من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز

من اعمال الخليفة عمر بن عبد العزيز

من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الذي امتاز عهده بأنه أقرب إلى حكم الخلفاء الراشدين، فساعد على رفعة مكانة الدين الإسلامي وحقق العديد من الإنجازات الملموسة الباقية إلى اليوم مما يدل على رشده وفطنته ورجاحة عقله، فكان بذلك عصره مميزًا عن باقي عصور الدولة الأموية وما يليها، وتشابهت سيرته كثيرًا مع سيرة الخلفاء الراشدين، كما اعتبره البعض من المجددين في الدين الإسلامي وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-  أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ اللَّهَ يبعثُ لِهَذِهِ الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها”، وقال في ذلك الإمام أحمد ابن حنبل وغيره من علماء المسلمين أن الخليفة عمر بن عبد العزيز من هو على رأس المائة الأوائل المجددين الذي أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز

لقد امتازت فترة حكم الخليفة عمر بن عبدالعزيز بالكثير من الإنجازات التي جعلت لعهده بريقًا جذابًا بين الدولة الأموية بأكملها، ومن تلك الإنجازات ما سنذكره في السطور التالية:

  • عم العدل والسلام بين أرجاء الدولة الإسلامية في عهده فكان أشبه في حكمه بحكم سيدنا عمر بن الخطاب في رده المظالم وعزله للولاة الفاسدين وتطبيق لنظام الشورى كما عمل على تطوير العلم ونشره وتدرين الحديث الشريف والسنة النبوية.
  • لم يعد نفسه حاكمًا على الناس بل اعتبر حاله خادمًا لهم ومسؤولًا عن مصالحهم وأداء حقوقهم، فلم يكن في عهده مظلومًا إلا ورد له مظلمته.
  • قام فور توليه الخلافة بإعادة جميع الأموال المبددة من بيت مال المسلمين بغير حق ومن دون فائدة من ماله الخاص.
  • قام بالتفتيش عن الولاة الفاسدين في جميع أنحاء الدولة ويجمعهم ثم قام بعزلهم وتعيين ولاة صالحين بدلًا منهم.
  • أعاد نظام الشورى للحكم واعتبرها باب رحمة ولا يضل من يستشير.
  • بدأ في إرسال علماء للأمصار لتعليمهم الدين الإسلامي وتفقيه الرعية في شتى شؤون دينهم ودنياهم.
  • أمر بجمع السنة النبوية والحديث الشريف وتدوينه، خوفًا عليه من الفقدان، والتعكير بالأحاديث المغلوطة والسنين الغير صحيحة.
  • وقام أثناء ولايته على المدينة المنورة بتجديد المسجد النبوي وتحسين بناءه وعمارته.
  • أمر أثناء خلافته ببناء مسجد سمي بعد ذلك بمسجد عمر بن عبد العزيز ويعد من المساجد التاريخية ويقع في مدينة صلاح الدين الأيوبي بمنطقة الدور في العراق، ومازال المسجد قائمًا حتى الآن وقد قام المشايخ بترميمه عدة مرات ويتسع المسجد لعدد كبير من المصلين قد يصل إلى ألفي مصلى ويحمل عدة قباب تتوسطها قبة كبيرة، ويقوم المسجد إلى الأن بأداء وظيفته في أداء جميع الصلوات المكتوبة.

شاهد أيضًا: الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله لا يُعدُّ من الصحابة لأنه

نسب عمر بن عبد العزيز

هو أبو حفص بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي وينتهي نسبه إلى معد بن عدنان، فكان أموي من قبيلة قريش ولكنه ولد عام ٦١ هجريًا وعاش في المدينة المنورة، وتزوج من أحفاد عمر بن الخطاب فكانت زوجته ليلى ابنة عاصم بن عمر ابن الخطاب، ومن أهم المعلومات عنه ما يلي:-

  • كان عمر بن عبدالعزيز يحفظ القرآن الكريم من صغره وأخذه منهجًا ودستورًا له في الحكم في الكبر.
  • كان تقيًا وورعًا ويطبق كتاب الله وسنة رسوله في شتى أموره.
  • وكان من ورعه أنه عندما تولى الخلافة ترك قصر الخلافة في دمشق وذهب للعيش في منزله الذي لا يحتوي إلا على الحصير وخلع لباسه الثمين وتبرع بجميع ملابسه لبيت مال المسلمين وترك واحدًا فقط يرتديه طوال أيام الأسبوع ثم يقوم بغسله يوم الجمعة وينتظر حتى يجف ثم يرتديه ويخرج للصلاة، كما كانت زوجته تقية مثله فقد تخلت عند زخارف الحياة ومتاعها وعاشت معه في بيته المتواضع ولم تطمع يومًا في العيش في قصر الخلافة.

خلافة عمر بن عبد العزيز

لم تكن خلافة عمر بن عبد العزيز أول عهده بالحكم بل تولى قبلها أميرًا على المدينة المنورة في عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان، ولكنه قام بعزله بعد ذلك بسبب تدخل من الحجاج بن يوسف الثقفي، مما دفع عمر بن عبدالعزيز للانتقال للعيش في دمشق لكي يقترب أكثر من الخليفة، حتى توفي الخليفة وتولى الحكم من بعده سليمان بن عبد الملك وعين عمر بن عبد العزيز وزيرا له وأوصى أن يكون خليفة له بعد موته وهذا ما حدث، فقد استحقها بجداره لفطنته وورعه.

وفاة عمر بن عبد العزيز

توفي عمر بن عبدالعزيز بمرض السل وقيل أيضًا أنه مات بسبب سم وضعه مولى له، بسبب ألف دينار أخذها هذا الرجل خفية من بيت مال المسلمين فأخذها عمر منه وردها لموضعها وأطلق سراح الرجل، وكان يدعو الله كثيرًا وهو يحتضر وينظر إلى السماء ومات وهو يقرأ قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. وكان عمره عند وفاته تسعة وثلاثون عام وكانت مدة خلافة عامان وخمسة أشهر وتوفي في حمص.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من اعمال الخليفة عمر بن عبد العزيز الاهتمام بجمع أموال المسلمين وجمعنا أكبر قدر ممكن عن تلك الخليفة العادل الذي ذاع صيته في جميع أنحاء الدولة الإسلامية وذكره الكثير من العلماء بالعدل والصلاح والورع، وأثر قلوب الكثير من رعيته برغم قصر مدة خلافته ولكنها كانت مليئة بالإنجازات والاصلاحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *