من هو عمر بن الخطاب

من هو عمر بن الخطاب

من هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، هو ما سيتمّ بيانه وتوضيحه في هذا المقال، حيث يهتمّ الكثير من المسلمين بسيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين من بعدهم، والصحابة الكرام هم خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين، وهم الجسر الذي أوصل الإسلام للمسلمين من رسول الله، ويهتمّ موقع محتويات بتقديم سيرة الصحابي عمـر بـن الخطـاب مختصرة من خلال هذا المقال.

من هو عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب الصحابي الجليل أبو حفص بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن عدي بن كعب، العدوي، أمّه خثمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو من عشيرة بني عدي التي تعدّ من أوسط قريش قوةً وجاهًا، ولد عمـر بـن الخطّـاب في عام 40 قبل الهجرة، وذلك يكون قبل حرب الفجّار بأربع سنين، نشأ في مكّة، وكان والده فظًّا عليه شاقًا، تعلم الفروسية والقتال، وبات من أبطال قريش، فكان مهاب الشخصية مرهوب الجانب، وقد أجاد الخطابة والكتابة والمفاخرة، وكان سفيرًا لقريش في الجاهلية، وفي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان عمر شديد الأذى على المسلمين، وكان يرى أنّهم خارجين عن دينهم ودين آبائهم، ويرى في الإسلام أنذه سيقوّض الحكم والنظام في مكة، وأنه سيثير الفساد فيها، لكنّه أسلم فيما بعد وأصبح من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]

شاهد أيضًا: متى استشهد عمـر بـن الخـطاب

شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصفاته

اتّصف عمر بن الخطاب بالكثير من الصفّات الجسدية التي تدلّ على القوة والهيبة والحزم، فكان آدميّ اللون أسمرًا، وقيل أنّه ورث سمرته من أخواله، وفي رواياتٍ عديدة أنّه كان أبيضًا لكنّه اكتسب السمرة في عام الرمادة لما عانى من أمور الخلافة فيه، وكان طويلًا أصلع الرأس صخم الجسد، عريض المنكبين صاحب صوتٍ جهوري، كان ينفخ ويفتل شاربه إذا غضب، وكان يملك القوة الجسدية وعظم البنية، وهو طويل اللحية سريعٌ في مشيه، كثير الشيب وغليظ الشعر، وكان مما يدلّ على قوته ما رواه هو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: يا عُمَرُ، إنَّك رجُلٌ قويٌّ، لا تُزاحِمْ على الحَجَرِ فتُؤذِيَ الضعيفَ، إنْ وجَدتَ خَلْوَةً فاسْتَلِمْه، وإلَّا فاستقبِلْه فهَلِّلْ وكبِّرْ”.[2] فكانت كلّ صفاته تؤهله ليكون رجلًا عظيمًا.[3]

أسرة عمر بن الخطاب

تزوج عمر بن الخطاب كما ورد في السير والروايات تسعًا من النساء منهنّ قبل الإسلام ومنهن بعده، وكان عنده 14 ابنًا، فقد تزوج من قريبة بنت أبي أمية قبل الإسلام، وهي أخت أم سلمة أم المؤمنين، لما أسلم عمر بقيت هي على شركها فطلّقها ولم تلد له، وتزوج أمّ كلثوم بنت جرول الخزاعية، والتي أنجبت له زيد وعبيد الله، وطلقها بعد إسلامه وبقائها مشركة، وتزوج من زينب بنت مظعون في الجاهلية بمكة وأسلمت معه وهاجرا معًا للمدينة، ولدت له عبد الله بن عمر وعبد الرحمن وحفصة أم المؤمنين.

بعد إسلامه تزوج عمر من جميلة بنت ثابت الأنصارية وقد ولدت له عاصم بن عمر، وتزوج من عاتكة بنت زيد التي أنجبت له عياض بن عمر، وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام التي ولدت له فاطمة، وتزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وهي آخر أزواجه وقد ولدت له زيد ورقية.[4]

شاهد أيضًا: من صفات الخليفة عمـر بـن الخطـاب

إسلام عمر بن الخطاب

في الخوض في مسألة من هو عمر بن الخطاب، فإنّ إسلام عمر من الأمور التي أعزّ الله بها الإسلام والمسلمين، فبعد بعثة النبي اضطرب عمر وهو يرى قومه في انقسام بين مؤمنٍ وكافر، فقرر أن يضع حدًّا لهذا وذلك بالتخلص من النبي وقتله، ظنًّا منه أنه سيجمع قومه بعد تفرقهم، فخرج متقلّدًا سيفه يقصد به النبي، فلقيه نعيم بن عبد الله وهو ممن أسلموا سرًّا فسأله عن مقصده فعرف منه أنه يريد الشر برسول الله، فحاوره وأراد أن يصرفه عن مقصده، وأخبره عن إسلام أخته وزوجها، فتوجه لبيت أخته وسمع تلاوةً للقرآن، فقرع الباب وخاف من بالبيت وأخفوا ما كانوا يعملون، وهمّ بزوج أخته يريد صرعه فمنعته أخته فضربها وسال دمها على وجهها فاستحا عمر من نفسه وهدأت روعه، وقرأوا عليه من القرآن فرقّ قلبه، وتوجه لدار الأرقم وأعلن إسلامه ففرح به النبي صلى الله عليه وسلم، وفرح به صحابته الكرام.

هجرة الفاروق عمر

كان إسلام عمر بن الخطاب في السنة السادسة للبعثة النبوية، وكان إسلامه نصرًا للإسلام فأعلن إسلامه وجاهر بالدّعوة، ولمّا أذن الله لرسوله وللمؤمنين بالهجرة إلى المدينة، كانت الهجرة تكون سرًّا، إلا عمر فقد خرج للكعبة فطاف بها وصلّى ركعتين، ونادى في الناس وهو يحمل سيفه وقوسه وسهامه شاهت الوجوه من أراد أن تثكله أمه أو ييتم ولده أو ترمل زوجته فليلحق بي خلف هذا الوادي، فما تجرأ أحدٌ من المشركين على اللحاق به.

عمر في عهد أبو بكر

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم احتاج المسلمون لخليفةٍ لرسول الله يحكمهم، فرشّح عمر بن الخطاب أبا بكرٍ وبايعه، وكان خير معينٍ له في أمور الحكم، وأعانه على إطفاء نار الفتنة قبل اندلاعها، ومن آرائه ومشورته ما أخذ بها الصديق ومنها ما لم يأخذ به، ولكن ذلك لم يثني عمـر بن الخطـاب عن وقوفه وقوف الناصح الأمين لأبي بكر، فكان خير الوزير وخير الناصح، وقد أدرك أبو بكر أهميّة وجود عمر بجانبه، ودلّت الكثير من المواقف في السيرة على ذلك.

شاهد أيضًا: لقب الخليفه عمـر بن الخطاب رضي الله عنه

خلافة عمر بن الخطاب

كان عمر قريبًا من أبي بكر في فترة خلافته، وكان مستشاره الأول ووزيره المفضل، فهو صاحب الرأي والمشورة، وعند مرض أبي بكر، فكّر في حال المسلمين من بعده، وولة الإسلام تمر بظروفٍ لا تسمح لبقائها من غير حاكمٍ مؤهل، فالجيوش الإسلامية تخوض حروبًا وتحتاج المدد والمشورة الدائمة، فورد في نفسه أن يختار عمر بن الخطاب وشاور الصحابة في ذلك فوافقوه، وكتب كتاب العهد عثمان بن عفان، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وبايع المسلمون عمر على الخلافة، وهو أوّل من سمّي أمير المؤمنين، وقد اتّسم عهده في خلافته بالكثير من الإنجازات والفتوحات الإسلامية، فوضع التاريخ الهجري، وأنشأ الدواوين، وأنشأ بيت المال، وبنى المدن، وفتح بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وغيرها، وبنى الكوفة البصرة.

مناقب عمر بن الخطاب في خلافته

كان عمر بن الخطاب في خلافته شديد الخشية والمراقب لله عزّ وجل في كلّ حالاته وأحواله، وكان يخشى الله من أن يضيّع حقًّا استرعاه إيّاه، فقد ورد عنه أنّه قال: لو مات جملٌ من عملي ضياعًا خشيت أن يسألني الله عنه، عندما كان آخر حجّةٍ حجّها عمر رضي الله عنه، أناخ بالأبطح ثمّ كوّم كومة طرح عليها رداءه واستلقى ومد يديه إلى السماء وقال: “اللهم قد ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غيرَ مضيعٍ ولا مقصرٍ”.[5]

وقد روي عن عمـر بـن الخطـاب أنّه خطب في الناس أوّل خلافته فقال: “يا أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم، وأقواكم عليكم، وأشدكم استطلاعًا بما ينوب من مهم أموركم ما توليت ذلك منكم، ويكفي عمر مُهِمّا محزنًا انتظار موافقة الحساب بأخذ حقوقكم كيف آخذها، ووضعها أين أضعها، وبالسير فيكم كيف أسير، فربي المستعان، فإن عمر أصبح لا يثق بقوة، ولا حيلة إن لم يتداركه الله عز وجل برحمته وعونه وتأييده” وهو الذي كان يقو بواجباته نحو رعيته بيده وبنفسه.[6]

شاهد أيضًا: الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ هو عبدالرحمن بن ملجم

فضائل عمر بن الخطاب

وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن من هو عمر بن الخطاب، وتشير لفضله ومكانته، ومما ورد من فضائله رضي الله عنه:[7]

  • أنّ الشيطان كان يفرّ منه في الطريق الذي يسلكه، فقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إيهٍ يا ابنَ الخطابِ ! والذي نَفْسِي بيدِهِ ما لقِيَكَ الشيطانُ قطُّ سالكًا فجًّا ؛ إلَّا سلَكَ فجًّا غيْرَ فَجِّكَ”.[8]
  • هو الذي سأل النبي الله أن يعزّ الإسلام به، فقد روى عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ”.[9]
  • كان رجلًا عالمًا زاهدًا حاكمًا فقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” رأيتُ كأنِّي أتيتُ بقَدَحِ من لبنٍ فشَرِبْتُ منهُ فأعطيتُ فَضلي عمرَ بنَ الخطَّابِ ، قالوا: فما أوَّلتَهُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ العِلمَ”.[10]

استشهاد عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطّاب يتمنّى الشهادة ويدعو الله على الدوام أن يرزقه إيّاها، وكان يسأله أن يكون موته واستشهاده في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستجاب الله له دعاءه، وأعطاه ما طلب وكرّمه بالشهادة، فقد قام أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الفجر من يوم الأربعاء الموافق 26/ ذي الحجة/ 23هــ بطعن أمير المؤمنين بخنجرٍ كان معه وهو ساجد، وطعن 12 من الصحابة مات منهم ستّة، وقد اوصى عمر بأن يكمل عبد الرحمن بن عوف الصلاة بعده، وقبل موته رضي الله عنه اختار ستّةً من الصحابة وأوصى أن لا يمرّ ثلاثة أيّام إلا وكان من بينهم خليفةٌ للمسلمين، ثمّ مات شهيدًا ودفن في حجرة السيدة عائشة بجانب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق.

شاهد أيضًا: لماذا دفع عمر بن الخطاب الجزية عن اليهودي؟

إلى هنا ننتهي من الإجابة على من هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تعرّفنا على شخصيّته الكريمة منذ ولادته مرورًا بنشأته وإسلامه وخلافته حتّى وفاته شهيدًا.

المراجع

  1. ^ islamstory.com , من هو عمر بن الخطاب؟ , 24/01/2022
  2. ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/ عمر بن الخطاب/ 190/حسنٍ
  3. ^ al-maktaba.org , صفاته الخَلقية , 24/01/2022
  4. ^ marefa.org , عمر بن الخطاب , 24/01/2022
  5. ^ طرح التثريب , ابن العراقي/ سعيد بن المسيب/ 253/ 3/ صحيح
  6. ^ islamstory.com , عمر بن الخطاب وواجبات الخليفة نحو رعيته , 24/01/2022
  7. ^ alukah.net , فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه , 24/01/2022
  8. ^ صحيح الجامع , الألباني/ سعد بن أبي وقاص/ 2667/ صحيح
  9. ^ مسند أحمد , أحمد شاكر/ عبد الله بن عمر/ 60/8 / إسناده صحيح
  10. ^ صحيح الترمذي , الألباني/ عبد الله بن عمر/3687/صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *