من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر

من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر

من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ لله -عزَّ وجلَّ- حقوقًا على عباده، وبناءً على ذلك فما صحةُ هذه العبارةِ المذكورةِ في مقدمة المقال؟ وما حكمُ طاعةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- وما حكمُ ذكره وشكره؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر

إنَّ هذه العبارةِ المذكورة في هذا العنوان تعدُّ عبارةً صحيحةً صائبةً، وهي واردةٌ عن الصحابيِّ الجليل عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه- بإسنادٍ صحيحٍ موقوفٍ، حين فسَّر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.[1][2]

تنبيه: إنَّ بعضًا من أهلِ العلمِ ذهبوا إلى تضعيفِ عبارة “مِن حقِّ اللهِ تَعالى أنْ يُطاع فَلا يُعصى، وان يُذكر فضلا يُنسى، وأنْ يُشكرْ فَلا يُكفر؛ إذ أنَّهم عدُّوه حديثًا منكرًا، وبعضهم عدُّوه حديثًا واهيًا.

شاهد أيضًا: حق الله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم

حكم طاعة الله

أوجب الله -عزَّ وجلَّ- على كلِّ مسلمٍ مكلفٍ بالغٍ عاقلٍ بطاعته، وقد تضافرت النصوص القرآنية التي تدلُّ على الأمرِ بذلك، وفي هذه الفقرةِ من مقال من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}.[4]
  • قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[5]
  • قال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ}.[6]

شاهد أيضًا: هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة

حكم ذكر الله

أمرَ الله -عزَّ وجلَّ- عبده المسلمينَ بذكره، حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، كما أنَّه امتدح الذاكرينَ والذاكراتِ، حيث قال: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[7]

شاهد أيضًا: من اسباب الفلاح ذكر الله والصلاه الدليل على هذا في سورة

حكم شكر الله

أمر الله -عزَّ وجلَّ- عباده بشكره على نعمه التي أنعمها عليهم، وأوجب ذلك عليهم، وقد تضافرت الأدلة من نصوص القرآنِ الكريمِ على ذلك، وفي هذه الفقرة من مقال من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، سيتمُّ ذكر بعض هذه الأدلة، وفيما يأتي ذلك:[8]

  • قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.
  • قال الله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
  • قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
  • قال الله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

شاهد أيضًا: حكم نسبة بعض نعم الله الى الخلق و نسيان المنعم الحقيقي وهو الله

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان من حق الله تعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ، والذي تمَّ فيه بيان أنَّ هذه العبارةُ مرويةٌ عن الصحابيِّ الجليل عبدالله بن مسعود، كما تمَّ بيانُ حكمِ طاعةِ الله -عزَّ وجلَّ- وحكم ذكره وشكره.

المراجع

  1. ^ آل عمران: 102
  2. ^ تفسير القرآن، ابن كثير، مرة بن شرحبيل، 17/2
  3. ^ islamweb.net , طاعة الرسول وارضاؤه من طاعة الله , 11/11/2021
  4. ^ التغابن: 12
  5. ^ آل عمران: 132
  6. ^ التوبة: 62
  7. ^ الأحزاب: 35
  8. ^ islamweb.net , حكم شكر النعم , 11/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *