من المعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبة الجزيرة العربية

من المعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبة الجزيرة العربية

سنتحدث في هذا المقال عن المعتقدات الباطلة التي انتشرت شبه الجزيرة العربية، والتي سماها القديمون أيضًا بجزيرة العرب، أو أرض العرب، نسبةً إلى سكانها من العرب، فقد مرَت شبه الجزيرة العربية عبر التاريخ، بمراحل من الازدهار والانهيار، وسادت فيها قبل ظهور الإسلام الكثير من العادات الباطلة، وفي هذا المقال سنتعرف على شبه الجزيرة العربية، والمعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبة الجزيرة العربية، وسنتعرف أيضًا على شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.

شبه الجزيرة العربية

هي أكبر شبه جزيرة وثاني أكبر شبه قارة في العالم، تقع في جنوب غرب آسيا عند تلاقي آسيا مع إفريقيا، يحدّها من الشمال الشرقي الخليج العربي، ومضيق هرمز وخليج عمان من الشرق، وبحر العرب في الجنوب الشرقي، وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الجنوب الغربي والغرب، عاش العرب فيها منذ قديم الزمان، وسميت بجزيرة العرب أو أرض العرب نسبةً لهم، وتمتلك شبه الجزيرة العربية احتياطيًا كبيرًا من النفط والغاز، كما تُعد من أكثر مناطق العالم إنتاجًا للتمور والنخيل، كما أنَّ الطقس في شبه الجزيرة العربية يتميز بكونه شديد الحرارة والجفاف بشكل عام، لكنه توجد بعض الاستثناءات في المناطق المرتفعة التي تتميز بالبرد كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر، وفي الحدود الساحلية أيضًا يتميز الطقس بالبرودة والرطوبة، كما تخلو شبه الجزيرة العربية من وجود الغابات فيها.

من المعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبة الجزيرة العربية

انتشرت المعتقدات الباطلة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، كما تفشّت هذه المعتقدات في المجتمع، وشكلت عادات مغلوطة، في جميع نواحي حياة أهلها، فكان الخلل في جميع حالاتهم الاجتماعية والفكرية والثقافية والدينيّة، ومن المعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية نذكر:[1]

  • الوثنية: على الرغم من وجود بعض الموحدين الذين سمّو بالأحناف إلّا أنّه قد انتشرت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام عبادة الأصنام، فكانوا يعبدون مجسمات مصنوعة من الحجارة أو الخشب أو الحديد أو غيرها من المواد، كانوا يستعينون بها للتقرب من الله ويصلّون لها ويدعونها، كما استعانوا بالتعاويذ والرقى كأن يحملوا كعب أرنب أو سن ثعلب، واعتقدوا أنها تساعد على حمايتهم، كما كانوا يقدّسون النجوم والشمس والكواكب والنار، ويكثرون من الكهانة والسحر، واتخذوا أماكن محددة للعبادة أشهرها الكعبة المكرمة، فقد أحاطوها بالأوثان والأصنام، ومن أشهر الأصنام التي عبدوها في ذلك الحين اللات والعزّة وهبل وسواع وودّ، فقد كان الإيمان بتوحيد الله تعالى شيه معدوم في شبه الجزية العربية.[2]
  • العصبيّة القبليّة: فقد كانت الجزيرة العربية مكونة من وحدات اجتماعية تسمى القبيلة، ولكل قبيلة شيخ يرأسها، وتتكون من ثلاث فئات، الأولى هي الصليبية وهي تعني الأشخاص الذين تربطهم صلة دم أو قربى ضمن القبيلة، والثانية الحلفاء وهم مجموعات صغيرة ممن لجأوا للقبيلة للاحتماء بها، والعبيد وهم كانوا أسرى الحرب أو مصدرهم الشراء، فكان أفراد القبيلة قبل الإسلام يتحالفون بشكل عصبيّ للقبيلة، أي يؤيدون بعضهم في كل الأمور دون معرفة  الصواب أو الخطأ، وحتى لو كان أفراد القبيلة مخطئين فعلى جميع القبيلة التحالف معهم وإلّا كان يعدّ من يخالفهم من الخائنين وغير المخلصين للقبيلة.
  • الحروب الجاهلية: انتشرت الحروب بين القبائل في شبه الجزيرة العربية، واستمرت الحروب فيما بين العرب لفترات طويلة، دون أسباب وجيهة للحرب، حتّى أنّ أسباب الحروب بالغالب كانت غير ذات أهميّة، بل مصدرها الغرور والتكبّر الذي كان يميّز أغلب سكان شبه الجزيرة العربيّة، ومن هذه الحروب حرب الأوس والخزرج في المدينة، وبكر وخزاعة قرب مكّة وحرب البسوس، وداحس والغبراء، وغيرها من الحروب التي كانت ترعب سكّان شبه جزيرة العرب وأهلها.
  • وأد البنات: كان أهل الجزيرة يكثرون من إنجاب الأطفال، ويعتقدون أنَّ إنجاب الكثير من الأطفال هو من الأمور التي تدل على القوة، فإنَّ أولادهم الذكور يشكلون عزوة وسندًا في معاركهم وغزواتهم ضدّ الأعداء، وكانوا يكرهون إنجاب الإناث لأنهم اعتبروا إنَّ الإناث يجلبن العار، فكانت الإناث في الكثير من قبائل شبه الجزيرة العربية يتعرضن للوأد أو السبي، فيتم بيعهن أو شراءهن كأنهن سلعة.
  • عادات الزواج: كان الزواج في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام على شكل خطبة ومهر بالأغلب، وهذا ما أمرنا به الإسلام، ولكن أيضًا كان يأخذ صيغًا أخرى حرّمها الإسلام، ولا يقتصر على الزواج امرأة واحدة أو عدد محدد من النساء، بل كان التعدد والزواج بالكثير من النساء أمرًا شائعًا، ولم يكن للمرأة الحق في رفض أو قبول الزواج بشخص ما، وهذا ما حرمّه دين الإسلام.

شاهد أيضًا: اكبر الهضاب في شبه الجزيرة العربية

شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام

تشّكلت في شبه الجزيرة العربية العديد من الممالك المزدهرة، وأشهرها مملكة سبأ التي ظهرت في القرنين العاشر-التاسع قبل الميلاد، وقد قامت هذه المملكة على أرض اليمن، واشتهرت في بناء السدود مثل سد مأرب، ومن الممالك التي وجدت أيضًا قبل الإسلام مملكة كندة والتي ظهرت في عام 547 قبل الميلاد، والتي قامت في نجد جنوب الرياض، واستمرت المملكة للقرن السابع الميلادي، وحضارة دلمون التي قامت في البحرين وشرق الجزيرة العربية، والتي أشادت أضخم مقبرة في العالم ولا تزال حتى يومنا هذا، كما نشأت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام مدائن صالح والتي تزامنت مع عهد النبي صالح، والتي تعد من الأماكن التاريخية الشهيرة، في القرن السابع ظهر الإسلام وبدأ بالانتشار والتوسع في أرجاء شبه الجزيرة العربية والذي كان نقطة تحول في تاريخ شبه الجزيرة العربية والبشرية جمعاء.[3]

شكل دين الإسلام نقطة تحول في تاريخ شبه الجزيرة العربية، فهي قبل بدء الإسلام تختلف بشكل كلّي عما أصبحت عليه فيما بعد، فمع انتشار الكثير من العادات الباطلة والمغلوطة في الجزيرة جاء دين الإسلام ليصححها ويضع كل شيء على المسار الصحيح، وقد تعرفنا في هذا المقال على شبه الجزيرة العربية، والمعتقدات الباطلة التي انتشرت في شبة الجزيرة العربية، وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *