من هم اصحاب الرس ولماذا تم تسميتهم بهذا الاسم

من هم اصحاب الرس

من هم اصحاب الرس الذي قال عنهم الله تعالى في سورة الفرقان: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا } وقال تعالى في سورة ق: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ }، وقال عنهم العلما»ء والمفسرون أنهم كانوا قوم يعبدون شجرة من أشجار الصنوبر تسمى شاهدرخت، وكان قد قام بزراعتها ولد سيدنا نوح عليه السلام يافث.

من هم اصحاب الرس

أصحاب الرس هم قوم كافرون كانوا يشركون بالله ويعبدون شجرة الصنوبر التي زرعها يافث بن سيدنا نوح عليه السلام، وليس هذا فقط بل إنهم رسوا نبي الله الذي كان يدعوهم للتوحيد، وكان لدى أصحاب الرس ما يقرب من ثلاثة عشرة قرية في بلاد المشرق على ضفة نهر الرس، وقد قال عنهم العلماء أنهم هم الذين قتلوا مؤمن آل ياسين، وألقوه في البئر، وقالوا أخرون أنهم من نسل يهوذا الذي كانوا يعبدون شجرة الصنوبر.

لماذا سمي هؤلاء القوم بأصحاب الرس

اختلف العلماء في سبب تسميتهم بأصحاب الرسل فهناك من قال أنهم سموا كذلك بسبب ما فعلوه مع نبيهم وقاموا برسه في الأرض وقال أخرون أنهم سموا بذلك نسبة لنهر الرس الذي كانوا يعيشون على ضفافه في بلاد المشرق، وقال وهب بن مُنَبِّه: أن الله تعالى أرسل إليهم شُعَيْبًا فكذبوه وقتلوه، وقال قتادة: أن أصحاب الرسِّ وأصحاب الأيكة ليسوا أمة واحدة بل هم اثنان وأرسل الله تعالى لكل منهم نبي الله شعيب فأصحاب الأيكة كذبوه وأصحاب الرس قتلوه، وقيل: أن أصحاب الرس قوم كانوا يعيشون باليمامة، وقيل: انهم أصحاب الأخدود، وقد يكون الله تعالى لم يذكر نبيهم على رسولنا الكريم وقد يكون هو حنظلة بن صفوان، وقيل أنهم تم تسميتهم بأصحاب الرس نسبة لنهر الرس الذي كانوا يعيشون عليه وهو موجود في منقطع آذربايجان.

عقيدة أصحاب الرس

كان لدى أصحاب الرس نهر كبير عذب المياه وكانت قراهم تحيط بضفاف هذا النهر الغزير وكانوا يتميزون بأنهم الأطول عمرا وكانت أعظم مدنهم مدينة اسفندار، وكانت اسفندار بها عين مائية يروى بها شجرة الصنوبر وقاموا بغرس ثمرة من ثمار الصنوبر في كل قرية من المدينة وصنعوا عيونا متفرعة من العين الرئيسية ثم وضعوا قانونا يحرم الشرب من أي من هذه الأعين سواء كان إنسانا أو حيوان أو طير، ومن يخالف ذلك القانون يعاقب عقوبة رادعة.

وكان يعتقد هؤلاء القوم أن تلك الأعين هي السبب في حياة الآلهة التي يعبدونها، لهذا السبب حرموا الشرب منها لكي لا يتأذى الآلهة، وكانت كل قرية تقدم للشجرة التي بقريتها قربانا كل شهر بالتوالي طوال العام، وكان لهم طقوس خاصة بتقديم القرآن فكانوا يذبحون ويشعلون النيران حتى يصل دخان النيران عنان السماء ولا يستطيعون رؤية الشجرة بسبب كثافة الدخان، فسجدوا يبكون ويتوسلون للشجرة أن تعفو عنهم.

وذات عيد استغل الشيطان ذلك الطقس وقرر الاستفادة منهم فقام بتحريك أغصان الشجرة ويتحدث ويخبرهم أنه قد رضي عنهم، فيبدأون في مراسم الاحتفال ويشربون الخمر ويأكلون اللحوم ويظلوا يتراقصون طوال الليل.

النبي المرسل لأصحاب الرس

وظل أصحاب الرس هكذا على كفرهم وعندهم حتى أرسل الله عز وجل لهم نبي من بني إسرائيل من نسل يهوذا بن يعقوب عليه السلام، لكي يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة هذة الأشجار التي لا تنفع ولا تضر، وظل يدعوهم سنين طوال دون استجابة، ولما أدرك نبي الله أنه لا فائدة في دعوتهم وأن كفرهم متأصل لا يتزعزع بجميع الطرق والمحاولات دعى الله أن يعاقبهم على كفرهم وشكى لله قلة حيلته، فعاقبهم الله أن أفسد أشجارهم فانقسموا إلى فريقين، فريق يدعي أن النبي هو من سحر أشجارهم التي يعبدوها وفريق أخر يدعي أن ما حدث لهم بسبب غضب الآلهة عليهم، فقرروا أن يقتلوا نبي الله، فعاقبهم الله على ذلك بأن أرسل عليهم عاصفة من الرياح القوية في عيدهم، وبعث لهم سحابة سوداء يسقط منها أحجار ملتهبة تحرق أجسادهم حتى هلكوا جميعا ولم يبقى إلا مساكنهم.

أصحاب الرس عند الشيعة

يظن الشيعة أن أصحاب الرس الذي ذكرهم الله في كتابه العزيز ليسوا هم أصحاب الأيكه بل إنهم قوم أخرين كانوا يرعون الأغنام فأرسل الله تعالى لهم سيدنا صالح عليه السلام فقاموا بقتله ثم ارسل لهم نبيا آخر بعده فقتلوه أيضا ثم أرسل لهم نبي ومعه ولي فقاموا بقتل النبي ولم يستطيعوا قتل الولي فأفحمهم، وكانوا يعتقدون أن الإله الذي يعبدون في البحر الذين يسكنون على ضفافه، وكانوا يحتفلون بإلههم في كل عام حيث يخرج في هذا اليوم من العام حوت ضخم يسبح على سطح المياه فسجدوا له جميعا ويتوسلون له ويتضرعون وقدموا القرابين، فخرج منهم ولي صالح وقال لا أريد منكم أن تعبدون ولكني أريد منكم أن تعدونني أن تطيعوا ما أمركم به إذا أطاعني هذا الحوت، فوافقوا وأعطوه المواثيق.

فخرج حوت من البحر فوق أربعة حيتان أخرى فسجدوا له جميعا فاكره الولي الصالح أن يأتيه وقال بسم الله الكريم فأتاه الحوت إلى البر، ولكن القوم لم يوفوا بعدهم وكذبوه، فعاقبهم الله أن أرسل إليهم ريحا شديدا التهم جميعا بالبحر.

وفي النهاية نكون قد عرفنا من هم اصحاب الرس يجب علينا أن نعتبر من هؤلاء الذين خلوا من قبلنا من الأمم، كفروا بالله تعالى، ولم يطيعوا أوامره فعاقبهم الله على كفرهم، وفي عصرنا يرتكب الكثير المعاصي ويغفلون عقاب الله ولكن الله يعدهم بالعذاب الأليم في الآخرة فاعتبروا يا أولي الألباب قبل أن يأتي يوم لا ينفع الندم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *