الملك سلمان الحكم في القرن .. متى تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم

وفي ختام مقالنا تعرفنا على من أول من حمل لقب خادم الحرمين الشريفين نكون قد عرفنا أن أول من لقب بخادم الحرمين الشريفين على الإطلاق هو الملك والسلطان المظفر صلاح الدين الأيوبي، ومن الأشخاص الذين لقبوا به، السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والسلطان العثماني سليم الأول، وحديثًا كان الملك السعودي فهد بن عبد العزيز رحمه الله هو أول من لقب من ملوك آل سعود بلقب خادم الحرمين الشريفين.