من هو مخترع الاندومي وقصة الإندومي اليابانية التي غزت العالم

من هو مخترع الاندومي

من هو مخترع الاندومي سؤال لا يعرف إجابته الكثيرين، حيث أي اختراع أو ابتكار جديد وراءه قصة ناجح، ووراء ابتكار الإندومي الوجبة الأكثر شعبية في هذه الأيام قصة نجاح عظيمة عانى صاحبها من الفشل حتى تمكن من خلال الصبر والمثابرة نشر ابتكاره وإنقاذ شعبه من خطر المجاعة، فمن هو مخترع الاندومي وقصة الإندومي اليابانية التي غزت العالم، تابعونا لمزيد من المعلومات.

من هو مخترع الاندومي

مخترع الاندومي هو شخص يُدعى أندو موموفوكو وهو تايلاندي الأصل ولد في العام 1910، الذي ولد لعائلة ثرية في مقاطعة شياي ابان التي كانت تابعة للإمبراطورية اليابانية في ذلك الوقت، وقد عمل أندو في متجر خاص بأجداده بعد وفاة والديه، واستطاع تأسيس شركة كبيرة للمنسوجات، وأصبح رجل أعمال وهو في عمر الثانية والعشرين.

المصاعب التي واجهت موموفوكو مخترع الإندومي

كان حلم النجاح والتفوق يداعب خيال أندو منذ الصغر واستطاع في العام 1933 تأسيس شركة للملابس وكان يدرس الاقتصاد في ذلك الوقت بجامعة ريتسوميكان في اليابان، مستعيناً بخبرته الأولى في مجال النسيج الذي كان يعمل به مع أجداده، وازدهرت تجارته مع الوقت.

وقد استطاعت هذه التجارة الازدهار بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لاحتياج الحكومة وقتها للمنتجات التي يقوم بتصنيعها خاصة الواقيات التي كان يصنعها لصد الغارات الجوية، ووجد وقتها تلاعب في السجلات الحسابية للشركة مما جعله يتقدم للشرطة بشكوى، ولكن المفاجأة أن الشرطة قامت بالقبض عليه.

وتم زج أندو في السجن وتم تعذيبه لمدة شهر ونصف بشكل متواصل، ولكنه ما لبث أن خرج من السجن بعد هزيمة اليابان بحرب العالم الثانية خاصة بعد إعلانها الاستسلام العسكري، وقد أثرت هذه الحادثة على أندو بشكل كبير، ولكنه تغلب عليه وركز على المزيد من العمل.

 ولكن لم يتحقق له ذلك بشكل سريع فقد وجد شركاته قد أصبحت بمحاذاة الأرض نتيجة للغارات الجوية، ولكن بالرغم من تعرض بلاده للهزيمة وخسارته لأعماله ومشاريعه ولكنه لم ييأس وقرر النهوض من جديد، وعمل بعد ذلك في قطاع العقارات الذي لم يستطع من خلاله تحقيق الكثير من الدخل.

المتاعب التي تعرض لها موموفوكو بعد خروجه منم السجن

استطاع أندو بعد ذلك تأسيسي مصرف وتولى منصب رئيس المصرف لما عُرف عنه من حسن السير والسلوك، والسمعة الحسنة بين الجميع، وبالتالي قد استطاع جمع بعض الأموال منهم ليستطيع فتح المصرف، ولكن خمن ماذا حدث من جديد، لقد ألقت السلطات بالقبض عليه مرة أخرى.

وهذه المرة كانت التهمة هي التهرب الضريبي نتيجة انفاقه على المنح التعليمية للطلبة المتعسرين، وتم زجه بالسجن لعامين آخرين، وبعد خروجه من السجن وجد المصرف الذي أسسه قد تعرض للإفلاس نتيجة للقروض المتعسرة فعاد ليبدأ من جديد.

ولكن لم يكن الطريق مفتوحاً أمامه هذه المرة، قد تعرضت مدينة هيروشيما ونجازاكي للقنابل النووية، وكانت باقي المدن في حالة فوضوية، وكان الشعب بأكمله يعاني من نقص الغذاء بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، بالإضافة لعدم امتلاكه لأي رأس مال يمكنه من البداية في مشروع جديد، مما أدى للتفكير في مشروع جديد ومُبتكر!!

قصة  الإندومي اليابانية التي غزت العالم

كان المشروع الجديد والمبتكر هو الإندومي الذي عكف هو وزوجته على تطويره في العام 1958 بعد أن كان مجرد اختراع بسيط في مطبخ المنزل، وبعد العديد من التجارب التي لم تحظى بالنجاح في البداية حتى كاد أن يتملكه اليأس لعبت الصدفة دور حاسم في ابتكار الإندومي بالشكل الذي نعرفه الآن.

وكانت هذه الوصفة عندما وضع النودلز في مقلاة وقام بقليها للحفاظ عليها لفترة أكبر، وبعد سنة من التجارب أًصبح الابتكار الجديد أمر واقع، وتمكن أندو من طرح اختراعه البسيط والمنخفض السعر، وهو عبارة عن معكرونة جافة تُحضر بشكل سريع عن طريقة إضافة الماء المغلي فقط.

شاهد أيضاً: من هو مخترع الدينامو

إندومي وإنقاذ الشعب الياباني من المجاعة

وقد تمكن أندو من خلال هذا الاختراع من انقاذ الشعب الياباني من الهلاك والتعرض لشبح المجاعة، وبالتالي فإن الشعب الياباني ما زال يحتفظ بالتقدير لأندو موموفوكو على هذا الاختراع الهام، وما زالت الوجبة الأولى في دولة اليابان حتى وقتنا الحالي، ولم يكتفي أندو بذلك بل أصر على أن تكون هذه الوجبة شهية الطعم، وذات سعر في متناول الجميع ويمكن تحضيرها في ثلاثة دقائق فقط، وأطلق عليها في البداية اسم تشيكن راميون أو حساء المعكرونة، وتم تغيير الاسم في وقت لاحق ليصبح اسمها الإندومي.

 وقد أصبحت من الوجبات التي لا يمكن الاستغناء عنها في اليابان نظراً لسهولة تحضيرها وتخزينها وهو ما يناسب طبيعة الحياة في دولة اليابان في الوقت المعاصر، بل أنها انتشرت في العديد من البلاد العالم وأصبحت الوجبة الأكثر شعبية في جميع الأنحاء

والجدير بالذكر أن سعر بيع حساء الإندومي في البداية كان ستة أضعاف سعر الحساء التقليدي، ولكن ميزة الطهي السريع وإمكانية التخزين منحت له الأفضلية في الأسواق، ومن ثم استطاع الانتشار في الأسواق العالمية حتى أن العديد من الشركات أصبحت تُقلد هذا الاختراع لكثرة الإقبال عليه.[1]

تطوير الإندومي

بعد نجاح الاختراع الجديد من ابتكار أندو موموفوكو فكر في طرحه في السوق الأمريكي من خلال السفر في رحلة لتسويق هذا المنتج، ولكنه قد اكتشف شيء جديد هناك مكنه من تطوير ابتكاره، وكان ذلك خلال زيارته لدولة الولايات المتحدة في العام 1966.

فقد رأى بعض الأمريكان يكسرون المكرونة لنصفين، ويقومون بوضعها بكوب ومن ثم يصبون عليها الماء الساخن، ثم يتناولونها من خلال الشوكة، ومن هنا جاءت الفكرة لأندو فقد تمكن من صنع أكواب النودلز المعروفة بعد خمسة من السنوات في العام 1971، وعرف العالم من بعدها فكرة الأغذية المعلبة الجاهزة، ووقع اختيار أندو على نكهة الجديد ليضيفها لاختراعه الجديد، خاصة أن الدجاج من الأطعمة المسموح بها بجميع الديانات، وانتشر المنتج في العديد من دول العالم، حتى أنه أصبح يباع في الوقت الحالي فيما يزيد عن ثمانين دولة حول العالم.

ويوجد العديد من النكهات والأنواع منها بما يتوافق مع معتقدات وثقافة كل دولة، كما تقوم كل دولة بصنعها بالطريقة التي يمكن للشعب تناولها من خلاله، فمثلاً في دولة الولايات المتحدة ودول أوروبا يتم صنعها قصيرة حتى يتمكنوا من تناولها بسهولة، لأنهم لا يستخدمون الشوكة الخاصة بدولة اليابان.

الالقاب التي حصل عليها مستر نودلز مخترع الاندومي

بالرغم من قضاء أندو موموفوكو العديد من السنوات في تطوير ابتكاره الجديد الإندومي ولكنه لم يُعرف بشكل عالمي سوى بعد أن كان أندو بالخمسون من العمر، وقد لقب باسم مستر نودلز وهو اللقب المعروف بها عالمياً، وظل أندو يعمل في شركة النودلز إندومي حتى عمر الخامسة والتسعون قبل أن يقرر التقاعد في هذا العمر.

وبعد ذلك رحل عنا مخترع الإندومي أندو موموفوكو أو مستر نودلز في العام 2007، وقد خلف لنا الاختراع الأكثر شعبية في الوجبات الجاهزة، وقد افتتحت دولته متحف خاص باسمه في مدينة أوزاكا للتعريف بقصة حياته وقصة نجاحه ومثابرته على تحقيق حلمه، وفضله في إنقاذ شعب اليابان من شبح الجوع الذي تعرض له اليابانيون أثناء الحرب العالمية الثانية.

وبذلك نكون قد عرفنا من هو مخترع الاندومي وقصته وقصة الاندومي الذي انتشر بين الناس وأصبح من الأكلات الشائعة بين الجميع. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *