من مات ابوه وهو دون سن البلوغ

من مات ابوه وهو دون سن البلوغ

من مات ابوه وهو دون سن البلوغ قد يفقد الطفل أحد أبويه أو كلاهما معًا وهو في الصغر، وذلك مما لا شك فيه أن ذلك يسبب له الكثير من العوائق والعقبات حتى يكبر ويصبح شخص بالغ وعاقل قادر على تحمل مسؤولية نفسه، ومن مات أبوه وهو دون سن البلوغ يطلق عليه في اللغة العربية والشريعة الإسلامية اسم معين.

من مات ابوه وهو دون سن البلوغ

من مات أبوه وهو دون سن البلوغ يسمى باليتيم أي من مات وهو دون سن الحُلم، لذلك من مات أبوه وهو شخص بالغ عاقل فهو ليس بيتيم بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يُتْمَ بعد احتلام” ومن فقد كلتا أبويه دون سن البلوغ هو اللطيم، لذلك ليس كل يتيم لطيم ولكن كل لطيم يتيم، ويبقى الطفل يتيمًا أو لطيمًا لحين مرحلة البلوغ فقط، ويبلغ عدد الأيتام في قارة إفريقيا 34,294 نسمه فيما يعادل ١١.٩٪ من عدد سكان القارة، بينما عدد الأيتام في قارة آسيا هو 65,504 وذلك يعادل نسبة ٦.٥٪، وعدد الأطفال اليتامى في قارة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هو 8,166 وذلك يعادل نسبة ٦.٤٪ من إجمالي عدد السكان.

اليتم في الدين الإسلام

لقد أوصانا وحثنا ديننا الحنيف على رعاية وكفالة اليتيم، وذلك يعد من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، بجانب أن كفالة اليتيم عمل طيب يقدسه كل الشرائع السماوية كاليهودية والمسيحية، وكل المجتمعات تقدر ذلك الفعل الطيب في مختلف الأماكن والأزمنة، ولقد ذكر في القرآن الكريم لفظ اليتيم ثلاثة وعشرين مرة في عدة مواضع مختلفة، ولقد حثتا الله عز وجل ورسوله الكريم على كفالة اليتيم في الكثير من المواضع، من ضمن تلك المواضع، ما يلي:

  • قول الله عز وجل في سورة البقرة: “فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
  • قال الله تعالى: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
  • قال الله عز وجل: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا”.
  • ما روي عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى”.
  • ما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر”.
  • ما روي عن ابن عباس، أَنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قالَ “مَنْ قَبَضَ يَتِيماً مِنْ بَيْنَ المُسْلِمينَ إلىَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ البَتَّةَ إلاَّ أَنْ يَعْمَلَ ذَنْباً لا يُغْفَرُ له”.

شاهد أيضًا: كيف اكفل يتيم وما هي شروط كفالة اليتيم في السعودية

الوصاية على اليتيم في الإسلام

الولاية على اليتيم وماله تكون للجد لأب إن لم يكن الأب قد أوصى بها لإنسان معين قبل وفاته، وإن لم يكن الجد لأب يصلح للولاية أو غير موجود أو قد توفاه الله تذهب الولاية للأم، ومن بعد الأم تكون للعصبات كالأخ والعم، وإن وجد عدد مِن مَن لهم الحق في الولاية على مال اليتيم والوصاية عليه يختار بينهم الحاكم، ويختار الأصلح منهم، من حيث القوة والأمانة وحفظ وصيانة الأموال.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أن من مات أبوه وهو دون سن البلوغ يسمى باليتيم أي من مات وهو دون سن الحُلم، لذلك من مات أبوه وهو شخص بالغ عاقل فهو ليس بيتيم بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يُتْمَ بعد احتلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *