من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ جزيرة العرب زمن النبيِّ كان فيها المسلم والمشركَ وأهل الذمة، فكيفَ كان تعاملَ النبيِّ معهم؟ وما الدليل على ذلك؟ وكيف كان يتعامل مع يهود المدينة؟ وكيف كان تعامله مع الزعماء والوفود؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين

لقد كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليه ِوسلَّم- يتعامل معَ غيرِِ المسلمينَ بالبرِّ والقسطِ والإحسانِ، ما لم يقفوا هؤلاءَ في وجه دعوته ولم يبدأوا بالعدوانِ،[1] وذلك تطبيقًا لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،[2] وفيما يأتي تفصيل ذلك:

العفو والصفح مع غير المسلمين

إنَّ من هدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مع غير المسلمين أنَّه كان يعفوا ويصفحَ عنهم، ويظهرُ ذلك جليًا من قصة المرأةِ اليهودية التي أرادت قتلَ رسول اللهِ، من خلال شاةٍ مسمومةٍ أحضرتها إليه، ولمَّا علمَ النبيُّ بذلك، طلب إحضار تلك المرأةَ، واترفت له بذلك، فأراد الصحابة الكرام قتلها، إلَّا أنَّ رسول الله رفض ذلك وعفا عنها.

وقد جاءت هذه القصة في الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ امرأةً يَهوديَّةً أتت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بشاةٍ مسمومةٍ فأَكلَ منْها فجيءَ بِها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فسألَها عن ذلِكَ ؟ فقالت : أردتُ لأقتلَكَ قالَ : ما كانَ اللَّهُ ليسلِّطَكِ على ذلكَ أو قالَ عليَّ فقالوا ألا نقتلُها قالَ لا قالَ أنس فما زلتُ أعرِفُها في لَهواتِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ”.[3]

شاهد أيضًا: موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه

البرِّ مع غير المسلمين

ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين أنَّه كان يُبرَّهم ويقومُ بزيارتهم، ويظهر ذلك جليًا من خلال برِّه للغلام اليهودي الذي مرضَ، والذي قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم بزيارته ودعوته إلى الإسلام، وبالفعلِ أسلم الغلام.

وقد روى الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذه القصة حيث قال: “كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ”.[4]

تعامل النبي صلى الله عليه وسلم سياسيًا مع غير المسلمين

بعد أن هاجر رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إلى المدينة المنورة، وما تبع هجرته تلكَ من إقامةِ الدولة الإسلامية وبناءها، فقد كان آنذاك أمام حقيقة تتمثل بضرورة التعامل مع اليهودِ، وحيث أنَّهم كانوا يشكلِّون قوةً اقتصاديةً، فقد ارتأى النبيُّ أن ينظَّم التعاملَ معهم بما يحفظَ لهؤلاء حقوقهم ويبيِّن لهم واجباتهم، وبناءً على ذلك فقد أبرمَ رسول الله معهم وثيقةً، وفيما يأتي بنودها:[5]

  • أنَّ لهم حريةَ العقيدة.
  • أنَّ لهم ذمة مالية مستقلة.
  • أن يتمَّ التعاون بين المسلمين واليهود على حماية المدينة حال الحرب.
  • أن يكون التعامل بينهم قائمًا على العدل التام والإحسان.
  • أن يتمَّ المناصحة فيما بينهم بالخير.

شاهد أيضًا: وثيقة المدينة نظمت العلاقة بين المسلمين واليهود من خلال بنود منها

تعامل النبي مع الزعماء غير المسلمين

لقد كان تعامل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع الزعماء في قمة الرقيِّ، ويظهر ذلك جليًا من رسائله التي خاطب بها الزعماءَ آنذاكَ، حيث خاطبَ كلَّ واحدٍ منهم بوصفهِ بغضِّ النظرِ عن عقيدته، وأظهر لهم كاما الاحترامِ والتقديرَ، بالإضافة إلى أنَّه كان يُكرم الرسلَ والوفود التي كانت تأتي إلى المدينة المنورة، ويظهر ذلك جليًا من وصيته قبل موته حيث قال: “وأَجِيزُوا الوَفْدَ بنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ”.[6]

شاهد أيضًا: من أمثلة ملاطفة النبي للوفود

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين ، وفيه تمَّ بيانُ أنَّ معاملةَ النبيِّ لغيرِ المسلمنَ كان يملؤها البرُّ والإحسان والصفح والعفو، كما تمَّ بيان كيف كان تعامله السياسي معَ اليهودِ والزعماء والملوك.

المراجع

  1. ^ islamway.net , معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين , 28/12/2021
  2. ^ الممتحنة: 8
  3. ^ حديث صحيح
  4. ^ حديث صحيح
  5. ^ islamstory.com , ما هي وثيقة المدينة أو معاهدة المدينة التي كانت بين الرسول واليهود ؟ , 28/12/2021
  6. ^ حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *