من مكفرات الذنوب

من مكفرات الذنوب

من مكفرات الذنوب عدة أشياء حيث يغفر الله تعالى الذنوب لمن شاء من عباده، ويرفع درجة من شاء، فهو الحي للقيوم القادر على كل شيء جلا علاه، كما أن الله تعالى أرشد أمة الإسلام إلى العديد من الأعمال الصالحة التي بها تُكفر الذنوب، وتُمحى الخطايا، وذكرت تلك الأعمال الصالحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

من مكفرات الذنوب

أرشدنا الله تعالى في القرآن الكريم وأرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة إلى الكثير من الأعمال الصالحة التي تكفر الذنوب، وترفع من درجات العبد، من ضمن تلك الأعمال، ما يلي:

  • الصلاة تكفر الذنوب، وتحمي الخطايا، وترفع درجات العبد عن الله تعالى: بدليل ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ”.
  • الوضوء، من ضمن أكثر العبادات التي تمحي ذنوب العبد، وتقربه من الله تعالى، بدليل ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهَ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟” قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: “إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطى إلَى المسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ”.
  • الاستغفار يكفر الذنوب ويمحي الخطايا: “بدليل قول الله عز وجل: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.

ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنبًا فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة، ومن الآيات الدالة على فضل الله عز وجل وتكرمه بغفران الذنوب، وتكفير السيئات قوله عز وجل: “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحيم”.

روي عن علي رضي الله عنه أيضًا أنه قال: كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله حديثًا نفعني الله عزّ وجلّ بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدّثني أحد من أصحابه استحلفته؛ فإذا حلف صدّقته قال : وحدّثني أبو بكر وصدق أبوبكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: “ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له” ثم تلا قوله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.

  • التصدق من ضمن الأعمال الصالحة التي تكفر الذنوب، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة” وما روي عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
  • “الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ”.
  • الصيام، وبالأخص صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والكثرة من صيام التطوع، كصيام الأثنين والخميس كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.

ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: “الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ” وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أيضًا أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”.

شاهد أيضًا: ماهي كبائر الذنوب

هل بر الوالدين يكفر الذنوب؟

بالطبع بر الوالدين يكفر الذنوب، ويمحي الخطايا، ويرفع من درجات العبد ويقربه من الله عز وجل، كما أن بر الوالدين يزيد من الخيرات، ويبارك في الرزق، بدليل ما روي عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ”.

روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أيضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: “رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ”.

هل تفريج كربات المسلمين يكفر الذنوب؟

بالطبع تفريج كربة العباد والوقوف بجانبهم وقت الشدائد، ومد يد العون لهم، بالأخص الضعيف منهم عليه أجر كبير وتكفير للذنوب، بدليل ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..

وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من مكفرات الذنوب الصيام والصلاة والصدقة حيث أرشدنا الله تعالى في القرآن الكريم إلى الكثير من الأعمال الصالحة التي تكفر الذنوب، وترفع من درجات العبد، من ضمن تلك الأعمال، الصلاة، والضوء، والاستغفار، وبر الوالدين، وتفريج كربات العباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *